كنيس يهودي كبير.. أحدث مشاريع تهويد محيط الأقصى
الحكومة الإسرائيلية تسارع الخطى لتهويد محيط المسجد الأقصى وسط مدينة القدس المحتلة، عبر سلسلة من المباني التلمودية.
تسارع الحكومة الإسرائيلية الخطى لتهويد محيط المسجد الأقصى وسط مدينة القدس المحتلة، عبر سلسلة من المباني التلمودية تكشف عن حجم المخططات الإسرائيلية الخطيرة التي تستهدف تهويد تلك البقعة الصغيرة.
أحدث مخططات التهويد، كشف عنه اليوم، يهدف لإقامة كنيس يهودي كبير أسفل وقف "حمام العين" على بعد أمتار أسفل غرب المسجد الأقصى.
وحسب ما كشفت عنه مصادر فلسطينية في القدس، فإنه تم وضع مخطط تنفيذ بناء الكنيس قريبًا على حساب وقف إسلامي يضم آثارًا إسلامية عريقة، وسيكون على حساب القاعة المملوكية التاريخية الواقعة أسفل وقف حمام العين، في أقصى شارع الواد في القدس القديمة، وعلى بعد أمتار من حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصى.
رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس مفتي فلسطين السابق عكرمة صبري، أكد أن الاحتلال يهدف من تنفيذ هذه المخططات في محيط المسجد الأقصى، محاصرة المسجد بالمباني اليهودية من ناحية، وتدمير وطمس المعالم الإسلامية والآثار التاريخية من الناحية الأخرى.
وقال صبري لبوابة "العين": إن المخططات التهويدية تسير بخطى متسارعة ومتتالية لإضفاء الصبغة اليهودية على المدينة المقدسة، في مقدمة لتهويد البلدة القديمة التي يقع الأقصى في القلب منها.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تهود القدس "حي حي.. وشارع شارع.. وأثر أثر"، لكي لا تبقي أثرًا للعرب الفلسطينيين في المدينة المقدسة للوصول إلى مخطط تهويديها وفق مشروع (2020).
وتابع "الواضح أنهم مستعجلون من أمرهم لتنفيذ تلك المخططات التهويدية".
ويؤكد مدير دائرة الأملاك الوقفية في القدس الشيخ ناجح بكيرات، أن إسرائيل أقامت 103 "كنيس" في محيط المسجد الأقصى، على أرض وقف إسلامية خالصة، ليس لليهود فيها أي ذرة تراب.
وأوضح بكيرات لبوابة "العين" أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادرت إثر احتلالها الشطر الشرقي من القدس عام 1967، و88 "دونم" من الأراضي الوقفية الإسلامية المحيطة بالمسجد الأقصى، وظلت لسنوات تحتفظ بها دون إقامة مشاريع عليها.
وحسب مدير الأملاك الوقفية، فإن سلطات الاحتلال تصادر 10% من مساحة البلدة القديمة التي يقع الأقصى بمساحته 144 "دونم"، في القلب من البلدة البالغ مساحتها 888 "دونم".
وأشار إلى أن حكومات الاحتلال المتعاقبة شرعت في السنوات الأخيرة بإقامة مبان يهودية على الأراضي المصادرة، تحضيرًا لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
وتسارعت وتيرة البناء اليهودي في محيط الأقصى في السنوات الأخيرة، مع تنامي قوة التيار اليميني المتطرف في إسرائيل، وسيطرته على أغلبية في الكنيست "البرلمان" الإسرائيلي، ودخوله بقوة حكومة نتنياهو.
وأكد بكيرات، أنهم في الأوقاف الإسلامية رفعوا العديد من التقارير لليونسكو وللمملكة الأردنية الهاشمية ولعدة دول عربية وإسلامية، لكن إسرائيل لم تستجب لمحاولات مختلف الأطراف كبح جماحها في القدس، ووقف مخططاتها في الأقصى تحديدًا.
وأشار إلى إدانة اليونسكو مصادرة الاحتلال لأراضي القدس، ولأعمال الحفريات أسفل الأقصى وفي محيطه، وأعمال البناء الاستيطاني، والاعتداءات اليومية على شرقي القدس التي تعتبر باطلة في القانون الدولي؛ لأنها أعمال تقع في جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67.
دعم القدس
ودعا صبري إلى موقف دولي وعربي وإسلامي قوي لإنقاذ القدس من النسيان والتهميش، مشيرًا إلى أن إسرائيل تستغل تهميش المدينة في ظل التطورات على ساحات عربية عدة وتعمل على تهويد القدس دون خشية من أحد.
وأكد بكيرات، أن التهويد للأقصى والاستيطان في القدس عمومًا لن يتوقف، ما دام الاحتلال الإسرائيلي جاثم على الأراضي الفلسطينية في حدود الـ67، وشدد على ضرورة مقاومة الفلسطينيين الاحتلال الإسرائيلي لعرقلة مشاريعه التهويدية في الأراضي الفلسطينية عامة.