بذرة زايد الخير نمت وربت في أبنائه وشعبه حتى غدت على مر السنين شجرةً مثمرة ًدانيةٌ قطوفها وافرةٌ ظلالها
مع قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عمدت الدولة إلى تبني نهج العمل الإنساني ومد يد العون إلى المحتاج وتقديم الخير للجميع داخل الدولة وخارجها دون مقابل، والسؤال لماذا تقدم دولة الإمارات كل هذا؟
الجواب وباختصار هو بذرة خير زرعها "زايد" ، المؤسس الراحل طيب الله ثراه، مع نشأة الدولة وسقى عروقها بماء الإحسان والعطاء في أبنائه .
نعم إنها بذرة زايد الخير التي نمت وربت في أبنائه وشعبه، حتى غدت على مر السنين شجرةً مثمرة ًدانيةٌ قطوفها، وافرةٌ ظلالها ، راسخةٌ جذورها بعقيدتنا وانتمائنا لوطننا وولاة أمرنا، جذعها "عيال زايد" كلٌ من موقعه، فالجندي ورجل الأمن من على الحدود والثغور ، والمعلم من مدرسته والمهندس من موقعه والطبيب من عيادته، وأغصانها عاداتنا وتقاليدنا وثمرها حب الآخر وحب عمل الخير والإحسان.
من على مشارف نهاية "عام القراءة" والذي كان عاماً مفعماً بالعلم واكتساب المعرفة، ها نحن نمضي بخطىً ثابة راسخة نحو عامٍ جديد نستقبله بمبادرة كلها خير، مبادرة أطلقها والدنا وقائدنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه ﷲ- لتكون نواة العام الجديد 2017 في دولة الإمارات.
مبادرة "عام الخير" تتضمن في جنباتها ترسيخ روح التطوع لدى الفرد والمؤسسات والمجتمع بأكمله من مواطنين ومقيمين، من خلال تقديم خدمات إنسانية وطنية حقيقية من دون مقابل مادي خدمةً للمجتمع، ستبدأ بالمنزل وأفراد الأسرة والأقرباء والأصدقاء والبيئة المحيطة من جيران وحتى أناس قد تربطنا بهم علاقة ولو بسيطة لتتسع الدائرة وتصل للمجتمع وتعود إلى نقطة البداية، فالأساس هو المنزل حتى لو كان مقدار فعل الخير بسيطاً.. في النهاية أنت تساعد من حولك بشيء يحدث فارقا أو يترك أثراً طيبا في عقولهم.
تهدف هذه المبادرة إلى ترسيخ المسؤولية المجتمعية من خلال إشراك مؤسسات القطاع الخاص، لتؤدي دورها في خدمة الوطن والمساهمة في مسيرته التنموية، ودفع عجلة التقدم والازدهار، فمن خلال الحكومة والقطاع الخاص وسواعد أفراد المجتمع، تتحقق الغاية وتترجم لعمل متكامل عنوانه فعل الخير ، وإدخال السعادة وإحداث فارق في حياتنا، وحياة الفرد والأسرة.
كذلك ترسيخ خدمة الوطن في الأجيال الناشئة، من خلال زرع بذرة زايد الخير في عقولهم وقلوبهم، لتصبح جزءاً مهماً من صفاتهم المعروفة في عيال زايد، وتنمو معهم البذرة لتصبح جذورها راسخة بحب الوطن والعمل في سبيل خدمته، وإنني لأستذكر مقولة الراحل عنا الحاضر في قلوبنا طيب الذكر الشيخ زايد طيب الله ثراه: "إننا ننتظر من الشباب ما لم ننتظره من الآخرين ونأمل من هذا الشباب أن يقدم إنجازات كبرى، وخدمات عظيمة تجعل هذا الوطن دولة حديثة، وبلداً عصرياً يسير في ركب العالم المعاصر ."
فلننظر إلى ما قدمه الوطن لنا ، ولننظر ماذا قدمنا نحن للوطن، ولنوقن أن للوطن علينا واجبا وحقا كبيرا وكبيرا جداً، وعلينا كأفراد أن نتنافس في سبيل خدمته، كلٌ حسب وظيفته، ولأن أعلى مراتب خدمة الوطن هي التضحية في سبيله، يأتي دورنا التطوعي كجزء من خدمة وطن الخير الإمارات، فالعمل التطوعي يساهم في تجسيد روح التعاون لما فيه من خير، وتعزيز دور الفرد عبر تعميق أواصر الترابط بين أبناء المجتمع والأهم الثقة في نفس المتطوع، بأنه قادر على جعل العالم أفضل، فلنبادر بالتطوع وجعله أسلوب حياة ولنساهم ونبادر في فعل الخير صغيرنا وكبيرنا، فكلٌ منا بمقدوره ترك بصمة خير أينما حل وارتحل .
اللهم احفظ دولة الإمارات بلد الخير والعطاء واحفظ قادتها وشعبها والمقيمين واجعلها واحة أمن وسلام .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة