3 أمراض حيوانية المنشأ تهاجم أفريقيا.. ما القصة؟
حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد مخاطر حدوث فاشيات في أفريقيا تسببها الأمراض حيوانية المنشأ، فماذا يحدث في القارة السمراء؟.
تحدث العدوى التي تنشأ في الحيوانات ثم تنتقل إلى البشر منذ قرون، لكن خطر العدوى الجماعية والوفيات كان محدودًا نسبيًا في أفريقيا عكس ما يحدث خلال العقدين الماضيين.
ثلاثة أرباع حالات تفشي الأمراض المعدية البشرية الناشئة باتت حيوانية المصدر، ما يعني أنها تنشأ من الفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى التي تصيب الحيوانات وتقفز بعد ذلك لإصابة البشر.
وبينما نشأت معظم الأمراض المعدية حيوانية المصدر في آسيا خلال العقود الماضية، فإن أفريقيا قد تكون على وشك أن تصبح مصدرًا مهمًا لما يسمى بـ "مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ".
وقف انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ في إفريقيا أمر معقد، لذا توصي منظمة الصحة العالمية باتباع نهج الصحة الواحدة الذي يتطلب قطاعات وتخصصات ومجتمعات متعددة للعمل بالتعاون.
الأمراض حيوانية المنشأ تهاجم أفريقيا
قالت منظمة الصحة العالمية إن أفريقيا تواجه خطرًا متزايدًا لحدوث فاشيات تسببها مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ، مثل فيروس جدري القرود الذي نشأ في الحيوانات ثم تحولت الأنواع وأصاب البشر.
وكشفت المنظمة، في أحدث تقرير في هذا الشأن: "هناك زيادة بنسبة 63% في عدد حالات تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ في المنطقة في العقد من 2012-2022 مقارنة بعام 2001-2011".
وذكرت أنه بين عامي 2001 و2022 كان هناك 1843 حدثًا مؤكدًا للصحة العامة تم تسجيلها في المنطقة الأفريقية لمنظمة الصحة العالمية.
ووفقا لتحليل المنظمة، فإن 30% من هذه الأحداث كانت تفشي أمراض حيوانية المصدر، بينما زادت هذه الأرقام على مدار العقدين الماضيين.
وتابعت: "كان هناك ارتفاع خاص في عامي 2019 و2020 عندما مثلت مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ نحو 50٪ من أحداث الصحة العامة".
وقال ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، للصحفيين في إفادة إعلامية: "أكثر من 75% من الأمراض المعدية الناشئة سببها مسببات الأمراض المشتركة مع الحيوانات البرية أو الأليفة".
وأضاف: "إنهم يمثلون عبئًا كبيرًا من الأمراض، ما يؤدي إلى حوالي مليار مريض وملايين الوفيات على مستوى العالم كل عام".
ورأت أن الزيادة في حالات الأمراض الحيوانية المنشأ قد تكون ناتجة عن عدة أسباب، بينها:
- تضم أفريقيا أسرع نمو سكاني في العالم.
- هناك طلب متزايد على الأغذية المشتقة من الحيوانات بما في ذلك اللحوم والدواجن والبيض والحليب.
- زيادة التحضر والتعدي على موائل الحياة البرية.
- الطرق البرية والسكك الحديدية والقوارب والجوية تتحسن ما يزيد من مخاطر تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ التي تنتشر من المناطق النائية، حيث يوجد عدد قليل من السكان إلى المناطق الحضرية الكبيرة.
أشهر الأمراض حيوانية المنشأ في أفريقيا
كشفت منظمة الصحة العالمية، في تقريرها، أن مرض فيروس الإيبولا والحمى النزفية الفيروسية الأخرى يشكل ما يقرب من 70٪ من هذه الفاشيات؛ مع حمى الضنك والجمرة الخبيثة والطاعون وجدري القرود ومجموعة من الأمراض الأخرى تشكل 30٪ المتبقية.
ومن أشهر الأمراض الفيروسية حيوانية المنشأ التي تهاجم سكان القارة السمراء:
1- فيروس الإيبولا
لاحظت المنظمة أن تفشي الإيبولا في غرب إفريقيا دليل على العدد المدمر للحالات والوفيات التي يمكن أن تنتج عندما تصل الأمراض الحيوانية المنشأ إلى مدننا.
