هاني سالم مسهور
كاتب
كاتب
ما حدث في واشنطن ليس حادثًا معزولًا، بل صدى متأخر لانفجارٍ أكبر وقع قبل أكثر من عقدين في نيويورك.
بين دولة الإمارات وتيارات الإسلام السياسي معركة ليست جديدة، ولا تحتاج إلى أقنعة.
لم تكن محكمة العدل الدولية وهي ترفض دعوى حكومة السودان ضد الإمارات تُصدر حكما قانونيا فحسب، بل كانت تضع نقطة الختام على فصول طويلة من التزوير السياسي والتضليل الإعلامي الذي مارسته جماعة الإخوان المسلمين، بشتى واجهاتها الإقليمية والدولية.
بعض الحقائق لا تحتاج إلى عدسات مكبّرة، بل إلى شجاعة في النظر، فتقرير خبراء الأمم المتحدة الأخير حول السودان لم يأتِ بجديد على من يعرفون خريطة الأدوار في هذه الحرب القذرة..
لطالما تغنّى العالم العربي بشعارات حرية الرأي والتعبير، وصدّع رؤوسنا بمقولات عن حاجة الشعوب إلى فضاء مفتوح للكلمة والموقف والرأي الآخر. لكن ما أن أُتيحت هذه المنصات، حتى تكشفت المأساة: المشكلة لم تكن في غياب الحرية، بل في غياب من يستحقها.
تحت سقف العاصمة العُمانية مسقط، وفي مناخ مُتخم بالشكوك والهواجس، انعقدت الجولة الأولى من مفاوضات يمكن وصفها بـ "اختبار نوايا" بين واشنطن وطهران.
حين يتكرّر التاريخ، لا يفعل ذلك من باب المصادفة، بل لأنه يملك ذاكرة أكثر وفاءً من الإنسان.
تتهيأ إيران للحرب كما لو أنها قاب قوسين أو أدنى، وكأنها أيقنت أن هذه المرة ستكون المواجهة على أراضيها، لا عبر وكلائها، ولا من وراء حجاب المليشيات.
عندما أُطلقت حملة «أخلاقنا أخلاق زايد» على منصة إكس، لم تكن مجرد شعار يتردد في الفضاء الإلكتروني، بل كانت تجسيدًا حيًا لقيم ترسخت في المجتمع الإماراتي.