تحليل.. سرقة السلاح الأبيض تتوج الأهلي بطلا لدوري أبطال أفريقيا
لعب الزمالك المصري واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم في نهائي دوري أبطال أفريقيا لكن مستواه لم يشفع له ضد غريمه الأهلي.
الفارس الأبيض سقط في أول نهائي يجمعه بغريمه في البطولة القارية بنتيجة 1-2، لتضيع عليه فرصة التتويج بلقبه السادس، فيما عزز الأهلي رقمه القياسي بحصد اللقب التاسع في تاريخه.
البرتغالي جيمي باتشيكو مدرب الزمالك اعتمد على طريقة (4-2-3-1)، حيث دفع بمحمود عبد الرازق شيكابالا في مركز صانع الألعاب، تعويضًا لغياب يوسف أوباما المصاب بكورونا.
في الجهة المقابلة، اعتمد المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني على طريقة (4-3-3) بوضع الثلاثي محمد مجدي قفشة وحمدي فتحي وعمرو السولية في وسط الملعب.
سحر الدقائق الأولى
لطالما كان الأهلي مميزًا منذ وصول مدربه الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني في مباغتة منافسيه بأهداف مبكرة في أول ربع ساعة، خاصة في آخر 4 مباريات على الأقل.
ويؤمن مدرب الأهلي بأهمية ضرب الخصم بهدف على الأقل في وقت مبكر لإرباكه ووضعه تحت الضغط، وهو ما نجح فيه بالفعل بعد 5 دقائق فقط من انطلاق المباراة.
ولجأ لاعبو الأهلي لخدعة أثناء تنفيذ ركلة ركنية، بدا أنهم تدربوا عليها قبل المباراة، من خلال تمركزهم جميعًا بعيدًا عن المرمى وفي منطقة واحدة.
وتسببت هذه الخدعة في تفريغ المساحة الأمامية لمرمى محمد أبوجبل، مما منح لاعبي الأهلي فرصة الانطلاق بها لحظة تنفيذ الركنية، ومن ثم تفرق اللاعبون دون رقابة حقيقية، ليترجمها السولية بهدف من ضربة رأسية.
انتفاضة معتادة
كما جرت العادة مؤخرًا في مباريات الزمالك، يبدأ الفريق مبارياته بمستوى مخيب ومن ثم يحدث انقلاب وتغير مفاجئ في الأداء.
الفريق الأبيض بدا عاجزًا في البداية عن الخروج بالكرة من منتصف ملعبه، مما جعل مهاجمه مصطفى محمد حاضرًا غائبًا، قبل أن يبدأ لاعبوه في التجرؤ على مرمى الأهلي بتسديدات بعيدة المدى.
بعد ذلك، تحول سيناريو المباراة كليًا، حيث تراجع الأهلي إلى مناطقه دون تهديد منافسه بأي فرصة خطيرة، فيما نوع الزمالك أسلوبه في محاولة اختراق الدفاع الأحمر.
منعًا للرقابة
كان واضحًا داخل أرض الملعب التعليمات التي وجهها باتشيكو للاعبي الثلث الهجومي للزمالك بالاعتماد على اللامركزية.
أدى ذلك إلى رؤية شيكابالا أحيانًا في عمق الملعب، وتارة رفقة بن شرقي على الجانب الأيسر، قبل أن يتحول في فترات أخرى للرواق الأيمن، فيما يذهب زيزو لشغل مكانه في الجهة الأخرى.
وأدت هذه الحيلة لإرباك دفاع الأهلي، خاصة مع دخول أشرف بن شرقي في بعض الأوقات لمجاورة مصطفى محمد كمهاجم ثانٍ.
واستطاع شيكابالا أن يخطف هدف التعادل الرائع بعد اختراقه منطقة جزاء الأهلي من الجهة اليمنى، التي شغلها في النصف الثاني من الشوط الأول.
جمل خادعة × الصيد من بعيد
مع توالي الركنيات لصالح الأهلي، ظهر بوضوح العمل الذي قام به موسيماني قبل المباراة بتدريب لاعبيه على مجموعة من الجمل الخادعة، مثلما حدث في لقطة الهدف الأول.
وارتكزت الخدعة الثانية على تمركز لاعبي الأهلي داخل منطقة الجزاء بالقرب من مرمى الزمالك عند تنفيذ الركنية، مما يتيح الفرصة لعلي معلول لإرسل عرضية أرضية لأحد اللاعبين المتمركزين خارج منطقة الجزاء.
ولم تكلل تلك المحاولة الخادعة بالنجاح مثلما حدث في لقطة الهدف المبكر، لكنها أظهرت جانبا كبيرا من العمل الفني المميز للمدرب الجنوب أفريقي استعدادا للقاء.
أما الزمالك، ففضل لاعبوه محاولة صيد شباك الشناوي من بعيد عبر التسديدات القوية المفاجئة، التي كادت أن تترجم لهدف بالفعل عبر صاروخية زيزو، لكن القائم حال دون معانقتها للشباك.
سرقة السلاح الأبيض
رغم كثرة محاولات الزمالك المتكررة بالتسديد من خارج منطقة الجزاء، فإنه لم ينجح في إصابة الشباك طوال الشوط الثاني.
وبدأ الأهلي في إدراك قيمة التسديدات البعيدة مع مرور الوقت، ليقرر سرقة سلاح الفريق الأبيض ومحاولة تهديد مرمى أبوجبل به.
وكانت أبرز المحاولات عن طريق قفشة، الذي استغل ركلة حرة على مسافة بعيدة من منطقة الجزاء، لكن مُررت إليه الكرة وأطلق تصويبة صاروخية مرت بجوار القائم.
ولم ييأس قفشة بعدها وقرر تجربة حظه من جديد، بعدما روض الكرة وأطلقها على الطائر، لتسكن أقصى الزاوية اليسرى لمرمى أبوجبل، مسجلا هدف الفوز القاتل بسلاح الزمالك المفضل طوال المباراة.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA==
جزيرة ام اند امز