هاني سالم مسهور
كاتب
كاتب
بعض الحقائق لا تحتاج إلى عدسات مكبّرة، بل إلى شجاعة في النظر، فتقرير خبراء الأمم المتحدة الأخير حول السودان لم يأتِ بجديد على من يعرفون خريطة الأدوار في هذه الحرب القذرة..
لطالما تغنّى العالم العربي بشعارات حرية الرأي والتعبير، وصدّع رؤوسنا بمقولات عن حاجة الشعوب إلى فضاء مفتوح للكلمة والموقف والرأي الآخر. لكن ما أن أُتيحت هذه المنصات، حتى تكشفت المأساة: المشكلة لم تكن في غياب الحرية، بل في غياب من يستحقها.
تحت سقف العاصمة العُمانية مسقط، وفي مناخ مُتخم بالشكوك والهواجس، انعقدت الجولة الأولى من مفاوضات يمكن وصفها بـ "اختبار نوايا" بين واشنطن وطهران.
حين يتكرّر التاريخ، لا يفعل ذلك من باب المصادفة، بل لأنه يملك ذاكرة أكثر وفاءً من الإنسان.
تتهيأ إيران للحرب كما لو أنها قاب قوسين أو أدنى، وكأنها أيقنت أن هذه المرة ستكون المواجهة على أراضيها، لا عبر وكلائها، ولا من وراء حجاب المليشيات.
عندما أُطلقت حملة «أخلاقنا أخلاق زايد» على منصة إكس، لم تكن مجرد شعار يتردد في الفضاء الإلكتروني، بل كانت تجسيدًا حيًا لقيم ترسخت في المجتمع الإماراتي.
شهدت الحرب الباردة، بكل ما حملته من تنافس أيديولوجي وعسكري بين المعسكرين الغربي والشرقي، توظيفًا متقنًا للخطاب الديني في صراعات كانت في جوهرها سياسية واقتصادية.
لطالما شكلت مسألة إعادة الإعمار في العالم العربي معضلة تتجاوز البعد الاقتصادي لتصل إلى جوهر الصراع حول مفهوم الدولة الوطنية.
ليست المسألة مسألة انتصار عسكري ولا استعراض سياسي، فالحوثيون، مهما حاولوا، سيظلون عالقين في الهامش، مجرد أداة في يد طهران لا أكثر ولا أقل.