تحذيرات من كارثة بـ"زابوريجيا".. العالم يقف على قدم واحدة
دفعت التحذيرات الملحة من روسيا وأوكرانيا بشأن هجوم محتمل على محطة للطاقة النوية في جنوب شرق أوكرانيا سكانا بالمنطقة القريبة للهرب.
تحذيرات تصاعدت وتيرتها من تهديد مشؤوم على محطة زابوريجيا للطاقة النووية، أمس الجمعة، دفعت البعض الآخر إلى الاختباء وسط مخاوف دولية متزايدة من كارثة إشعاعية.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت إن تهديد المحطة، الأكبر في أوروبا، أقلق القوى العالمية وجدد دعوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف فوري للأعمال العدائية وإتاحة إمكانية وصول الخبراء النوويين الدوليين.
غوتيريش قال بعد اجتماع مع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتركي رجب طيب أردوغان: إن "ضررا محتملا بزابوريجيا هو انتحار".
أما المسؤولون الأوكرانيون فاتهموا روسيا بالوقوف خلف تفجيرات المحطة بهدف "استفزاز" كييف. بينما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بقصف المحطة والمخاطرة بـ"كارثة واسعة النطاق".
وتحذر كل من روسيا وأوكرانيا الطرف الآخر من شن هجوم تحت "علم زائف" في عملية تستهدف إخفاء الدولة المسؤولة.
وجاءت تعليقات بوتين، الأولى بشأن القتال الأخير حول المجمع الكبير على طول نهر دنيبر، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكما الحال مع العديد من قادة العالم، أكد ماكرون على الحاجة لزيارة خبراء النووي بالأمم المتحدة الموقع بموجب الشروط التي حددتها أوكرانيا والأمم المتحدة.
وفي المنطقة حول المحطة، حزمت بعض العائلات ممتلكاتها وبدأت الفرار. وساعد الآباء والأزواج، غير القادرين على المغادرة على متن الحافلات مع أسرهم، ملوحين لأحبائهم في وداع مليء بالدموع بأحد مواقف السيارات في مدينة زابوريجيا.
قرار صعب
وقال سيرهي أروسلانوف (46 عاما) عن إرسال عائلته بعيدا بينما يصعدوا على متن حافلة متجهة إلى بلغاريا: "كان قرارا صعبا. إنهم يغادرون بسبب التهديد على المحطة."
وأضاف لصحيفة "واشنطن بوست" أنهم خططوا للسفر إلى ألمانيا.
ويحظر على الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 60 عاما مغادرة أوكرانيا في حالة احتاجوهم للخدمة العسكرية. وتخضع محطة الطاقة النووية حاليًا لسيطرة روسيا لكن يديرها موظفون أوكرانيون.
وأمرت القوات الروسية العاملين بالمحطة بالبقاء في منازلهم، الجمعة، وقصر عدد الأفراد الموجودين بالمجمع على الأشخاص الذي يشغلون وحدات الطاقة، بحسب المشغل العام الأوكراني لمحطات الطاقة النووية.
واتهم المسؤولون الأوكرانيون القوات الروسية بالاستعداد لفصل المحطة عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، مما يحرم البلاد من مصدر رئيسي للطاقة.
وحذر غوتيريش من أي محاولة لقطع الطاقة عن المنشأة أو منها، ودعا إلى نزع السلاح عن المنطقة المحيطة بها.
وراقب المسؤولون الأمريكيون القتال في المنطقة بقلق بالغ، فيما لا تزال التقارير مستمرة عن الأضرار بالمنشأة مع التركيز بشكل خاص على خطوط الطاقة، بحسب ما قاله مسؤول كبير بوزارة الدفاع للمراسلين، الجمعة.
ودعت الولايات المتحدة "روسيا" للتخلي عن السيطرة على المنطقة والانسحاب منها لتقليل المزيد من المخاطر.
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم ذكر اسمه، إن "القتال قرب المحطة النووية خطير.. إنها حقا أعلى مستويات انعدام المسؤولية".
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مقترح نزع السلاح من المنطقة حول محطة زابوريجيا، قائلًا إن ذلك سيجعل المنطقة "أكثر عرضة للخطر".
وأحبطت جهود تنظيم زيارة لأعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية جراء الاختلافات اللوجيستية والسياسية.
واقترح المسؤولون الروس إمكانية السماح للخبراء بالتنقل عبر شبه جزيرة القرم التي تخضع لسيطرة روسيا، لكن أوكرانيا، التي تتحدث عن حقها في شبه الجزيرة، وصفت ذلك بانتهاك لسيادتها وطلبت أن يصل الزوار عبر العاصمة كييف.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز