الصدر يخيم أمام البرلمان بأول تصعيد ضد الحكومة المرتقبة
مقتدى الصدر سينقل خيمته مع عدد من المتظاهرين للاعتصام أمام أبواب البرلمان العراقي، في أول رد فعل على تشكيلة حكومية مرتقبة الخميس
ذكرت مصادر تابعة للتيار الصدري، مساء اليوم الأربعاء، أن زعيم التيار مقتدى الصدر سينقل خيمته الخميس مع عدد من المتظاهرين للاعتصام أمام أبواب البرلمان العراقي، وذلك في أول رد فعل على تشكيلة حكومية سيعلن عنها رئيس الوزراء حيدر العبادي، قال التيار، إنها لن تلبي مطالب الجماهير، ووعد بتصعيد وصفه بالمفاجأة للعراقيين.
وكان أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد صعّدوا من وتيرة التظاهرات والاعتصامات، إذ قاموا، عصر الأربعاء، بإغلاق بوابتين من أبواب المنطقة الخضراء تقع الأولى في منطقة الحارثية غرب بغداد، والأخرى تسمى الباب رقم 13 ويؤدي طريقها إلى مطار بغداد، وكانوا بانتظار إعلان بيان هام من التيار الصدري يحدد موقفه من الحكومة.
وكانت الهيئة السياسية للتحالف الوطني الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة حيدر العبادي قد عقدت اجتماعًا هامًا مساء الأربعاء، ذكر المتحدث باسمه النائب خالد الاسدي في بيان للصحفيين، أن التحالف يتبنى التغيير الشامل للحكومة وفق السياقات الدستورية، وأوضح أن التغيير سيكون بعيدًا عن المحاصصة الحزبية.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن عن نيته إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة الخميس، إلا أن قيادات من التيار الصدري ذكرت أن التشكيلة التي سيعلنها العبادي لن تكون مرضية، وأنها بحسب تسريبات وصلتهم من داخل الكتل السياسية، لن تكون وزارة تكنوقراط وإنما سيتم فقط تبديل الوجوه تحت مسميات الأحزاب والطوائف، وهو لن يحقق الهدف الذي دعت اليه الجماهير منذ خروجها في التظاهرات سواء المدنية منها التي انطلقت عام 2011، أو التي دعا اليها مقتدى الصدر قبل 3 أسابيع من دعوته للاعتصام منتصف مارس/آذار الحالي.
ويؤكد الصدريون وفقًا لتلك المعطيات على أنه لا حكومة جديدة ستعلن الخميس، وأن الإجراء الذي انتهجه العبادي غير صحيح، وقالت مصادر من التيار الصدري لـ"العين" إن الكتل ما زالت مصرة على أن البدلاء يجب أن يكونوا من نفس الكتل الممثلة الآن، وأن ائتلاف متحدون (السني) قدم مرشحين بدلاء لوزرائه الموجودين في الحكومة الآن، وكذلك الحال مع التحالف الوطني (الشيعي)، وأن هنالك توافقات وترضيات تجري لتغيير وزاري من نفس الكتل وبنفس صيغ المحاصصة الجارية حاليًا.
وكان مقتدى الصدر شارك المعتصمين عندما دخل إلى خيمة الاعتصام في 27 من الشهر الجاري، مما دفع بمؤيديه إلى مزيد من الإصرار والتمسك بتغيير جذري للحكومة لا يقوم على الحزبية وإنما على المواطنة والكفاءة.
وقال المنسق الاعلامي للتيار الصدري محمد العقابي لبوابة "العين" الإخبارية، إن "موقف السيد مقتدى الصدر يعتمد على ما سيجري الخميس في البرلمان" موضحًا أن " التيار لا يزال يرفض قائمة مرشحي العبادي، وفي حال وافق البرلمان على تلك القائمة، فإن السيد مقتدى الصدر سيعتصم أمام بوابة البرلمان، أما إذا رفض البرلمان قائمة العبادي، فإن خط الإصلاح سيكون شعبيًّا باتجاه البرلمان".
وبانتظار ما ستؤول إليه الأمور الخميس، فإن الأوضاع الأمنية في الشارع العراقي توحي بالحذر والتوجس، فضلًا عن انتشار أمني لافت لرجال الجيش والشرطة، فيما تنتشر الشائعات بين الناس بأن أمرًا غير عادي ربما يحدث بين لحظة وأخرى يبدد سكون ليل بغداد، وتتجه رياح العملية السياسية إلى منحى آخر عكس ما تشتهيها سفن السياسيين المتربعين على عروشها منذ أكثر من 13 عامًا.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز