الحقيقة أن زلاتان إبراهيموفيتش أبعد ما يكون عن الغرور.. المغرور لا يستطيع أن يكون خفيف الدم.. خفة الدم تعيش بداخل الفنان.
لم أقرأ تصريحات مثيرة وعميقة وطريفة لأي لاعب كرة قدم كما قرأت للسويدي زلاتان إبراهيموفيتش.. في الحقيقة أنا وصلت لمرحلة البحث على "جوجل" إن كان قد قال شيئا جديدا.. تضحكني تصريحاته، لكنني أضحك معجبا أو موافقا، حتى لو كانت مقولته مشبعة بالمظهر الذي يعطيك انطباع الغرور عنه.
زلاتان من نوعية اللاعبين الذين سيعمرون طويلاً خارج الملعب لأنه يحمل تاريخا ناصعا ولسانا مثيرا يصنع الجدل
الحقيقة أن زلاتان أبعد ما يكون عن الغرور، المغرور لا يستطيع أن يكون خفيف الدم.. خفة الدم تعيش بداخل الفنان، والغرور والفنان خفيف الدم لا يلتقيان.. خفة الدم تحتاج إلى تواضع لأن خفيف الدم يحتاج أحيانًا إلى أن تكون تعليقاته طريفة ضد نفسه، وهذا ما لا يستطيع المغرور فعله.
عندما لم يضم مدرب المنتخب السويدي زلاتان للفريق المشارك في نهائيات كأس العالم، خصوصا بعد تقدمه في السن، علق زلاتان "شيء واحد مؤكد، وهو كأس العالم بدوني لا شيء، ولا تستحق انتظار المشاهدة، فليس من المجدي أن ننتظر نهائيات كأس العالم"!
في بداياته لفت زلاتان الأنظار، كان شابا في سن الثامنة عشرة تقريبا عندما قال له أرسين فينجر مدرب أرسنال أن يجري اختبارات الانضمام إلى الفريق، رفض زلاتان قائلاً: "لا يمكن، فزلاتان لا يخضع للاختبارات"!
وعند حديثه عن مزاياه الكروية قال: "أستطيع اللعب في 11 مركزا مختلفا"! وعندما انتقل إلى برشلونة قال عن وجود ميسي في الفريق: "ميسي رائع لكنني انضممت الآن لبرشلونة"!
لكن زلاتان لم يظهر مع برشلونة بالصورة المنتظرة قياسا بمستواه المعروف، وعندما سأل عن ذلك كان كعادته حاضرا: "البارسا اشترى فيراري لكنه قادها كسيارة فيات"!!
وعندما وافق على الانتقال إلى باريس سان جيرمان قال: "لا أعرف الكثير عن الدوري الفرنسي، لكن الدوري الفرنسي يعرفني"!
يحق لزلاتان ما لا يحق إلا لبعض اللاعبين النادرين، لذلك تتقبل كلامه المبالغ أحيانا، لكنك تتقبل الكثير مما يقول لأنك عندما تقارن كلامه بما يفعله في الملعب تجد أن هناك توازنا منطقيا، زلاتان يعرف قيمة نفسه، حتى عند زوجته، سأله أحد الصحفيين إذا ما كان قد أحضر هدية لزوجته في عيد ميلادها، فقال: "لا شيء.. فهي تمتلك بالفعل زلاتان"!
زلاتان من نوعية اللاعبين الذين سيعمرون طويلاً خارج الملعب، لأنه يحمل تاريخا ناصعا ولسانا مثيرا يصنع الجدل.. يبقى أن أقوال زلاتان على الرغم من قوتها فإنها لا تجرح أحدا، وهذا فن يجيده الفنانون فقط.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة