فلسطين تعلن عن كشف أثري يعود إلى العصر البيزنطي في غزة
وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أعلنت رسميا الاثنين أن عمال بناء في غزة عثروا على بقايا قديمة قال علماء آثار إنها كشف أثري مهم
"لا يخلو باطن الأرض من كنوز".. هكذا يصدق الحال حين العثور على اكتشاف أثرى جديد أو مقتنيات تعود لحقب موغلة لا تقدر بمال، ويبدو أن هذا أيضا لسان حال وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، التي أعلنت الاثنين، أن عمال بناء في غزة عثروا على بقايا قديمة يقول علماء الآثار إنها ربما تكون جزءًا من كنيسة بيزنطية ترجع لنحو 1500 عام. ومن بين ما عثر عليه أجزاء من تيجان أعمدة رخامية ذات نقوش يصل طول إحداها إلى نحو ثلاثة أمتار وحجر أساس يحمل رمزا يونانيا للسيد المسيح، وبلغ إجمالي ما عثر عليه 15 قطعة فيما لا يزال التنقيب مستمرًا.
مدير عام وزارة السياحة والآثار، جمال أبوريدة الذي قدر أن الآثار التي عثر عليها ترجع لما بين عامي 395 و600 ميلادية، قال "نحن نتوقع ابتداء أن يكون هذا المكان عبارة عن كاتدرائية أو كنيسة تعود لفترة الحكم البيزنطي لفلسطين"، وأضاف "هذه الفترة شهدت اهتماما كبيرا من الحكم البيزنطي بإقامة الكنائس في قطاع غزة"، متابعا "أجزم بأن هذا المكان ذو مكانة تاريخية".
أبو ريدة أكد أنه ربما يجب وقف الإعداد لإقامة المركز التجاري إذا كشفت التنقيب عن مزيد من القطع، لكن لم يبد أن عمال البناء توقفوا الاثنين إذ تم استخراج أكوام كبيرة من التراب، وأضاف أبو ريدة "مهمتنا هي الحفاظ على التاريخ الفلسطيني قبل الإسلام وبعد الإسلام".
وتابع أبو ريدة: إن اكتشافات عديدة ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية لكن نقص التمويل والتدريب قلل من قدرات الوزارة على استخراج المكتشفات والحفاظ عليها، وتضم الوزارة 40 عامل حفر فقط. وكشف أبوريدة أن "المكان مساحته 2000 متر مربع وبعمق عشرة أمتار وهذا يحتاج إلى مئات العمال وملايين الدولارات من أجل أن نقوم بأعمال تنقيب كما يجب لكي نخرج هذه القطع الأثرية سليمة من أجل قراءة ما عليها من نصوص".
وكان العشرات من السكان والأهالي توقفوا لإلقاء النظر الاثنين فيما كانت جرافة ومثقاب يواصلان التنقيب في ميدان فلسطين، وهي منطقة تجارية مزدحمة بوسط غزة. والتقط المارة صورا ومقاطع فيديو بهواتفهم المحمولة للقطع الأثرية التي استخرجت من الموقع.
بداية الكشف تعود إلى يوم السبت عندما كان يمهد عمال بناء الأرض لإقامة مركز تجاري. وتم استدعاء وزارة الآثار التي عثرت على الفور على ثلاث قطع كبيرة، وعثر لاحقا على 10 قطع. ولا يبعد الموقع كثيرا عن سوق التوابل القديم في غزة بالقرب من المسجد العمري العتيق الذي أقيم قبل ألف عام وكنيسة القديس برفيريوس التي ترجع للقرن الخامس الميلادي.
وكانت غزة ميناء بحريا مزدهرا إبان عهد الرومان مع مزيج سكاني من اليونانيين والرومان واليهود والمصريين والفرس، وتم تدمير المعابد الوثنية في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، وتم التوسع بشكل كبير في بناء الكنائس. واستمر هذا حتى فتح القائد المسلم عمرو بن العاص غزة في 637 ميلادية، إذ اتبع معظم السكان الديانة الإسلامية وهجرت دور العبادة المسيحية.
وشكلت غزة نقطة تجارية للمصريين والفلسطينيين والرومان والصليبيين على مدى آلاف السنين. وتوجد آثار من حصار الإسكندر الأكبر للمدينة ووصول الجيوش الإسلامية قبل نحو 1400 عام.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز