العظماء لا تصنعهم (الصدفة).. ولا يجلبهم (الحظ).. وثقوا بما ملكوا.. وآمنوا بما أرادوا فصنعوا أسماء عظيمة وآثاراً أعظم.
العظماء لا تصنعهم (الصدفة) ولا يجلبهم (الحظ) وثقوا بما ملكوا وآمنوا بما أرادوا فصنعوا أسماء عظيمة وآثاراً أعظم.
وهذا ما كان عليه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
في مقتبل عمره عاش بين أقرانه لكنه سبقهم في الطموح وتجاوزهم بـ"الحلم"، ضحك لـ"المستحيل فحققه"، أوقع الخيال في (شباك) الواقع فطار الواقع بـ(أجنحة) خياله التي غازلت المستقبل.
أوقد عمره ليضيء مستقبل بلاده فنقلها حضارياً على (مطايا) العلم وسقاها علمياً من (بئر) المعرفة فكسى (صحاريها) العارية بـ"عشب التقدم" وبرهن ذلك البدوي الألمعي أن الحضارة حظ من يمسك خطامها بيده ويقودها بـ"بصيرته" لا من يولد فيها فقط.
تحدث لـ"المستقبل البعيد" بـ"العمل" لأنها اللغة الوحيدة التي تقنعه بـالاقتراب فاختصر العقد في عام والقرن في عقد من الزمن.
بني الإنسان على الأرض لأنه يؤمن أن رقي عمارة الأرض من رقي ساكنها، نظم الإمارات السبع (عقداً) من إنجاز في جيد التاريخ لتصبح (الإنارات السبع) في خريطة الحضارة الإنسانية المعاصرة.
تواضع بسلوكه فـعلاً في قلوب الناس وعلا بـهمته فتواضع أقرانه أمامه، أنار عقول شعبه فـفتحوا قلوبهم له، وهبهم من المال ما يغنيهم فأغنوه بماله في قلوبهم من حب، ترك قواعد الساسة وفلسفة مفكريها القائمة على البطش والمكر الإعلامي، فصنع فلسفة قيادته الخاصة التي تشعر أنها تقوم على قناعة:
أعط كأنك المحتاج واقض كأنك المجني عليه فتفجر كرمه في الأولى وظهر عدله في الثانية.
عاش بسيطاً فخلت سيرته من التعقيد يرسخ كلامه بأفعاله ويصنع أفعاله لتكون فاكهة أحاديث الدهشة لدى العامة، وبراهين الحماس لدى الطامحين.
أوقد عمره ليضيء مستقبل بلاده فنقلها حضارياً على (مطايا) العلم وسقاها علمياً من (بئر) المعرفة فكسى (صحاريها) العارية بـعشب التقدم وبرهن ذلك البدوي الألمعي أن الحضارة حظ من يمسك خطامها بيده ويقودها ببصيرته لا من يولد فيها فقط.
دخل إلى العمل السياسي شاباً يمتطي (الخيل) أثمن وسائل النقل في زمنه وبلاده تعيش شظف العيش وشح الموارد، ورحل وشباب بلده يقتنون أثمن سيارات العالم الفارهة وبلاده حلم المستقبل الباهر والعيش الرغيد لمعظم أجناس الأرض.
رحل بعد ٨٦ عاماً زاخرة بـ"العطاء" فبكاه من أضحكهم وحزن عليه من أسعدهم ونعاه من أنعم عليهم.
نام في قبره بعد أن صنع بلداً يقظاً بالإنجاز وبعد أن جعل كل شيء في الإمارات (زايد)، وجعل كل عام في عمر الإمارات (عام زايد).
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة