مقتل أيمن الظواهري بأفغانستان.. كيف حوّل بايدن هزيمة الانسحاب لنصر؟
اعتبرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في غارة أمريكية بكابول يمثل لحظة مهمة للرئيس جو بايدن ورئاسته المتذبذبة، قد تمحي بعض الذكريات المؤلمة للانسحاب الفوضوي من أفغانستان العام الماضي.
وأعلنت الولايات المتحدة، الإثنين، أنها قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري خلال غارة بطائرة مسيرة في أفغانستان، لتسوي بذلك أحد آخر ديون الانتقام المتبقية بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وبحسب الشبكة الأمريكية فإن "بايدن اغتنم العملية باعتبارها تأكيدا على تعهده بمنع البلد الواقع في جنوب آسيا الذي مزقته الحرب من أن يصبح مجددًا ملاذا آمنا للإرهابيين، بالرغم من إنهاء أطول حرب أمريكية هناك العام الماضي".
وأضافت: "ربما تقدم لحظة تماسك مع اقتراب ذكرى انسحابه الكارثي من أفغانستان (نهاية أغسطس/آب 2021)، ما يضيف إلى زخم رئاسته بعدما توصل الديمقراطيون في مجلس الشيوخ إلى اتفاق بشأن مشروع قانون للمناخ والطاقة والرعاية الصحية الأسبوع الماضي" مع قرب انتخابات التجديد النصفي والتي تأتي في ظل شعبية تتهاوى.
وأشارت إلى أن الهجوم، الذي يعيد إلى الأذهان ذكرى الحرب على الإرهاب لكنه يتزامن مع لحظة تتصاعد فيها التوترات الأمريكية مع بكين، يسلط الضوء على محور عميق في سياسة الأمن القومي الأمريكية".
وفي أحد الأوقات، كان العثور على الإرهابيين الذين هاجموا أمريكا أينما كانوا يختبئون المبدأ المنظم لنهج أمريكا تجاه العالم. وفي حين كانت الأنباء التي أعلنت يوم الإثنين بمثابة لحظة "إنجاز المهمة"، تظهر التوترات المستمرة بشأن تايوان كيف أن الحكومة الأمريكية تتبنى آلية جديدة للأمن القومي لتحدي قوة الصين الصاعدة.
لحظة مهمة
وبحسب تحليل "سي إن إن" فإن هناك رمزية عميقة في مقتل الظواهري، الجراح المصري الذي تحول إلى صاحب أيديولوجية متطرفة وكان مطلوبا لدى الولايات المتحدة لسنوات حتى قبل هجمات 2001 على نيويورك وواشنطن.
ووجه مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) اتهامات إلى الظواهري لدوره المزعوم في تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، التي بشرت بعصر جديد لإرهاب القاعدة الموجه ضد الأمريكيين.
وكان له دور رئيسي في تفجير المدمرة "يو إس إس كول" في اليمن عام 2000. وتعهد رؤوساء متعاقبون بتقديم زعماء شبكة أسامة بن لادن الإرهابية إلى العدالة، وكان بايدن أحدثهم.
وإذا افتقر الظواهري إلى الكاريزما وقوة التعبئة التي كان يتمتع بها أسامة بن لادن، الذي قتل خلال مداهمة جريئة للقوات الخاصة الأمريكية عام 2011، فقد أسفر نفوذه وتنظيم القاعدة عن أضرار جسيمة للولايات المتحدة، ويثبت مقتله صحة التعهدات الأمريكية بملاحقة أعدائها حتى نهاية العالم.
وقال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ووزير الدفاع الأسبق ليون بانيتا إن خسارة الظواهري تعني أن تنظيم القاعدة لم يعد لديه هيكل قيادي لتشكيل تهديد على الولايات المتحدة أو حلفائها.
مكافأة لرئاسة متذبذبة
واعتبرت "سي إن إن" أن مقتل الظواهري يمثل لحظة مهمة لبايدن ورئاسته المتذبذبة، حيث قد تمحي بعض الذكريات المؤلمة للانسحاب الفوضوي الأمريكي من أفغانستان العام الماضي.
كما قد يساعد الإدارة في إعادة صياغة مراجعات الذكرى السنوية لفشل السياسة الخارجية وذلك في وقت لاحق من هذا الشهر. وعلاوة على ذلك، تدعم الغارة ادعاء بايدن بالقدرة على استهداف أعداء الولايات المتحدة في أفغانستان من الخارج – وهو جزء من حجته بأن أمريكا لم تعد بحاجة للاحتفاظ بجيوش برية كبيرة في ساحات القتال الخارجية.
وفي حين كان الظواهري غير قادر على إعادة تنظيم القاعدة إلى قوته السابقة بعد مقتل بن لادن، تشكل ظروف مقتله تحذيرًا للجماعات الإرهابية الأخرى في أفغانستان وأماكن أخرى.
ومع ذلك، تثير حقيقة أن الظواهري على ما يبدو قتل في هجوم على منزل في وسط كابول مخاوف حقيقة من أن أفغانستان -التي عادت إلى سيطرة حركة طالبان- تأوي القاعدة مجددا.
لكنها توضح أيضًا أن الولايات المتحدة تتمتع بقدرات استخباراتية في أفغانستان بالرغم من خروج الدبلوماسيين ومسؤولي الاستخبارات والجيش الأمريكي من البلاد العام الماضي.
ولا يتخذ الرؤساء عادة قرارات مصيرية بشأن الأمن القومي للتأثير على معدلات تأييدهم – أو على الأقل بعضهم لا يفعل ذلك. لكن تدور جميعها في سياق سياسي بسبب وضعهم؛ ولا شك أن بايدن يمكنه الاستفادة من لحظة ظهوره كقائد أعلى على التلفاز، والتي يعلن فيها من البيت الأبيض مقتل عدو أمام الأمريكيين، بحسب سي إن إن.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز