خبراء لـ"العين": اعتصام "الخضراء" أيقظ "الخلايا النائمة"
خبراء أرجعوا لـ"العين" عودة التفجيرات الانتحارية لبغداد إلى "الخلايا النائمة" لـ"داعش" التي تستغل الانشغال باعتصام "المنطقة الخضراء"
أرجع خبراء أمن عودة التفجيرات الانتحارية إلى العاصمة العراقية إلى فعالية سلاح "الخلايا النائمة" لتنظيم "داعش" التي يحركها بالتزامن مع ضغوط عسكرية على مناطق سيطرته وانشغال القوات بتأمين اعتصام "المنطقة الخضراء" وسط بغداد، إضافة لغياب الرؤية الواضحة نتيجة الخلافات السياسية.
واستطاع انتحاري من داعش يرتدي حزاما ناسفا تفجير نفسه اليوم مستهدفًا مجموعة من العمال في ساحة الطيران بمنطقة باب الشرقي التجارية الشعبية وسط مدينة بغداد، وهي منطقة منكوبة وقعت بها تفجيرات انتحارية وبعبوات ناسفة مرارًا.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن، إن اعتداءً إرهابيًّا وقع بساحة الطيران نفذه انتحاري وسط مجموعة من العمال، أدى إلى سقوط 4 قتلي من العمال واصابة 21 آخرين.
ونبه الخبير الأمني المتخصص بشؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي إلى أن هدف العمليات الانتحارية لداعش هو خلط الأوراق وإيقاظ "فتنة طائفية" وتحريك النزاعات وهز الثقة بالأجهزة الأمنية العراقية ورفع معنويات مقاتليه وإثبات أنه لايزال قادر على النفاذ لقلب العاصمة.
وقال الهاشمي لبوابة "العين" الإخبارية، إن داعش استغل انشغال القوات الأمنية والاستخبارية بتأمين المظاهرات وخيام الاعتصام ومحيطها وسط بغداد وحرك خلاياه النائمة، لافتًا إلى أن منطقة باب الشرقي تتكرر بها العمليات الانتحارية والإرهابية لداعش، وللأسف لم تفلح قوات الأمن في سد الثغرات التي يستهدف من خلالها داعش وسط بغداد لاسيما الأماكن المكتظة بالمدنيين لإيقاع خسائر بشرية كبيرة.
ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية أحبطت قبل يومين مخططًا لداعش لاستهداف المعتصمين على أسوار المنطقة الخضراء الذين استجابوا لدعوة زعيم التيار الصدر الشيعي مقتدي الصدر، واعتقلت انتحاريًّا اعترف على آخر قتله قوات الأمن في منطقة اليوسفية ببغداد وكان مكلفًا باستهداف خيام المعتصمين.
وأضاف "لو نجح هذا الاستهداف لتسبب في أزمة لانهاية لها، وتولد احتكاكًا ما بين قوات الأمن والمعتصمين وتيارات سياسية".
ورأى أن رسالة داعش من تفجير باب الشرقي ومن قبله استهداف ملعب لكرة القدم في بابل في منطقة مختلطة سنية شيعية، هو خلق "فوضى واحتقانًا طائفيًّا" يهدد التعايش ما بين مكونات الشعب العراقي.
وكان انتحاري من داعش استهدف الجماهير في ملعب لكرة القدم يوم /الجمعة 25 مارس/ بمنطقة الحصوة بناحية الإسكندرية شمالي بابل جنوب بغداد، مما أسفر عن مقتل 30 عراقيًّا وإصابة 77 آخرين بجراح.
إشاعة الفوضي بدوافع سياسية
ورأى نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حامد المطلك أن الإرهاب الذي يضرب العراق والمنطقة له توجه سياسي ويستغل الظروف والأزمات الداخلية، لافتًا لوجود ارتباطات سياسية للإرهاب الذي يضرب العراق وحادثة اليوم في باب الشرقي وسط العاصمة وراؤها دوافع سياسية تستهدف "إشاعة الفوضى" وإلحاق الأذى بالشعب العراقي.
وأقر المطلك في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية بوجود تقصير وثغرة امنية سمحت بوقوع التفجير وخلل في الجهد الاستخباري والعملياتي، الأمر الذي يستلزم لمعالجته متابعة تحرير مناطق السيطرة بيد داعش وازالة الخلافات السياسية الداخلية وفق رؤية سياسية واضحة مما يخلق بيئة تفشل قوي الإرهاب.
ورأى الخبير الأمني إحسان الشمري أن داعش يريد أن يحقق مكسبًا معنويًّا باستهداف بغداد دعمًا لمقاتليه بعد هزائم التنظيم والضغط الميداني على عناصره في الأنبار، وحاليا في جنوب الموصل مركز محافظة نينوي، وقال إن أمن العاصمة شهد تحسنًا ملحوظًا، لكنه ليس كاملًا بشكل يمنع وقوع العمليات الانتحارية، وهو أمر تعاني منه الكثير من البلدان حتى المتقدمة والمستقرة منها.
وأرجع الشمري في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية يقظة الخلايا النائمة لداعش للضغط العسكري والتقدم ميدانيًّا في الأنبار. والموصل معقل التنظيم الرئيسي، واستدرك قائلًا" لكن استهداف وسط بغداد خرق أمني يستلزم مراجعة خطط التأمين والجهد الاستخباري لإحباط مخططات داعش مثلما حدث قبل يومين باعتقال انتحاري وقتل آخر في بغداد.
وحذر من أن عملية التفجير الانتحاري اليوم وقعت على بعد 2 كيلومتر فقط من موقع اعتصام كرادة مريم على أسوار المنطقة الخضراء، وعلى مسافة مئات الأمتار من ساحة التحرير موقع التظاهرات الرئيسي وسط بغداد.. ولو تمكن الانتحاري من الوصول لموقع تجمع المعتصمين، في اليوم الذي تم إحباط المخطط، والذي تزامن مع بدء اعتصام الصدر داخل المنطقة الخضراء، لتسبب في خلق فوضي سياسية عارمة وولد احتكاكًا خطيرًا ما بين المعتصمين والتيارات السياسية الداعمة والرافضة للمظاهرات التي تطالب بالإصلاحات ومكافحة الفساد.
وشهدت بغداد انخفاضًا ملحوظًا في العمليات الانتحارية والاستهداف بالسيارات المفخخة، وإن تواصل انفجار العبوات الناسفة في أطراف المدينة.. ووفقًا لإحصاءات بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عام 2015م، فان بغداد هي الأعلى من حيث ضحايا العنف والإرهاب بين محافظات العراق.
aXA6IDE4LjIxOC43MS4yMSA= جزيرة ام اند امز