مرض فيروس الإيبولا (EVD) هو مرض نادر ومميت يصيب البشر والرئيسيات من غير البشر، وتوجد الفيروسات المسببة للمرض بشكل رئيسي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ويمكن أن يصاب الناس بمرض فيروس الإيبولا من خلال الاتصال المباشر مع حيوان مصاب (خفاش أو رئيس غير بشري) أو شخص مريض أو ميت مصاب بفيروس الإيبولا.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على لقاح ERVEBO للوقاية من مرض فيروس الإيبولا، لكنه آمن ضد أنواع الإيبولا في زائير فقط.
2- فيروس جدري القرود
على الرغم من حدوث زيادة في مرض جدري القرود منذ أبريل مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، إلا أن الأرقام لا تزال أقل من ذروة عام 2020 عندما سجلت المنطقة أعلى حالاتها الشهرية على الإطلاق.
ووجدت أحدث البيانات عن جدري القرود زيادة كبيرة في الحالات منذ أبريل 2022، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، ولوحظت الزيادة بشكل أساسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا ويمكن أن تُعزى جزئيًا إلى تعزيز مراقبة جدري القرود والاختبارات المعملية.
وبشكل عام، ارتفعت حالات الإصابة بجدري القرود منذ عام 2017 باستثناء عام 2021، حيث كان هناك انخفاض مفاجئ.
ومن 1 يناير إلى 8 يوليو 2022، كان هناك 2087 حالة تراكمية لجدري القرود وتم تأكيد 203 منها فقط.
وبلغ معدل الوفيات الإجمالي للحالات المؤكدة البالغ عددها 203 حالات 2.4٪، ومن بين 175 حالة مؤكدة توجد بها بيانات خاصة بالحالة كان 53٪ من الذكور وكان متوسط العمر 17 عامًا.
3- فيروس كورونا
بالانتقال إلى فيروس "كوفيد-19"، قالت المنظمة إنه في حين أن الحالات في القارة انخفضت بشكل طفيف مؤخرا فإن الزيادة الإجمالية مستمرة بسبب الأعداد المتزايدة بسرعة في شمال أفريقيا للأسبوع الثامن على التوالي.
وعلى الرغم من أن المرحلة الوبائية الحالية قد تتميز بمخاطر أقل للوفاة ومعدل استشفاء أعلى، إلا أن متغير أوميكرون يظل قابلاً للانتقال بشكل كبير ولم ينته الوباء بعد.
ورأت أن "قدرات الاكتشاف والاستجابة المحسّنة مكنت بوتسوانا وناميبيا وجنوب إفريقيا من عكس الارتفاع الأخير في الحالات الجديدة، وهو منعطف من المتوقع أن يتبعه جميع دول شمال إفريقيا التي تتمتع بنفس القدرات الطبية، ولقد بدأ المنحنى بالفعل يتجه نحو الأسفل في المغرب".
فيروس كورونا (COVID-19) هو مرض معد يسببه فيروس SARS-CoV-2، ويعاني معظم المصابين بالفيروس من أمراض تنفسية خفيفة إلى متوسطة ويتعافون دون الحاجة إلى علاج خاص.
ومع ذلك، يصاب البعض بمرض خطير ويحتاجون إلى رعاية طبية، خاصة كبار السن وأولئك الذين يعانون من حالات طبية أساسية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري أو أمراض الجهاز التنفسي المزمنة أو السرطان باعتبارهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
يمكن أن ينتشر الفيروس من فم أو أنف الشخص المصاب في جزيئات سائلة صغيرة عند السعال أو العطس أو التحدث أو الغناء أو التنفس، وتتراوح هذه الجسيمات من قطرات تنفسية أكبر إلى رذاذ أصغر.
لذا من المهم ممارسة آداب التنفس، على سبيل المثال عن طريق السعال في الكوع المرن، والبقاء في المنزل والعزل الذاتي حتى تتعافى إذا شعرت بتوعك، مع ارتداء الكمامة والحرص على التباعد الاجتماعي للوقاية من العدوى.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز