ملياردير فرنسي: ضريبة الثروات تحرمنا من التنافسية «ولا أستطيع دفعها»

في وقت تتصاعد فيه النقاشات حول العدالة الضريبية في فرنسا، يرى آرثر مينش، الرئيس التنفيذي الثري لشركة الذكاء الاصطناعي الفرنسية الناشئة Mistral، أن "ضريبة زوكمان" التي تستهدف أصحاب الثروات غير منطقية وستحرم بلاده من التنافسية.
وعلى الرغم من أن شركته باتت من أبرز أبطال أوروبا في مجال الذكاء الاصطناعي بقيمة سوقية تتجاوز 11.7 مليار يورو، لكنه أكد أنه لا يملك السيولة الكافية لدفع "ضريبة زوكمان" التي تدعو إليها الأوساط اليسارية الفرنسية.
وبحسب تقديرات "بلومبرغ"، تبلغ القيمة الصافية لثروة آرثر مينش 1.1 مليار دولار نتيجة امتلاكه حصة لا تقل عن 8% في شركة ميسترال.
ومع ذلك، يؤكّد مينش أنّه يؤيد مبدأ "المزيد من العدالة الضريبية" شرط أن يحافظ على تنافسية فرنسا، بحسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
ضريبة غير قابلة للدفع
وقال مينش في مقابلة تلفزيونية على قناة "فرانس 2": "من الواضح أنني لا أستطيع دفع هذه الضريبة"، في إشارة إلى المقترح الاشتراكي الذي يفرض ضريبة سنوية بنسبة 2% على الثروات التي تتجاوز 100 مليون يورو.
تمويلات ضخمة بلا سيولة مباشرة
ورغم أن شركته جمعت 1.7 مليار يورو في جولة استثمارية بداية سبتمبر/ أيلول، أوضح مينش أنّ هذه الأموال موجّهة حصراً للاستثمار وتطوير المشاريع، ولا تعني بالضرورة أن أصحاب الشركة يملكون السيولة النقدية.
وأضاف: "نقوم بجولات تمويل، هذا يرفع قيمة الشركة، لكنه لا يعني بالضرورة توفّر المال السائل".
بين العدالة الضريبية والتنافسية
وبينما أبدى اعتراضه على قدرة شركته على دفع الضريبة، شدّد مينش على أنّه لا يرفض النقاش قائلاً: "ربما أخيّب أمل المزايدين، لكنني مقتنع بأن فرنسا تحتاج فعلاً إلى مزيد من العدالة الضريبية".
لكنّه دعا إلى مقاربة متوازنة: "علينا التفكير في حلول تحقّق العدالة الضريبية، وفي الوقت نفسه تتيح لفرنسا أن تظل قادرة على المنافسة في مجال ريادة الأعمال".
جدل سياسي واسع
تحمل الضريبة اسم الاقتصادي غابرييل زوكمان، ومن المتوقع أن تطال نحو 1,800 أسرة ثرية في فرنسا. وبينما يرى اليسار فيها أداة ضرورية لإعادة توزيع الثروة، فإنّ اليمين ورجال الأعمال يخشون أن تتحوّل إلى عبء يثني المستثمرين ويضرب بيئة الابتكار الفرنسية.