الزومبي يغزون قلب فيلادلفيا.. "مخدر الخيول" ينشر الرعب (صور)
تحول حي كنسينجتون في ولاية فيلادلفيا الأمريكية إلى مشهد حي من دراما الرعب الشهيرة WALKING DEAD (الموتى السائرون) بسبب تفشي المخدرات.
وأدى انتشار تعاطي مخدر "ترانق"، الناتج عن خلط دواء الزيلازين المستخدم كمادة مخدرة للحيوانات خاصة الخيول، مع الهيروين وغيره من المواد الأفيونية، إلى تفشي مشاهد مروعة لمدمنين يتعاطون هذا المخدر القاتل في وضح النهار، بينما تغطي التقيحات المروعة أذرعهم وأرجلهم، نتيجة حقن تعاطي المخدرات.
ومنطقة كنسينجتون التي كانت حتى خمسينيات القرن الماضي منطقة صناعية مزدحمة، تحولت في السنوات الأخيرة إلى منطقة فقيرة مهمة، حتى وصفتها صحيفة "فيلادلفيا إنكويرر" بأنها "أفقر حي في أفقر مدينة كبيرة في أمريكا".
ولفتت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في تقرير مصور نشرته من داخل حي كنسينجتون، إلى أن خليط "ترانق" المخدر لا يستجيب للأدوية المخصصة لعلاج جرعات المخدرات الزائدة، بحسب تحذير أطلقته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوضحت الصحيفة أن الجروح المتقيحة الناجمة عن تعاطي الترانق تقود إصحابها إلى بتر الأطراف، في بعض الأحيان. وأضافت الصحيفة أن المدمنين شبه الغائبين عن الوعي يطلقون النار في وضح النهار، ويفقد الكثيرون منهم الوعي وسط الشوارع، فيما تحتاج جروحهم المزمنة إلى تدخل جراحي عاجل وخطير، بينما تنتشر الإبر والمحاقن المستخدمة في تعاطي المخدرات عبر الأرصفة.
وقالت سارة لوريل التي تدير منظمة Savage Sisters المعنية بالتوعية ضد تعاطي المخدرات، إنها "لم تر قط بشرًا يعيشون في مثل هذه الظروف". وأضافت: "لديهم جروح مفتوحة غائرة، ولا يمكنهم المشي، يقولون لي: إذا ذهبت إلى المستشفى، فسأمرض"، كما أنهم مرعوبون جدا من التوقف عن تعاطي المخدرات.
ولا توجد علاجات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للتعافي من إدمان الزيلازين وسحبه من الجسم. وشدد فيليب مور، كبير المسؤولين الطبيين في شركة Gaudenzia العلاجية غير الربحية، إلى أن التعافي من تعاطي "الزيلازين" أمر معقد.
وقال: "نبدأ في علاج انسحاب المواد الأفيونية، ويجب أن يتحسنوا، لكننا نرى قشعريرة، وتعرقا، وأرق، وقلقا، وهياجا". وأضاف أنها أعراض مزعجة للغاية، وهو ما يجعلنا نتعامل مع انسحاب للمخدرات من الجسم أكثر تعقيدًا، خاصة أن مزيج ترانق يحتوي على المزيد من الزيلازين.
وأوضح مور أنه يتم وصف دواء كلونيدين ولوفيكسيدين، وكلاهما يستخدمان لعلاج ارتفاع ضغط الدم لمساعدة الجسم على التخلص من الزيلازين، كما يتم استخدام المهدئات مثل الفينوباربيتول أو الفاليوم.
وشدد فيليب مور على ضرورة تدريب المزيد الكوادر الطبية على التعامل مع أعراض انسحاب الزيلازين؛ لأنه بدون ذلك سيتوقف المرضى عن العلاج، بعدما يشعرون بعدم التحسن.
جدير بالذكر أن عقار الزيلازين تم تطويره في عام 1962 كمخدر في العلاجات البيطرية، ولم يتم اعتماده مطلقا للاستخدام البشري. وتوقفت تجارب أولية لهذا الغرض، بعدما تسبب الدواء في أعراض خطيرة، تشمل ضيق التنفس وانخفاض ضربات القلب وضغط الدم.
وفي مطلع القرن الحالي، بدأ استخدام الزيلازين كبديل للهيروين، وأخذ ينتشر في شوارع كنسينجتون منذ عام 2006، لكن جائحة كورونا تسببت في ارتفاع وتيرة استخدامه بشكل كبير.
والآن يحتوي 90% من الهيروين الذي يتم ترويجه في ولاية فيلادلفيا على مادة الزيلازين، كما انتشر تعاطي المخدر القاتل في 36 ولاية أمريكية.
ويتسبب خليط ترانق، الناتج عن خليط الزيلازين مع الهيروين أو الفنتانيل، في تأثير شديد على الوعي، كما يؤدي إلى تلف الجلد بشكل خطير، لدرجة تشبه الحروق الكيميائية، بالإضافة إلى الجروح العميقة المتقيحة التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى البتر.
وكشفت دراسة أجريت مؤخرا على البيانات الخاصة بوفيات الجرعات الزائدة في فيلادلفيا خلال الفترة من 2010 إلى 2019، أنه بين عامي 2010 و2015 تم اكتشاف الزيلازين في 2٪ فقط من حالات الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة، لكن بحلول عام 2019، قفز هذا الرقم إلى 31٪.
كما تشير البيانات المتعلقة بمضبوطات المخدرات غير المشروعة من إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية إلى أن الزيلازين يظهر بشكل متزايد في عينات "عقاقير متعددة" تحتوي على الهيروين أو الفنتانيل إلى جانب أدوية أخرى.
وبين عامي 2010 و2013 لم تتضمن أي من عينات الأدوية المتعددة التي تم اختبارها في مختبرات الوكالة على مادة الزيلازين، ولكن بحلول عام 2019 احتوت 25٪ من العينات على العقار القاتل.
وبحسب تقديرات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية، منها في الولايات المتحدة، فقد ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المخدرات في أمريكا من 53 ألف حالة في عام 2015 إلى 107 آلاف حالة في عام 2021.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA= جزيرة ام اند امز