6 أخطاء تفضح تواضع هيكتور كوبر مدرب الفراعنة
أخطاء فادحة لكوبر أمام نيجيريا بداية بالتشكيلة مرورًا بتوظيف اللاعبين والخطة العقيمة ثم التغييرات النمطية وصولًا إلى ضعف البناء الهجومي
تعادل منتخب مصر مع نظيره النيجيري على أرضه في ملعب كادونا السيئ لا يدفعنا لتجاهل حقيقة غير مبشرة، تتمثل في عدم قدرة الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب الفراعنة على تقديم نفسه كمدرب كبير يمكنه قيادة المنتخب المصري إلى مونديال روسيا، وهو الهدف الذي تعاقد معه الاتحاد المصري لتحقيقه.
كوبر ارتكب عدة أخطاء فادحة في مباراة نيجيريا، بداية من التشكيلة الغريبة، مرورا بتوظيف اللاعبين، والخطة الدفاعية العقيمة طوال المباراة، ثم التغييرات النمطية التي لم تقدم جديدا، ووصولا إلى الضعف الشديد في البناء الهجومي لمنتخب يفترض أن هدفه ليس فقط الخروج بتعادل مع نيجيريا وإنما مقارعة كبار القارة وخطف بطاقة التأهل للمونديال منهم.
أخطاء كوبر نجملها فيما يلي:
1- اختار كوبر البدء بتريزيجيه رغم أنه بعيد عن المشاركة مع المنتخب منذ فترة طويلة، وبالتالي يفتقد إلى التجانس مع بقية اللاعبين، وهو ما انعكس على أدائه طوال الوقت الذي لعبه حيث مال للعب الفردي وافتقد التجانس تماما سواء مع صلاح وكوكا في البناء الهجومي، أو مع حمادة طلبة في الجانب الدفاعي.
كما فضَّل البدء بإبراهيم صلاح في مركز المحور الدفاعي في خط الوسط مع النني على حساب طارق حامد، ورغم تقارب اللاعبين في القدرات الدفاعية لكليهما فإن حامد يتميز بقدرته على التسليم والاستلام، ومن ثم يمكنه بدء هجمة بعد قطع الكرة بعكس صلاح الذي لا يجيد ذلك، بقدر ما يجيد إبعاد الكرة (تشتيتها) فتعود هجمة جديدة على الدفاع المصري.
البدء بأحمد حسن كوكا أيضا لم يكن اختيارا موفقا لأن اللاعب ليس مقاتلا على أرض الملعب، وإنما هو مهاجم كلاسيكي ينتظر كرات متاحة داخل المنطقة للتسجيل منها، وهو سيناريو لم يكن منتظرا في المباراة، فضلا عن أن خطة كوبر لم تكشف أي نوايا عنده للوصول لهذا السيناريو، مما يعني أن الأوفق كان البدء بمروان محسن مثلا الذي يملك سرعة وقتالية أكبر تجعله أكثر فعالية في الضغط المبكر على مدافعي نيجيريا.
2- خطة المباراة التي اتبعها كوبر أستطيع وصفها دون تجيز بأنها "تعيسة" وهي التكتل الدفاعي المتأخر، أمام منطقة المرمى، وهي خطة لا تلجأ إليها سوى الفرق الضعيفة أو عندما تقابل فرقا متفوقة فنيا بشكل واضح مثل برشلونة مثلا.
وكانت النتيجة المباشرة لخطة كوبر منح الفرصة للاعبي نيجيريا للبناء الهجومي "على راحتهم" دون أي ضغط دفاعي مبكر، وهو ما نقل الضغط إلى مدافعي وحارس منتخب مصر داخل منطقة مرماهم، وهي طريقة يعرف أي مدرب مبتدئ خطورتها.
3- الخطأ الأكثر فداحة أن كوبر اعتمد على اللعب الدفاعي المتأخر دون أن يطبق أهم قاعدة فيه وهي خنق المساحات في عمق الدفاع أمام منطقة المرمى، ليمنع مهاجمي الفريق المنافس من خلق فرص مريحة للتسديد أو التمرير، لينجح منتخب نيجيريا البطئ في خلق عدة فرص سانحة للتسديد وتهديد مرمى أحمد الشناوي الذي تألق في إبعادها.
4- كذلك فشل كوبر طوال العام الماضي في علاج خطأين قاتلين لقلبي الدفاع المصري حجازي وربيعة، أولهما الضعف الواضح في الكرات الأرضية، وهو عيب لم يستغله لاعبو نيجيريا سوى 3 مرات وصلوا فيها كلها لمرمى الشناوي بانفرادات صريحة.
الثاني أنهما يشتتان الكرات العرضية أمام منطقة مرماهما وليس بعيدا عنها أو على الجانبين، فشكلت الكرات المرتدة من قلبي الدفاع خطورة مستمرة على مرمى مصر، لأنها كانت تصل للاعبي وسط نيجيريا المتقدمين، خاصة مع انضمام محوري الدفاع النني وصلاح إلى المدافعين (بناء على طلب كوبر في الغالب).
5- نأتي إلى البناء الهجومي وتوظيف اللاعبين، وكلاهما لم يكن واضحا طوال وقت المباراة، فلم نر هجمة منسقة للفراعنة تعكس فكر مدرب، وإنما كانت الهجمات اجتهادات فردية من اللاعبين، بما فيها هدف محمد صلاح.
6- التغييرات الثلاثة التي أجراها كوبر أيضا لم تعكس قدراته كمدرب يجيد قراءة المباراة، أو حتى مدرب يملك القدرة على المغامرة، بل جاءت نمطية عبارة عن استبدال مركز بمركز دون تغيير في خطة اللعب أو تطوير الجانب الهجومي خاصة أن كل التغييرات تمت بعد هدف نيجيريا.
الخلاصة.. يمكن القول دون تزيد إن المدرب الأرجنتيني فشل في أول اختبار جاد وحقيقي له مع الفراعنة، حيث لا يمكن لأحد النظر إلى مباريات تشاد وتنزانيا وغيرها من "منتخبات التدريب" التي كان الهدف الوحيد من اللعب أمامها تحسين تصنيف المنتخب قبل قرعة تصفيات المونديال.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز