10 أعوام على استقلال جنوب السودان.. اقتصاد اليأس
![10 سنوات على استقلال جنوب السودان](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2021/7/09/143-175928-10-years-independence-south-sudan-economy-despair_700x400.jpg)
كان الجميع في جنوب السودان يحلم بعيد الاستقلال، لكن يبدو حسب الأرقام أن الحلم تحول إلى كابوس في ظل اقتصاد اليأس والفقر المدقع.
وانفصل جنوب السودان بعد حرب أهلية استمرت نحو 60 عاما، قتل وشرد خلالها أكثر من 4 ملايين شخص، وأهدرت فيها موارد تقدر بنحو 600 مليار دولار.
- من يملك الذهب في العالم؟.. بريق الفقر ينتصر بأفريقيا
- جولة مصورة في "غوندر" الإثيوبية.. زهرة أفريقيا تأبى الذبول
معاناة جنوب السودان
شهدت السنوات العشر الأولى من تاريخ دولة جنوب السودان، الكثير من المعاناة، بسبب الانتهاكات المرتبطة بالصراع والمجاعة والفيضانات والأمراض والفقر.
وعجز الملايين من السكان عن الحصول على ما يكفي من الغذاء لإطعام أنفسهم أو أسرهم.
وبسبب المعاناة الهائلة التي سببها استمرار الحروب والنزاعات الأهلية، أصبح جنوب السودان من أكبر بلدان العالم تلقيا للمعونات الإنسانية، وتوقفت عجلت التنمية فيه تماما.
وقالت دول الترويكا " تجمع دولي يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج" التي أشرفت على توقيع السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية شمال في 2005، التي تضمنت حق تقرير المصير الذي أفضى لاستقلال جنوب السودان بشكل كامل في 9 يوليو 2011، إنه "من المحزن للغاية ألا يتحقق الوعد بالسلام والازدهار الذي قطع عند الاستقلال قبل 10 سنوات".
وأشارت "الترويكا" إلى أن التحدي الكبير الذي يواجه جنوب السودان الآن هو "استعادة الشعور بالوحدة والقوة والأمل الذي ساد قبل عشر سنوات".
أوضاع اقتصادية متردية
ورغم مرور 10 سنوات على الاستقلال، فإن اقتصاد دولة جنوب السودان لا يزال يعاني من أزمات كبيرة.
ومن المتوقع أن يستمر الاقتصاد في تسجيل معدلات نمو سالبة خلال العامين المقبلين على الأقل، وذلك بسبب تراجع إنتاج النفط الذي يشكل المورد الرئيسي لاقتصاد البلاد.
ويعتمد اقتصاد دولة جنوب السودان على النفط في 98% من دخله، ويقدر متوسط إنتاجه بنحو 155 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي مقارنة بنحو 600 ألف برميل قبل الاستقلال.
وتأتي الزراعة في المرتبة الثانية، لكن هذا القطاع يواجه مشكلات كبيرة، إذ أنه وبحسب منظمة الأغذية والزراعة، فإن دولة جنوب السودان تستغل اقل من 6% من الأراضي الصالحة الزراعة.
ووصل معدل الفقر في جنوب السودان خلال السنوات الأخيرة إلى نحو 66%، حيث يعيش أكثر من 6 ملايين من سكان البلاد البالغ تعدادهم نحو 11 مليون نسمة بأقل من دولارين في اليوم.
رحلة استقلال جنوب السودان
اندلعت الحرب في الجنوب عام 1955 عندما تمرد بعض أعضاء الفرقة الجنوبية من الجيش السوداني، حيث كانت هناك شكوك لدى الجنوبيين على سياسات الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري الذي ترأس أول حكومة سودانية بعد الاستقلال.
وفي العام 1958 طالبت الأحزاب الجنوبية وعلى رأسها "حزب سانو" باستقلال الجنوب، احتجاجا على سياسات تبناها الرئيس الأسبق إبراهيم عبود عقب انقلابه على السلطة بعد نحو عامين من استقلال السودان.
وشهد العام 1963 تحولا ملحوظا عندما تم تشكيل حركة "أنانيا" كحركة متمردة في الجنوب، وقادت حربا استمرت نحو 8 سنوات تخللتها عدة مؤتمرات للسلام.
في 1972 هدأت الحرب مؤقتا بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا التي منحت الإقليم الجنوبي حق الحكم الذاتي في إطار سودان موحد، لكنها اندلعت مجددا في 1983عندما أعلن العقيد جون قرنق انشقاقه عن الجيش السوداني والانضمام إلى المتمردين الجنوبيين وتأسيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان".
واشتعلت الحرب بشكل أعنف في 1984، خلفية إعلان نظام الرئيس الأسبق جعفر نميري تطبيق ما عرف بـ" قوانين سبتمبر".
وفي نوفمبر 1988، تم توقيع اتفاق سلام بين قائد الحركة الشعبية شمال جون قرنق وزعيم الحزب الاتحادي المشارك في الائتلاف الحكومي آنذاك.
يعد العام 1990 المحطة الأهم التي ترتبت عليها كافة التبعات التي أدت لانفصال الجنوب، حيث أعلن نظام البشير الحرب في الجنوب، مما قاد لنزاع استمر 15 عاما، وكانت الفترة تلك الأسوأ من حيث الخسائر، وولدت غبنا في أوساط الجنوبيين مما قاد لاحقا للانفصال.
وفي التاسع من يناير 2005 وقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقية سلام شامل في ضاحية نيفاشا الكينية قرب العاصمة نيروبي.
ونص الاتفاق على إجراء استفتاء عام 2011 لتقرير المصير، وهو الاستفتاء الذي صوت فيه أكثر من 90% لصالح الاستقلال، ليصبح جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011 أحدث دولة في الخريطة العالمية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTQuMjA1IA== جزيرة ام اند امز