وزير تغيّر المناخ بالإمارات: الشباب أكثر تأثيراً في القضايا العالمية
اجتماع أبوظبي للمناخ شهِد مشاركة ما يزيد على 500 شاب من طلبة ومتطوعين ونشطاء في العمل من أجل البيئة من الإمارات ودول أخرى.
قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغيّر المناخي والبيئة الإماراتي، إن الشباب يمثّلون الفئة الأقدر على التأثير في القضايا العالمية كافة، نتيجة ما يملكونه من مهارات للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد أن الفئة الشابة أكثر دراية بطبيعة احتياجاتهم الحالية والمستقبلية، لذا يجب العمل على تعزيز مشاركتهم ضمن العمل لمواجهة أهم تحديات البشرية.
وأضاف، أن اجتماع أبوظبي للمناخ، شكّل منصةً متميّزة لإبراز دور الشباب في قضايا المناخ، حيث شهد مشاركة 500 من ممثلي هذه الشريحة من نحو 30 دولة حول العالم، شارك جميعهم في كافة النقاشات والجلسات التي شملتها فعاليات الاجتماع.
وطالب المسؤولين وصناع القرار العالميين بمزيد من الاعتماد على فئة الشباب في تسريع وتيرة العمل من أجل المناخ واتخاذ قرارات والتزامات فعالة من دورها تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ والتنمية المستدامة بعيداً عن بيروقراطية التفاوض الاعتيادية.
ودعا اجتماع أبوظبي للمناخ ممثلي الشباب إلى المشاركة في الجلسة الافتتاحية لتسليط الضوء على أهميتهم كفاعلين في الفعل العالمي وقادة للمستقبل، وأحد أهم العوامل التي يمكن الاعتماد عليها في تعزيز جهود العمل من أجل المناخ، ولكون الأجيال المقبلة هي من ستتحمل العواقب الأهم للتغيّر المناخي في حال لم تتم مواجهتها الآن.
وشهد الاجتماع مشاركة ما يزيد على 500 شاب من طلبة ومتطوعين ونشطاء في العمل من أجل المناخ، من دولة الإمارات ودول عدة أخرى حول العالم.
ويمثّل الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً 42% من سكان العالم، ما يجعلهم الفئة الأكثر أهميةً وتأثيراً في جميع القضايا المطروحة.
وطرح الشباب المشاركون في اجتماع أبوظبي للمناخ مجموعة من التساؤلات التي ركزت على طبيعة آليات وسبل دعم ابتكاراتهم وإبداعاتهم في مجال العمل من أجل المناخ، وكيفية توفير التمويلات اللازمة لتحقيق هذا الدعم، وآلية التعامل مع مشكلة النفايات المتزايدة وتلويثها للبيئات البحرية والبرية، خصوصاً نفايات البلاستيك.
ورداً على أسئلة الشباب حول دعم ابتكاراتهم قال الزيودي: "لابد في البداية من بناء الثقة مع الشباب عبر توفير منصات ذات جدوى لتقديم ابتكاراتهم وإبداعاتهم لصناع القرار والمستثمرين، وفي الوقت ذاته يجب العمل على رفع وعي القطاع المصرفي والجهات القادرة على التمويل ورجال الأعمال بأهمية دعم مشاريع الشباب التي تستهدف تحقيق الاستدامة".
وأشار إلى تجربة دولة الإمارات ممثلة في وزارة التغيّر المناخي والبيئة، في إيجاد هذا النوع من المنصات، حيث نظمت لدورتين متتاليتين ملتقى تبادل الابتكارات في المناخ، على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة، والذي استهدف عرض ابتكارات الشباب في مجال الاستدامة والعمل من أجل المناخ على منصة تجمعهم بالمستثمرين ورجال الأعمال.
ورداً على تساؤل من الشباب حول النفايات البلاستيكية وجدوى حملات تنظيف المحيطات منها في وقت ترتفع نسب استهلاك البلاستيك، وتعود النفايات مرة أخرى لتلويث البيئة البحرية، طالب الدكتور الزيودي الشباب بعدم تحميل أخطاء سلوكيات البشر لصناعات باتت تدخل في أدق تفاصيل الحياة اليومية.
وأوضح أن حل مشكلة نفايات البلاستيك لا تكمن في وقف التصنيع وإنما في رفع وعي الأفراد بمنظومة الاستهلاك المستدام القائمة على خفض وترشيد الاستهلاك، ثم فرز النفايات وإعادة استخدامها أو معالجتها، كما لفت إلى وجود توجّه عالمي حالياً لوقف تصنيع منتجات البلاستيك، التي تُستخدم مرة واحدة فحسب، لصالح القابلة للإعادة الاستخدام والتدوير.
وكانت فعاليات اليوم الثاني من اجتماع أبوظبي للمناخ قد بدأت بجلسة افتتاحية، قدَّمت خلالها نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، تقييماً وتعليقاً على ما شمله اليوم الأول من مناقشات وجلسات، كما شهِدت الجلسة استعراضاً لنشاطات وأعمال اليوم الثاني والختامي للاجتماع.
وقالت أمينة محمد: "إنه على الرغم من وجود حراك وجهد عالمي مبذول للعمل من أجل المناخ خلال الفترة الماضية إلا أننا لم نكن على المسار الصحيح لذا لاتزال هناك عقبات وتحديات عدة تواجه الوصول لإلى أهداف اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة".