دار المعارف المصرية تحتفل بمرور 125 عامًا على إنشائها

بمناسبة مرور 125 عامًا على تأسيسها، تنظم دار المعارف المصرية، أعرق دور النشر العربية، في ديسمبر المقبل، احتفالية كبرى على يومين.

بمناسبة مرور 125 عامًا على تأسيسها، تنظم دار المعارف المصرية، أعرق دور النشر العربية، في ديسمبر المقبل، احتفالية كبرى على يومين، ويشارك فيها وفود دول عربية من الإمارات والكويت والسعودية، فضلاً عن مشاركة كبار الكتاب والمثقفين المصريين.

يقام الاحتفال في اليوم الأول بدار الأوبرا المصرية، ويستهل بكلمات كلٍ من وزير الثقافة المصري حلم النمنم، ووزير الثقافة الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، والسفير اللبناني بالقاهرة الدكتور خالد زيادة، ثم كلمة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف. وعقب إلقاء كلمات الافتتاح، ستعقد الندوة الأولى بعنوان "دار المعارف 125 عامًا في خدمة الثقافة العربية" ويديرها وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور محمد صابر عرب، ويتحدث فيها كل من الدكتور جلال أمين، والدكتور عبد الحكيم راضي، وكاتب الأطفال يعقوب الشاروني. عقب الندوة، سيعرض فيلم تسجيلي عن تاريخ الدار ونشأتها وإسهاماتها في تاريخ الثقافة العربية.
اليوم الثاني للاحتفال والذي تعقد فعالياته بفندق رمسيس هيلتون بالقاهرة، تعقد فيه ندوة بعنوان "دار المعارف ومستقبل الثقافة"، يرأسها الدكتور نصر عارف، ويتحدث فيها كل من المفكر اللبناني والكاتب السياسي الدكتور رضوان السيد وسيلقي كلمة عن "دار المعارف والتجديد في الفكر الإسلامي"، والدكتور عبد القادر الفهري ويتحدث عن "إسهام دار المعارف في تطوير اللغة العربية"، والدكتور رشدي راشد سيتحدث عن "دار المعارف ونشر التفكير العلمي".

على هامش الاحتفال، سيتم إطلاق كتاب تذكاري بعنوان "دار المعارف: 125 عامًا من الثقافة"، وهو أول كتاب يوثق لتاريخ دار المعارف وتاريخها منذ تأسيسها عام 1890 على يد الرائد اللبناني نجيب متري مرورا بتأميمها العام 1963 وصولا إلى المرحلة الحالية من تاريخها. كما يعرض الكتاب تفصيلا لتاريخ الدار في النصف الأول من القرن العشرين، ويركز الضوء على الدور الذي لعبه صانع نهضتها الكبيرة الرائد اللبناني شفيق نجيب متري.
وسيشهد الاحتفال أيضا إطلاق طبعة جديدة من الكتاب النادر "لماذا نقرأ؟ لطائفة من المفكرين" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1963، وحمل توقيع طه حسين وعباس العقاد وحسين فوزي وتوفيق الحكيم وآخرين من كبار الكتاب في ذلك الوقت.

دار المعارف المصرية، واحدة من أقدم وأعرق دور النشر العربية، إن لم تكن أقدمها على الإطلاق حاليا، أنشأها صاحبها المهاجر اللبناني نجيب متري في سنة 1890 كمطبعة تجارية في الطابق الأرضي من منزل كبير كان يحمل رقم 70 شارع الفجالة (اشتهر آنذاك بشارع المطابع) وسماها بـ (مطبعة المعارف بالفجالة). 
وفي سنة 1910 توسع متري في نشاطه وأضاف للمطبعة "مكتبة" فصارت (مطبعة المعارف ومكتبتها بالفجالة) وقد تم ذلك بعد استئجار دكان بنفس المنزل السابق، ثم تغير ترقيم العقارات بشارع الفجالة، فأصبحت تحمل رقمها الحالي، وهو رقم 9 شارع الفجالة، وهو حاليا أحد فروع دار المعارف.
وبعد وفاة نجيب متري سنة 1928، حمل عبء إدارة المطبعة وتطويرها ابنه شفيق متري، ومع زيادة أعمال نشر الكتب واتساع النشاط الذي انتقل بها من مكانها القديم إلى مقرها الجديد، حيث قام شفيق متري ببناء المبنى الحالي وانتقلت إليه في أول مارس 1950، وكان آنذاك يحمل رقم 5 شارع ماسبيرو. وفيما بعد تغير اسم الشارع ورقم العقار ليصبحا باسمها الحالي، وهو رقم 1119 طريق كورنيش النيل، وهو حاليا على مقربة من ميدان عبد المنعم رياض، ثم قامت فيما بعد ببناء ملحق جانبي لهذا المقر الرئيسي. 

غيّر شفيق متري اسم مطبعة المعارف ومكتبتها إلى دار المعارف، وشهدت خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي ازدهارا غير مسبوق، حتى صارت أكبر دار للنشر في العالم العربي وواحدة من كبريات دور النشر في العالم، وأطلقت العشرات من السلاسل الثقافية التي رسخت في ذاكرة النشر، وتعامل معها كبار المثقفين والكتاب بتقدير كبير؛ منها: سلسلة (اقرأ)، ذخائر العرب، نوابغ الفكر العربي، نوابغ الفكر الغربي، مكتبة الدراسات الأدبية، مكتبة الدراسات الفلسفية، ومجلة الكتاب، وأشهر مجلة للأطفال في الخمسينيات وهي مجلة سندباد التي كان يقوم برسمها وإخراجها الفني الفنان الكبير حسين بيكار.
في سنة 1963م جرى تأميم الكثير من المنشآت العامة ومن ضمنها (دار المعارف)، وحاليا يوجد لدار المعارف 21 فرعا في أرجاء مصر تقوم بعرض وبيع كافة إصدارات دار المعارف. أثرت الدار المكتبة العربية بالنشر للعديد من كبار الكتاب أمثال طه حسين وتوفيق الحكيم والمازني ومحمد مندور وإبراهيم ناجي وأحمد حسن الزيات وعائشة عبد الرحمن وشوقي ضيف وأحمد مستجير. 

وكانت دار المعارف من الدور المبكرة التي ارتفعت بسقف التعبير والرأي إلى حدود قصوى فسمحت لكل الأطياف والألوان السياسية بالنشر في مطابعها من كافة الاتجاهات والتيارات الدينية والسياسية والأدبية والفكرية.

aXA6IDMuMTQzLjIxNC4yMjYg

جزيرة ام اند امز