إنفوجراف.. 10 محطات مؤثرة في أسعار النفط خلال 4 عقود ونصف
خلال 4 عقود ونصف العقد مرت أسعار النفط بـ10 محطات مهمة أثرت هبوطا وصعودا على مستوى الأسعار.. فما هي الأسباب؟
على الرغم من الانخفاض الحاد الذي تشهده أسعار النفط خلال الفترة الحالية مع توقعات بالتذبذب الشديد، إلا أن الانخفاض الأخير لم يكن الأول، فخلال 4 عقود ونصف العقد مرت أسعار النفط بـ10 محطات مهمة أثرت هبوطا وصعودا على مستوى الأسعار.
وانخفض النفط بنسبة تقترب من الـ25% خلال 50 يوما، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث هبط خام القياس العالمي برنت من 86 دولارا للبرميل -أعلى مستوى للخام خلال 4 سنوات - ليسجل خلال تعاملات الخميس نحو 62.82 دولار للبرميل، مسجلا انخفاضا قدره 24 دولارا في البرميل.
وتنوعت أسباب الانخفاض والصعود في أسعار الخام منذ العام 1973 وحتى اليوم، ولكن السبب الأكثر تأثيرا كما يبدو من رصد "العين الإخبارية" هو العرض والطلب، يليه التوترات السياسية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط على مدى الـ50 عاما الماضية.
- الحظر العربي لتصدير النفط
خلال الفترة التي سبقت عام 1973 - عام حظر النفط العربي - ظلت أسعار النفط مستقرة عند مستوى قريب من 3.5 دولار للبرميل، لكن القرار الذي اتخذه منتجو النفط العرب عام 1973 بحظر تصدير النفط العربي إلى الولايات المتحدة، احتجاجا على دعمها لإسرائيل في حربها ضد العرب، دفع أسعار الخام للارتفاع حتى وصلت إلى 12 دولارا للبرميل قبل نهاية عام 1974.
وخلال الفترة من 1974 وحتى 1978 ظلت الأسعار تشهد تذبذباً بين 12 - 14 دولارا، "وهو مستوى مرتفع نسبيا للأسعار في تلك الأثناء"، وهو ما شجع دول الأوبك ودولا من خارج الأوبك على زيادة الإنتاج.
- الحرب العراقية - الإيرانية
تسببت الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980، في هبوط إجمالي إنتاج النفط من البلدين من 6.5 مليون برميل يوميا قبل الحرب إلى مليون برميل يوميا في عام 1981، وهو ما تسبب في رفع متوسط أسعار النفط إلى 35 دولارا في 1980، ثم إلى 37 دولارا في العام 1981.
- زيادة الإنتاج
بعد نحو 8 سنوات من الصعود المستمر لأسعار النفط، شهدت الأسعار فترة خسائر بين عامي 1982 - 1985 لتسجل أسعار الخام نحو 26 دولارا للبرميل، بسبب زيادة الإنتاج النفطي من خارج أوبك، وبدء ظهور بدائل للنفط، بالإضافة إلى أنه مع ارتفاع أسعار النفط تتجه الدول المستهلكة والمستوردة للنفط لترشيد الاستهلاك، وهو ما سبب ضعف الطلب العالمي على النفط، الذي أدى بدوره لانهيار الأسعار في 1986 لتصل لمستوى يتراوح بين 10 - 14 دولارا، "وهو مستوي الأسعار نفسه في نهاية السبعينيات".
- غزو الكويت
بين أعوام 1987 - 1989، اتفقت "أوبك" على تقليص الإنتاج من 17 مليون برميل يوميا إلى 15.8 مليون برميل، فظلت أسعار النفط أقل من 18 دولارا، قبل أن ترتفع إلى 23 دولارا في عام 1990، بعد غزو العراقِ الكويت، وهو المستوى الذي ظلت فيه الأسعار حتى عام 1997.
- أزمة الأسواق الآسيوية
لكن عام 1997 شهد هبوط الأسعار؛ بسبب الأزمة الآسيوية، بالتزامن مع إتاحة الأمم المتحدة للعراق تصدير نفطه في برنامج النفط مقابل الغذاء، بالإضافة إلى تزايد الإنتاج من أوبك، وهو ما تسبب في وفرة المعروض الذي أدى لانهيار الأسعار لتصل إلى 10 دولارات، وسجل متوسط سعر النفط في 1998 نحو 11 دولارا للبرميل.
- خفض الإنتاج
وخلال عام 1999 نجحت السعودية في إقناع أوبك والمنتجين خارجها مثل المكسيك والنرويج بخفض الإنتاج لرفع الأسعار، وهو ما أدى لارتفاع الأسعار إلى 16 دولارا ثم إلى 27 دولارا في عام 2000.
