نايلة تويني رئيسة تحرير النهار لـ"العين الإخبارية": المرأة بحاجة لمزيد من النضال
حملت نايلة تويني إرث جريدة النهار في أكثر المراحل دقّة في تاريخ لبنان إثر اغتيال والدها، وأصرّت على تخطي الصعاب والاستمرار برسالتها.
نايلة تويني النائبة السابقة والصحفية اللبنانية التي حملت إرث عائلتها عبر "جريدة النهار" إحدى أعرق المؤسسات الإعلامية في لبنان بعد اغتيال والدها في بيروت، وجدت نفسها وهي في سنّ الـ26 عاما أمام مسؤولية كبيرة وتحدٍّ مزدوج بين المحافظة على نجاح الصحيفة وبين تحقيق حلمها وحلم والدها في بلد تتقاذفه الأزمات على مختلف الأصعدة.
وفي اليوم الذي اختارته "تويني" لإطلاق مشروع "النهار العربي" أتت الصفعة في 4 أغسطس 2020 عبر انفجار بيروت الذي وقع على مسافة مئات الأمتار من مبنى الجريدة، حيث أصيب عدد من صحفييها وتضرّرت مكاتبها بشكل كبير، لكنها رغم ذلك أصرّت على الاستمرار متحدية كل الظروف، وليتم اختيارها شخصية العام الإعلامية خلال الدورة الـ 19 لمنتدى الإعلام العربي في دبي، لجهودها التي قدمتها في الاعلام، وكان لـ"العين الإخبارية" هذا الحوار مع رئيسة مجلس إدارة مجموعة "النهار" نايلة تويني.
- بعد نحو 15 عاما من حمل إرث "النهار" كيف تقيمين تجربتك؟
لا شك هي مسؤولية كبيرة تحملتها في ظروف صعبة نتيجة خسارة والدي الذي اغتيل بسبب مواقفه، وحيث كنت أشعر أن الحياة ستنتهي من دونه لكن الإيمان بمؤسسة النهار ورسالة الصحافة ورسالة والدي جبران وجدي غسان الذي خسر عائلته وكان متماسكا وكان مصرا على استكمال المسيرة هي التي منحتني القوة، ولا تزال وصية جدي ترافقني وهو الذي قال لي: "ليس المطلوب أن تكوني رجلا إنما أن تكوني على قدر طموح والدك".
وبعدما تولّيت مسؤولية "النهار" عام 2005 وأنا في عمر الـ 26 عاما، بعدما تدرّبت وأصبحت صحفية فيها وتغيّرت كل الخطط التي كنت وضعتها لمستقبلي، تعلمت الكثير من هذه المؤسسة وصحفييها وبذلت جهودا كي تكون "النهار" كما كان يريدها "جبران" من أهم الصحف في العالم العربي وفي مستوى الصحف العالمية، وهنا لا بد من الإشارة إلى التحدي الذي واجهته في تلك المرحلة كشابة تولت إدارة المؤسسة وتقع عليها مهمة التغيير في ظل عصر التطور والتكنولوجيا واتخاذ قرارات بكلفة كبيرة أحيانا تصل إلى المواجهة.
- كنت أصغر نائبة في مجلس النواب.. كيف تصفين هذه التجربة؟
الإعلام يوصل الصوت، ولا شكّ أن مفعول السياسة أكبر لكن الظروف التي رافقت مرحلة وجودي في البرلمان بعد انتخابي من قبل الناس وكنت أصغر نائبة، كانت تجربة ومرحلة صعبة وكان البلد حينها معطلا إضافة إلى أنني لست من الأشخاص الذين يحبون "البروباجندا" والحديث عن كل ما يفعلونه، ولست نادمة على تلك المرحلة التي تعلمت منها كما كل مرحلة في حياتي، وإذا اخترت أن أكررها سأخوضها بطريقة مختلفة بعد مرور هذه السنوات من الخبرة والتجارب.
- كيف تجاوزت كل صعوبات 2020؟
عام 2020 كان صعبا على مختلف الأصعدة، شهدنا الانتفاضة الشعبية التي كانت ثورة متجددة لثورة العام 2005 نتيجة الاغتيالات والأوضاع الأمنية والسياسية التي أصابت لبنان حينها.
وفي مؤسسة النهار كما كل اللبنانيين عانينا من الوضع الاقتصادي الصعب وانعاكسه على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية التي يرزح تحتها الشعب اللبناني كما الزملاء في النهار.. كذلك أتى وباء كورونا ليغيّر حياتنا ويؤثر علينا نفسيا ومعنويا، وبعد كل ذلك أتى انفجار مرفأ بيروت في اليوم الذي كنا نطلق فيه مشروع "النهار العربي" الذي كان أحد مشاريع جبران.
كنا نطلق المشروع لإيماننا بمستقبل لبنان وبالتغيير لنرى أنه في لحظة واحدة تبدّل كل شيء، وقعت المصيبة.. الدم وحطام الزجاج ملأ المكان وزملاء أصيبوا، والصدمة لم تكن فقط جسدية إنما نفسية أيضا، لكن ورغم كل ذلك، أصريّنا على الاستمرار والبقاء لإيماننا أنا والزملاء برسالتنا وبالصحافة... لا يزال اسم "النهار" يمنحنا القوة للاستمرار في الرسالة لأن الاستسلام ممنوع.
- ماذا عن النهار العربي.. وما هي المشاريع المقبلة؟
بعد كل الصعاب التي مرينا بها أفتخر بما حققناه حتى اليوم في مشروع "النهار العربي" مع شبكة من المراسلين والصحفيين المخضرمين، ولا يزال لدينا الكثير من المفاجآت التي نعمل عليها ونعد القراء بها في مختلف الأقسام.
- كيف توفٌّقين بين عملك وعائلتك وأنت أم لثلاثة أطفال؟
لابدّ من الاعتراف أن المهمة صعبة وكما أشعر بالقوة أشعر أحيانا أيضا بالضعف.. المسؤولية التي تفرض الاهتمام بالعمل والعائلة مع ثلاثة أطفال في ظل وباء كورونا وما فرضه من التعليم عن بعد وأدى إلى خسارة أفراد من عائلتنا، ليست سهلة في بلد يعاني أزمات متعددة تنعكس على تفاصيل حياتنا اليومية بحيث بتنا غير قادرين على التفكير ليس فقط في يومنا بل بما قد يحصل يوم غد في ظل الخوف من فقدان أدنى متطلبات الحياة من الكهرباء والمواد الغذائية وغيرها من الهموم.. لكن رغم ذلك يبقى الإيمان بأن الله هو الذي يمنحنا القوة لنستمر.
- ماذا تعني لك جائزة شخصية العام الإعلامية؟
هذه الجائزة تعني لي الكثير بعد الطريق الصعب الذي سلكته وهي تشكل دعم معنوي للتغيير والنضال وتشرّفني كصحفية ومسؤولة في مؤسسة إعلامية خاصة وأنها أتت من مؤسسة عربية عريقة "نادي دبي للصحافة"، في وقت نفتقد للتقدير في لبنان.
- كيف ترى نايلة تويني دور المرأة اللبنانية؟
لا شكّ أن المرأة اللبنانية أثبت نفسها وتسلمّت زمام الأمور في الكثير من الميادين والقطاعات رغم القوانين الظالمة بحقها لكن لا شكّ هي لا تزال بحاجة الى المزيد من النضال لتغييرها، وهناك دور لافت في هذا الإطار من قبل جمعيات معنية تقودها أيضا نساء.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg جزيرة ام اند امز