هاني سالم مسهور
كاتب
كاتب
تحت سقف العاصمة العُمانية مسقط، وفي مناخ مُتخم بالشكوك والهواجس، انعقدت الجولة الأولى من مفاوضات يمكن وصفها بـ "اختبار نوايا" بين واشنطن وطهران.
حين يتكرّر التاريخ، لا يفعل ذلك من باب المصادفة، بل لأنه يملك ذاكرة أكثر وفاءً من الإنسان.
تتهيأ إيران للحرب كما لو أنها قاب قوسين أو أدنى، وكأنها أيقنت أن هذه المرة ستكون المواجهة على أراضيها، لا عبر وكلائها، ولا من وراء حجاب المليشيات.
عندما أُطلقت حملة «أخلاقنا أخلاق زايد» على منصة إكس، لم تكن مجرد شعار يتردد في الفضاء الإلكتروني، بل كانت تجسيدًا حيًا لقيم ترسخت في المجتمع الإماراتي.
شهدت الحرب الباردة، بكل ما حملته من تنافس أيديولوجي وعسكري بين المعسكرين الغربي والشرقي، توظيفًا متقنًا للخطاب الديني في صراعات كانت في جوهرها سياسية واقتصادية.
لطالما شكلت مسألة إعادة الإعمار في العالم العربي معضلة تتجاوز البعد الاقتصادي لتصل إلى جوهر الصراع حول مفهوم الدولة الوطنية.
ليست المسألة مسألة انتصار عسكري ولا استعراض سياسي، فالحوثيون، مهما حاولوا، سيظلون عالقين في الهامش، مجرد أداة في يد طهران لا أكثر ولا أقل.
لم يكن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير سكان غزة وتحويل القطاع إلى "ريفييرا" مجرد رؤية خيالية بل كان تعبيراً عن ذهنية سياسية تتعامل مع الشرق الأوسط كمساحة قابلة لإعادة التشكيل وفق موازين القوى، لا وفق اعتبارات التاريخ والجغرافيا والهوية الوطنية.
المشاهد المؤلمة للنزوح المهين لسكان قطاع غزة لم تكن مجرد صور إنسانية عابرة، فلا يمكن اعتبار تلكم الألوف من الناس وهي تمشي متثاقلة وقد أنهكها الجوع والخوف مشهد انتصار.