"أحتاج إلى زوجي".. سيدة أوكرانيا الأولى تشكو قسوة الحرب
هل البعيد عن العين بعيدًا عن القلب؟، وهل يمكن للمسافات أن تقتل الحب؟ أم أن بالمسافة يُختبر الحب؟
أسئلة تجد طريقها في مقابلة أجرتها "بي بي سي" البريطانية مع سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا، التي لم تخف فطرة مشاعر الزوجة.
"إنني بحاجة إلى زوجي بجانبي، وليس شخصية تاريخية"، بهذه الكلمات وصفت سيدة أوكرانيا الأولى لـ"بي بي سي"، كيف أثرت الحرب، على علاقتها بقرينها.
"نحن لا نعيش مع زوجي، الأسرة منفصلة"، قالت كاتبة السيناريو السابقة أولينا زيلينسكا التي لم تكن لتتخيل أن سيناريو واقعي كهذا قد تؤلفه يوما، أو تكون هي أحد أبطاله، مضيفة: "لدينا الفرصة لرؤية بعضنا البعض، لكن ليس بالقدر الذي نرغب فيه. ابني يفتقد والده".
كانت السيدة الأولى والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صديقين في المدرسة الثانوية، وعملا معًا في فرقة كوميدية واستوديو تلفزيوني، حيث كان هو ممثلًا وهي كاتبة سيناريو.
شوق وحنين
إلا أن كاتبة السيناريو لم تحلم بأن يصبح زوجها "الشخصية التاريخية" التي هو عليها اليوم، قائلة إنها تفتقده وتحتاج إليه للوقوف بجانبها كزوجها.
وعلى الرغم مما قالت إنه قد يكون شوقًا "أنانيًا"، أضافت أولينا زيلينسكا أن الرئيس "يمتلك بالفعل الطاقة وقوة الإرادة والإلهام والعناد لخوض هذه الحرب".
فـ"أنا أؤمن به. وأنا أؤيده. أعلم أن لديه ما يكفي من القوة. أعتقد أن هذا الوضع سيكون أصعب بكثير بالنسبة لأي شخص آخر أعرفه. إنه حقًا شخص قوي جدًا ومرن. وهذه المرونة هي ما نحتاجه جميعا الآن"، تقول سيدة أوكرانيا الأولى.
إلا أن الضريبة لم تدفعها وحدها؛ فوضع أوكرانيا ما بعد الحرب كان له تكلفة عاطفية على أطفالها، بحسب سيدة أوكرانيا الأولى، التي قالت: "يؤلمني أن أرى أطفالي لا يخططون لأي شيء في مثل هذه السن، ابنتي تبلغ من العمر 19 عامًا. هناك شباب يحلمون بالسفر، وبأحاسيس ومشاعر جديدة في هذه السن. إلا أنها ليس لديها مثل هذه الفرصة".
وأضاف: "هناك قيود زمنية فيما يمكنك أن تسمح به لنفسك، وهي موجودة، ونحن بطريقة ما نحاول أن نعيش داخلها".
وتحدثت عن افتقاد الأسرة لقضاء الوقت معًا، قائلة: "لكننا نبقى أقوياء، لدينا القوة عاطفيا وجسديا. وأنا متأكدة من أننا سنتعامل مع الأمر معا".
وعندما شنت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، أمضت أولينا زيلينسكا شهورًا مختبئة في أماكن سرية مع أطفالها.
وعن حالتها العاطفية في بداية العملية العسكرية، قالت إنها "شعور دائم بالأدرينالين"، إلا أنه مع مرور الوقت، وجدت أنه من "الضروري" تهدئة نفسها والبدء في التأقلم مع الحياة في "الظروف الحالية".
وبعد خروجها من مخبئها العام الماضي، دفعت الحرب كاتبة السيناريو السابقة إلى دائرة الضوء، فسافرت منذ ذلك الحين حول العالم للقاء القادة وإلقاء الخطب.
تأثير الحرب
وقد ركز عملها الأخير كسيدة أولى على مساعدة الأوكرانيين في التعامل مع التأثير النفسي للحرب، وهي تستعد للمشاركة في استضافة قمة في كييف تركز على الصحة العقلية والقدرة على الصمود.
وقالت أولينا زيلينسكا: "آمل حقًا أن أتمكن من إلهام شخص ما، أو أن أعطي الأمل أو النصيحة لشخص ما، أو أن أثبت بمثالي أننا نعيش، ونعمل، ونمضي قدمًا".
وتابعت: "لا أحد يستطيع أن يعرف ما ينتظرهم. ففي نهاية المطاف، لم يكن أحد يتخيل أنه في القرن الحادي والعشرين، سيتم إطلاق العنان لحرب كهذه في وسط أوروبا، وأنها ستكون بهذه القسوة. لذا، لم أتخيل أبدًا أنني سأكون في هذا الدور في هذا الوقت."
وأوضحت أن الأوكرانيين لا يمكنهم التأكد من الغد أو الثقة في المستقبل، لكن لديهم الأمل، مضيفة: "لدينا أمل كبير في تحقيق النصر، لكننا لا نعرف متى سيأتي. وهذا الانتظار الطويل، والضغط المستمر، له أثره".