تنظيم مهرجان الموسيقى الاسرائيلي في البلدة القديمة بالقدس يثير غضب الفلسطينيين
يثير تنظيم فعاليات تهويدية في القدس المحتلة حنق الفلسطينيين على ما يصفونه بـ "محاولات تزييف تاريخ المدينة المقدسة" عبر سلسلة فعاليات يحرص الإسرائيليون على إشراك فرق عالمية في أنشطتها الدعائية لتحقيق الأهداف الإسرائيلية الخطيرة.
أحدث تلك الفعاليات المهرجان الموسيقي الذي بدأ مساء اليوم في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بحفلات موسيقية وعروض بهلوانية، بمشاركة العديد من الفرق الإسرائيلية والعالمية.
ووفق الموقع الرسمي الإلكتروني لمهرجان "ألحان في البلدة القديمة" الخامس؛ فإن الفعاليات بدأت مساء اليوم وتتواصل حتى الخميس المقبل، بالشراكة مع بلدية الاحتلال في القدس، والسلطة الإسرائيلية لتطوير القدس، بالإضافة إلى شركتين إسرائيليتين.
وتقف بلدية الاحتلال في القدس وسلطة تطوير القدس على رأس المؤسسات المنظمة للفعاليات المختلفة في القدس التي شهدت في الثامن عشر من الشهر الجاري مارثونا رياضيا بمشاركة آلاف العدائيين الإسرائيليين والغربيين.
وستتوزع فعاليات المهرجان على العديد من مناطق البلدة القديمة بالقدس، وقد أقيمت منصات في مواقع مختلفة منها بابا الخليل والجديد، وفي حي الشرف ومغارة الكتان بجانب باب العامود، كما سيتوزع ملحنون في معظم أزقة البلدة لتقديم معزوفات فردية وجماعية.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسي: إن المهرجان خطوة تهويدية على طريق تهويد القدس وسلخها عن عروبتها.
وأضاف عيسى لـ"بوابة العين" أن المهرجان إجراء تهويدي كغيره من الإجراءات والأساليب التهويدية التي ترزح تحتها مدينة القدس وما تضمه من مقدسات إسلامية ومسيحية.
ولفت إلى ما تسببه تلك المهرجانات من تضييق لمناحي الحياة اليومية للمقدسيين في بيوتهم وأراضيهم، حيث سيرافق الاحتفالات مزيد من التضييق من خلال الحواجز في المدينة، ناهيك عن إجراءات التفتيش للمواطنين والتي ستزيد معاناتهم اليومية.
وقال الخبير المقدسي: إن الاحتلال يهدف من وراء هذه الأغاني والخلفيات الضوئية إلى تغيير الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة وصبغها بطابع يهودي غريب عن قدسيتها.
وتابع عيسى قائلا إن "المدينة المقدسة ستتحول خلال المهرجان إلى صالات رقص ومنصات تهريج وموسيقى صاخبة، وانعكاسات ضوئية على سور المدينة وبواباتها، منتهكةً حرمة المدينة وقدسيتها، لافتا إلى أن انعكاس الألوان والأغاني على جدران المساجد والكنائس وبوابات الأقصى هو استفزاز لمشاعر ملايين المسلمين والمؤمنين في العالم".
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس عكرمة صبري: إن الاحتلال يهدف من وراء المهرجان إلى "إضفاء الصبغة اليهودية على المدينة، واستفزاز مشاعر المسلمين، وهو ما سيؤدي إلى خلق مزيد من التوترات في المدينة".
وأشار صبري إلى أن مؤسسات الاحتلال المختلفة تكثف فعالياتها في مدينة القدس في محاولة منها لغرس مفاهيم مزيفة، وقلب الحقائق التاريخية العربية الفلسطينية في القدس، عبر إضفاء طابع يهودي خاص بالمناطق التاريخية الفلسطينية في البلدة القديمة من القدس.
وتشهد البلدة القديمة التي لا تزيد مساحتها عن كيلو متر مربع واحد، حرباً إسرائيلية شعواء في محاولة للسيطرة على البلدة التي يقع المسجد الأقصى في المنطقة الشرقية منها.
وبينما تنظم المؤسسات الإسرائيلية المختلفة العديد من الفعاليات التهويدية في القدس، تمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من تنظيم فعاليات على مستويات محدودة في المدينة المقدسة، بحجج واهية.
ويشدد الفلسطينيون على أهمية توفير الدعم الخارجي لدعم الأنشطة العربية في القدس " لتواجه محاولات خلق واقع مزيف في المدينة"، محذرين من تركها وحيدة تجابه مخططات الاحتلال وقوانينه الجائرة.