- زيادة الطلب العالمي
في الأعوام ما بين 2000 - 2008 ارتفع الطلب على النفط في العالم بصورة كبيرة جدا، بعد نمو الطلب من الصين والهند والدول الناشئة، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار بسبب محدودية نمو المعروض النفطي أمام نمو الطلب، فوصلت الأسعار إلى مستوى 147 دولارا للبرميل في يوليو 2008، وهو أعلى مستوى لها في التاريخ.
إلا أن النصف الثاني من 2008، الذي شهد الأزمة المالية العالمية، تسببت في ضعف الطلب على النفط انخفضت فيه الأسعار إلى ما دون 40 دولارا للبرميل.
وقبل نهاية العام، اتخذت أوبك قرارا بأكبر تخفيض جماعي في تاريخ المنظمة بسحب 4.2 مليون برميل يوميا من السوق، فاستعادت الأسعار عافيتها نسبياً.
- اضطرابات المنطقة العربية
وفي بداية 2011، تسببت الاضطرابات السياسية التي شهدتها المنطقة العربية في انقطاع الإمدادات من الكثير من الدول المنتجة مثل ليبيا وسوريا واليمن. وخرج نحو 1.6 مليون برميل يوميا من النفط الليبي، في رفع أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار.
وخلال العام 2012، أسهم الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي على تصدير النفط الإيراني في بقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة نسبيا.
- هبوط الأسعار بسبب وفرة المعروض
وحتى منتصف عام 2014، كانت الأسعار مرتفعة إلا أنها شهدت هبوطا حادا متراجعة إلى 28 -30 دولارا للبرميل، بسبب وفرة المعروض، قبل أن ترتفع الأسعار مطلع 2018 لتصل إلى 86 دولارا للبرميل، ثم -ومع فرض العقوبات الأمريكية على إيران مستهل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري- بدأ منحنى التراجع من جديد ليسجل الخام حاليا 63 دولارا للبرميل.
- ماذا ينتظر الخام في المستقبل؟
السؤال الذي يشغل منتجي ومستهلكي النفط مع استمرار منحنى الهبوط، هو: إلى أين تتجه أسعار الخام على المدى المتوسط؟. والإجابة جاءت بتحسن الأسعار نسبيا خلال الفترة المقبلة، وفقا لتوقعات الخبراء.
من جانبه، قال مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول المصرية الأسبق، إن إعلان المملكة العربية السعودية تخفيض صادراتها النفطية بنحو 500 ألف برميل يوميا، قد ينعكس أثره خلال شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل بالتزامن مع اجتماع منظمة "أوبك" مطلع الشهر، وهو ما قد يوقف هبوط الأسعار.
وأضاف "أن الحروب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من جهة، تعطى انطباعات متشائمة لنمو الاقتصاد العالمي، وهو ما يخفض حجم الطلب على النفط خلال الفترة المقبلة، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتراجع الأسعار".
ويرى الدكتور أنس الحجي، المتخصص في مجال الطاقة، أن الأسوأ في أسواق النفط قد مر.. متوقعا تحسن أسعار النفط.
وأرجع "الحجي" عبر صفحته على موقع "تويتر" أسباب هبوط أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة، إلى زيادة المعروض، مما تسبب في وجود تخمة بالسوق، أدت لارتفاع مستويات المخزونات في الدول الصناعية خاصة الولايات المتحدة، بعد ارتفاع إنتاج بعض دول أوبك وخارجها، خاصة روسيا والولايات المتحدة.
ووصل حجم إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إلى 32.9 مليون برميل يوميا خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بزيادة قدرها 127 ألف برميل مقارنة بـ32.773 مليون برميل في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وواصل إنتاج الولايات المتحدة تسجيله مستويات قياسية ليصعد إلى 11.7 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مقابل 11.6 مليون برميل يومياً المسجل في الأسبوع السابق له.
وبلغ إنتاج روسيا النفطي مستوى قياسيا هو الأعلى فيما بعد الحقبة السوفيتية عند 11.41 مليون برميل يوميا منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من 11.36 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول الماضي.
وارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة 4.9 مليون برميل لتصل إلى 446.91 مليون برميل، وهو أعلى مستوى للمخزون منذ ديسمبر 2017.
وقال "الحجي" إن تخفيضات الإنتاج المتوقعة من قبل منظمة أوبك من شأنها أن ترفع أسعار النفط، ولكن ضمن حدود معقولة؛ لأن الطلب العالمي على النفط ينخفض عادة في الربع الأول من كل عام.