الفنان الأردني الشاب جاسر عيد قال إن تجربته فى فيلم "ذيب" غيرت طفولته وجعلته يشعر بالنضوج.
قال جاسر عيد بطل فيلم "ذيب" الحاصل على عدة جوائز دولية، إن تجربته بالفيلم جعلته يشعر بالنضوج الفني وجعلته يعشق العم الفني ويتطلع إلى مشاركات جديدة.
وفريق عمل فيلم "ذيب" تم تكريمه من ملك الأردن عبد الله الثاني، اليوم الثلاثاء بالقصر الملكي بالأردن، وتأهل "ذيب" إلى جائزة الأوسكار على قائمة أفضل الأفلام الأجنبية، إلا أنه لم يحالفه الحظ بالفوز بهذا الترشيح التاريخي.
ويضم طاقم العمل في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، أما أبطال الفيلم فهم؛ جاسر عيد، حسن مطلق، حسين سلامة، مرجي عودة، جاك فوكس، فيما كتب السيناريو ناجي أبو نوار وباسل غندور وغيره.
وأضاف جاسر فى مقابلة مع بوابة "العين" الإخبارية أن "تجربتي من خلال ذيب جعلتني أشعر أنني خلقت من جديد، فقد عشقت التمثيل وأتطلع إلى مشاركات جديدة، ولكن بشرط أن تكون مشاركتي متوافقة مع لهجتي البدوية، وتروي الحكايات التي تحدث في الصحراء بعيدًا عن العاصمة عمان.
وتابع أن النجاح الذي حققه فيلم "ذيب" من خلال ترشحه للأوسكار كان من أهم أسبابه التمثيل في وادي رم، وطرح أسلوب معيشة البدو في عام 1916".
وجاسر عيد الذي يبلغ من العمر 15 عامًا أكد أنه لم يسبق له المشاركة فى أى تجربة فنية قبل هذا الفليم ونتيجة لزيارة المخرج ناجي أبو نوار لقرية الشاكرية في لواء البتراء جنوب الأردن، ومقابلته عددًا من الشباب والأطفال الراغبين في التمثيل، "كنت من ضمن الشباب الذين تم مقابتهم بالمخرج وبعدها نما لدي حب الفن والعمل بالفن".
يقول جاسر: "لقد تدربت على التمثيل لمدة 8 أشهر، وبالتالي استطعت أن اكتسب مهارات التمثيل وكيفية الوقوف أمام الكاميرا بالشكل الصحيح، كان الفيلم يدور حول قصة أخوين يعيشان في وادي رم، ويتم قتل أحدهما، ويبدأ الأخ الأصغر وهو "ذيب" بفكرة الانتقام لأخيه، والأحداث هذه تأخذ من صحراء وادي رم مكانًا لها".
ويتناول الفيلم قصة الشقيقان حسين وذيب، وكيف أن ذيب لا يقتل قاتل أخيه إلا عندما يشفى من جرحه، ويناقش العديد من الأخلاق الموجودة عند البدو في تلك الحقبة الزمنية.
ويحفل الفيلم بأحداث كثيرة شيقة في أجواء ساحرة، فالبطل "ذيب" الذي لم يكن قادرًا على ذبح الشاة في بداية الفيلم، استطاع في نهايته من قتل قاتل أخيه انتقامًا له.
تجربة قادته للنضوج
من أكثر المشاهد تأثر بها الفنان الأدرني جاسر: "قتل أخيه، وأيضاً المشهد الأخير من الفيلم وهو الانتقام" بحسب قول جاسر.
ويضيف "وجود ممثلين أعرفهم في الفيلم سهّل مهمة التمثيل، والدعم الذي قدمه لي أبي وأمي من الناحية النفسية لعب دور كبير لأقوم بدوري على أكمل وجه".
وتابع أنه "الدور الذي لعبته هو دور البطل ويجب أن يكون متقنًا، الآن ما زلت على مقاعد الدراسة وأفكر كيف سأطور من نفسي ومن موهبتي في التمثيل".
ويعترف جاسر بأن هذه التجربة قد جعلته يشعر بالنضوج، فعندما يعيش دوراً مغايراً لحياته الطبيعية، تجعله يفكر بأمور لم يعتاد عليها، ودوره المهم في الفيلم وكيف سينتقم ويخوض أول تجربة في أجواء الصحراء الباردة وحوله كوادر لا يحصى عددها غيرت من عقله الطفولي.
وقال إن ذلك يأتى وخاصة أن أحداث الفيلم تعود لزمن ما قبل الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى في 1916، وإنشاء الخط الحجازي الحديدي والتغيرات التي طالت تلك المنطقة. بحسب قوله.
وتدور أحداث الفيلم وهو من إخراج ناجي أبو نوار وبطولة الطفل جاسر عيد وحسن مطلق في الصحراء العربية عام 1916، ويتناول قصة الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.
جوائز
وحصل فيلم ذيب على جوائز عدة من بينها، جائزة أفضل فيلم للمخرج ناجي أبو نوار ضمن مسابقة "آفاق" بعد العرض العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، إضافة إلى جائزة فيبريسكي لأفضل فيلم روائي في العرض الأول في العالم العربي للفيلم بمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، وقد ترشح من بين أفضل 5 أفلام ناطقة بغير الإنجليزية لجائزة الأوسكار لهذا العام.
ومنح شهادة تقدير خاصة في مسابقة آفاق السينما العربية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عرضه الأول بإفريقيا، إضافة إلى نيله تنويهًا خاصًا من لجنة تحكيم الشباب لجاسر عيد في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وحقق جائزة أفضل عمل إخراجي أول من المهرجان السينمائي الدولي لفن التصوير السينمائي (كاميريميج) في بولندا.
وكان من نصيبه أيضًا الجائزة الأولى وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان بلغراد السينمائي الدولي، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان ميامي السينمائي الدولي، وجائزة الجمهور في مهرجان لاس بالمس السينمائي الدولي، وجائزة أفضل عمل إخراجي أول في مهرجان بكين السينمائي الدولي، فضلًا عن جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان مالمو للسينما، ومهرجان تورنتو السينمائي الدولي، والعرض الآسيوي الأول في مهرجان مومباي السينمائي.