اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى أصبحت تشمل اصطحاب الرموز التلمودية وارتداء ملابس دينية خاصة بحاخامات الهيكل المزعوم
لم تعد اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى تقتصر على الجولات الاستفزازية في باحته، وما يرافقه من توترات في أرجاء المسجد المحاصر إسرائيلية من كل جانب، بل تعدى الأمر إلى اصطحاب الرموز التلمودية وارتداء بعض المستوطنين ملابس دينية خاصة بحاخامات الهيكل المزعوم.
ويقتحم المستوطنون المسجد الأقصى يوميًّا عدا (الجمعة والسبت من كل أسبوع) في مجموعات صغيرة منذ الساعة السابعة صباحًا وحتى الثانية والنصف عصرًا، وسط حراسات مشددة توفرها لهم قوات خاصة من شرطة الاحتلال وعناصر المخابرات الإسرائيلية.
واقتحم اليوم حوالي 20 مستوطنًا في عدة مجموعات المسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسة مشددة من عناصر قوات الشرطة الخاصة، وقاموا بجولات استفزازية في باحات المسجد، تخللها تصوير مناطق محددة، ومحاولة بعض المستوطنين تأدية طقوس دينية، فضلًا عن إدخال شمعدان يهودي مع أحد المستوطنين المقتحمين.
وذكر مسؤول في إدارة المسجد الأقصى لـ"بوابة العين"، أن العشرات من الفلسطينيين تصدوا لمجموعات المستوطنين، بهتافات التكبير والتهليل، ومنعوهم من تأدية الطقوس التلمودية، لافتًا إلى ارتداء عدد من المستوطنين ملابس دينية تلمودية.
وأشار المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن شرطة الاحتلال المتواجدة على أبواب الأقصى منعت العشرات من المقدسيين والمقدسيات من الدخول إلى المسجد بحجة وجودهم على قائمة المنع الإسرائيلية، لافتًا إلى تشديد شرطة الاحتلال إجراءات دخول الفلسطينيين للأقصى.
وبحسب مدير دائرة الأراضي الوقفية الإسلامية في القدس، ناجح بكيرات، فإن سلطات الاحتلال تعمل منذ بداية العام الجاري على إحلال قداسة يهودية في المسجد الأقصى، على حساب القداسة الإسلامية للمسجد.
وأكد بكيرات أن الاحتلال يحاول إحلال القداسة عبر 3 أساليب، أولها زيادة أعداد المستوطنين المقتحمين ونوعيتهم، وثانيها بالسماح للمستوطنين بممارسات غير مسبوقة في باحات الأقصى، مثل ( إدخال شمعدان، وعقد قران..)، فضلًا عن زرع قبور وهمية لإسرائيليين في جوار الأقصى.
وأشار إلى تركيز الاحتلال على خلق حيز يهودي في محيط المسجد الأقصى، من خلال القبور وإقامة المشاريع الاستيطانية في حي المغاربة وحائط البراق تحت اسم مشاريع تطويرية سالخًا المشهد الحضاري والعربي والإسلامي لمحيط الأقصى.
ولفت بكيرات إلى أن مخططات الاحتلال تجري في ظل طرد مصلين ومرابطين وعاملين وموظفين والنشطاء ونساء المسجد الأقصى بإبعادهم عنه لعدة شهور، وإدراج عشرات من النساء والرجال في القائمة السوداء.
وتمنع أجهزة الأمن الإسرائيلية حوالي 70 فلسطينيًا غالبيتهم من النساء المقدسيات من دخول الأقصى، بقرار إبعاد عن المسجد لعدة أشهر، لمشاركتهن في التصدي لاقتحامات المستوطنين بالتكبير والتهليل، ومساهمتهم في فضح اعتداءاتهم على الأقصى.
ولا يقف استهداف المقدسيين على منعهم من دخول الأقصى وإبعادهم عن القدس، بل يطالهم الاعتقال لدورهم في التصدي للمستوطنين.
وكانت محكمة الاحتلال في القدس المحتلة قد مددت ظهر اليوم اعتقال المرابطة سحر النتشة، ليوم الثلاثاء القادم.
وأكدت مقدسيات من الممنوعات من دخول المسجد الأقصى خلال جلسة محكمة النتشة، أنهن لن يتركن المسجد الأقصى يواجه المستوطنين وحيدًا، وشددن على مواصلة تنظيم الفعاليات اليومية المنددة بقرار منعهن من دخول المسجد.
مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني أكد لـ"بوابة العين" أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتحمل مع أركان حكومته المتطرفة كامل المسؤولية عن الأفعال المستفزة التي يقترفها غلاة المستوطنين في المسجد الأقصى.
وشدد الكسواني على أن الفلسطينيين لم يتركوا الأقصى لحظة واحدة، ليكون لقمةً سائغة للمستوطنين، وسيواصلون التواجد فيه لإحباط كل مؤامرات ومخططات الاحتلال.
وجدد الدعوة لتدخل دولي يكبح جماح جماعات المتطرفين المستوطنين، ويمنع الدعم الحكومي لعربدتهم التي تهدد بتفجير المنطقة.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز