هاني سالم مسهور
كاتب
كاتب
ربما تظن أن السؤال لا يعنيك. تبتسم بثقة وتقول: "أنا لست إخوانيًا".
لا أحد في الشرق الأوسط يبدو منتصرًا بعد عامين من الحرب، لكنّ الجميع يتصرّف كما لو أنه يستعد للجولة التالية.
هي الوقاحة بكل بشاعتها، فلم يكن تصريح اليمنية (حمالة الحطب) الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011، توكل كرمان، الذي وصفت فيه مشاهد التخريب والحرق في بعض المدن المغربية بـ"مجد للشعب المغربي الثائر"، مفاجئًا لمن يعرف سيرتها السياسية.
لم يكَد العالم العربي، على الأقل نخبه السياسية، يستفيق من صدمة التصريحات "الثقيلة" للسفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس براك، حتى تلقى منه لكمة أخرى في تصريحاته مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لغوياً يتم تعريف الدجّال بأنه كثير الكذب والتمويه، الذي يلبس الحق بالباطل ويُخفي الحقيقة بالمغالطة والتغطية، وهذا هو التعريف الكامل لإخوان اليمن بما يمثلهم قانوناً وعرفاً حزب التجمع اليمني للإصلاح،
لعل وصف الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس وزراء، وزير خارجية قطر، للهجوم الإسرائيلي على الدوحة بـ«الغادر»، يكفي لتأطير ما جرى من اعتداء سافر على السيادة القطرية.
ليست المشكلة في اليمن أن الحرب طالت، بل إن الوهم طال أكثر، الوهم بأن الهدنة المعلنة في 2022 كانت مخرجاً من النزيف، بينما هي في حقيقتها غطاء لإعادة إنتاج النفوذ الحوثي، وتجميد للجبهات، وتعطيل لقوة كان يمكن أن تغيّر المعادلة في وقت أبكر.
لم يعد خافيًا على أحد أن الجنوب اليمني خرج من تجربة الوحدة (1990) مثقلاً بجراح غائرة صنعتها آلة التصدير الديني المتشدد القادمة من الشمال.
السودان ليس معركةَ جنرالاتٍ على خريطة، بل امتحانٌ أخلاقيٌّ لمن ادّعوا الوصاية على الدولة.