ثلاثية البرلمان والاعتصام والعبادي.. "عض الأصابع" يحدد مسار التغيير
ثلاثية التضاغط ما بين الكتل السياسية النيابية والمعتصمين ورئيس الحكومة العراقية تتفاعل وفق مبدأ "عض الأصابع".
ثلاثية التضاغط ما بين الكتل السياسية النيابية والمعتصمين ورئيس الحكومة حيدر العبادي تتفاعل وفق مبدأ "عض الأصابع" هي الحاكمة لتحديد مسار الإصلاحات والتغيير الوزاري الذي يطرحه العبادي على مراحل حتى لا ينفك عقد التوافق والعملية السياسية ويذهب بالعراق إلى قفزة في الفراغ، أو تشكيلة كاملة تقدم للكتل للتصويت عليها.
العبادي قبل أن يدخل جلسة البرلمان اليوم التقى هيئة الرئاسة في مجلس النواب التي تضم رئيس المجلس سليم الجبوري (تحالف القوى)، والنائب الأول للبرلمان همام حمودي (كتلة مواطن)، ونائب رئيس المجلس آرام شيخ محمد (الكتل الكردية)، والنائبين علي الأديب وعلي العلاق (دولة القانون) عقب وصوله بعد ظهر اليوم لعرض تشكيلة وزارته الجديدة.
وسبق اللقاء زيارة قام بها مستشار رئيس مجلس النواب رشيد العزاوي إلى خيمة التفاوض والاتصال السياسي، حيث التقى المتحدث باسم التيار الصدر والمعتصمين علي سميسم بساحة "كرادة مريم" على باب المنطقة الخضراء المؤدي للبرلمان.. وقال مصدر برلماني إن العزاوي تسلم من سميسم مطالب المعتصمين بشأن وزارة التكنوقراط وملف الإصلاحات ومحاربة الفساد، مشيرًا إلى أن العبادي يحمل قائمة وزارية كاملة سيعرضها على مجلس النواب للتصويت عليها.
ولفت المصدر إلى أن تغيير الهيئات المستقلة خلال شهر ويتم تقليص الوزارة إلى 18 وزيرًا على الأرجح حال طرح تشكيلة كاملة تنجز خلال 10 أيام ويتم من خلالها تغيير جميع الوزراء عدا وزير الداخلية محمد سالم الغبان (كتلة بدر) والدفاع خالد العبيدي (تحالف القوى)، أي أنه سيطرح تغيير 16 وزيرًا.
وذكر المكتب الإعلامي للعبادي، في بيان صحفي، أن العبادي سيلقي كلمة تتضمن مراحل وإجراءات تنفيذ الإصلاحات الشاملة، ويعرض قائمة بأسماء المرشحين للوزارات في حكومته وسيرهم الذاتية، الذين تم اختيارهم من قِبَل لجنة الخبراء المتخصصة وفق أسس المهنية والكفاءة والنزاهة والقدرة على القيادة في ضوء وثيقة الإصلاحات الشاملة.
ولفت المحلل السياسي إحسان الشمري إلى أن كتلة العبادي في البرلمان "دولة القانون" استشعرت خطرًا من إمكانية تحرك الكتل السياسية في اتجاه سحب الثقة بدعوى تشكيل تكتل "عابر للطائفية" وأعلنت دعمها الكامل للعبادي اليوم.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد دعا إلى الاعتصام أمام أسوار المنطقة الخضراء وسط بغداد اعتبارًا من الجمعة 18 مارس، وأكد "سلمية التظاهر والاعتصام" المطالبة بتطبيق الإصلاحات ومكافحة الفساد وتشكيل حكومة "تكنوقراط" برئاسة حيدر العبادي، وأمهل الحكومة 45 يومًا لتطبيق برنامج الإصلاحات، وبدأ، يوم الأحد الماضي، اعتصامًا في خيمة داخل المنطقة الخضراء قبل انتهاء المهلة بـ24 ساعة، وهدد بالتصعيد ضد من يعرقل الإصلاحات.