الحمل والبنطلون وأحمر الشفاه... ممنوعات تهدد المضيفات بالفصل
قائمة طويلة من الأمور المحظورة على كل من تعمل كمضيفة جوية في شركات الطيران، ومن ترتكبها تكون معرضة للفصل.. لماذا؟
ترفض مضيفات شركة الطيران الفرنسية "إير فرانس" طلب الشركة أن يعتمرن غطاء الرأس، وأن يرتدين الملابس الطويلة في الرحلات المتوجهة من طهران وإليها، كان هذا هو عنوان الأزمة التي اندلعت خلال الأيام الماضية، بين الشركة الفرنسية وموظفيها من المضيفات.
وبهذا الرفض وبقرارهن بعدم ارتداء الحجاب في العاصمة الإيرانية، لم تجد إير فرانس- التي تستأنف تسيير رحلات جوية بين باريس وطهران هذا الشهر- مفرا من الرضوخ لهن وجعل الانضمام لتلك الرحلات اختياريا.
ولا يعتبر هذا هو الصراع الأول في عمليات الشد والجذب بشأن القواعد الصارمة، بين شركات الطيران وموظفيها من المضيفات.
وقبل سنوات أربعة، رغم أن الخطوط الجوية الآسيوية، من ضمن الأفضل في العالم، قدم اتحاد المضيفات الآسيويات شكوى إلى اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بسبب فرض قيود عليهن بشأن الزي الرسمي والمظهر.
وتتلخص القواعد الخاصة بالمضيفات على متن الطائرة بعدم ارتداء البنطلون، والسماح فقط بالتنورة، وعدم وضع نظارات النظر أثناء ارتداء الزي الرسمي، وضرورة وضع طلاء الأظافر طوال فترات العمل، وهو ما حاولن تغييره لكن فشلن في النهاية بسبب التهديد بالفصل.
وتبرر مضيفات الخطوط الجوية الآسيوية ذلك بإن مواقف كثيرة تتطلب منهن الجلوس والقيام أمام المسافرين على متن الطائرة، في حين أن التنورة ليست فقط غير مريحة في هذه المواقف، بل أحيانا تعرضهن لبعض المخاطر.
والمعركة ذاتها خاضتها مضيفات الخطوط الجوية الكورية الجنوبية، لتضطر الإدارة في النهاية إلى إتاحة فرصة ارتداء البنطلونات لمضيفاتها عام 2005.
وباتهام جديد من مضيفات الخطوط التركية لشركتهن بـ"أسلمة المجتمع" أقدمن على إضراب في مايو عام 2013 بعد منع وضع أحمر شفاه زاهي اللون.
وبررت شركة الطيران الوطنية التركية، التي تعد رابع أكبر شركة طيران في أوروبا، قرارها بأن المنع جاء بناء على تحسين التواصل مع المسافرين عن طريق جعل مظهر المضيفات اقل بهرجة.
وقالت الشركة في بيان إن "الألوان الهادئة لزي طاقم الضيافة تجعل استخدام المضيفات لألوان زاهية في طلاء الأظافر أو أحمر الشفاه مؤثرا على السلامة البصرية للركاب".
وبعد موجة الغضب، اضطرت الخطوط التركية للتراجع عن قرارها، تزامنا مع هجوم من الأحزاب العلمانية في تركيا ضد حكومة العدالة والتنمية، خاصة بعد إلغاءها في 2013 حظرا كانت قد فرضته من قبل على ارتداء الموظفات الحجاب.
وجاء قرارها بإتاحة الحجاب، مع قرار إلزامي لمضيفات الشركة التركية بزيادة طول التنانير لتغطي الركبة.
وفي الوقت الذي تلزم فيه شركات طيران العالمية العاملات بها بشروط معينة، بعضها مجحف، فإن شركة طيران الإمارات دائما ما تحدث المضيفات بنصائح لجمالهن، من بينها شرب الكثير من الماء والعصائر، لنضارة البشرة، وزيوت الشعر لتجنب جفافه.
ويقول مدير التدريب في الشركة هيلين روكسبيرج، إن طاقم طيران الإمارات يحرص على تدريس المضيفات تقنيات الجمال والحفاظ على اناقتهن كجزء من تدريبهم للعمل في الشركة، اضافة إلى اتباع روتين العناية بالبشرة الذي يساعد على التعامل مع ساعات العمل الطويلة والمختلفة .
ولكن الأمر قد يخرج بعيدا عن التعليمات إلى شروط إلزامية تطبقها شركات عدة، من بينها إلزام المضيفة بعد الحمل والوضع خلال السنوات الخمسة الأولى لعملها، وإلا يتم إنهاء التعاقد معها فورا.
وفي ظل انتقادات عدة لهذا الشرط المجحف، أقدمت عدد من الشركات على تعديله، فقد عدلت الخطوط الجوية القطرية قاعدة تنص على طرد الموظفات اللاتي يعملن على متن طائراتها من الشركة عندما يحملن.
وجاء ذلك في ظل شكاوى تضمنت شهادات من أفراد من أطقم طائرات الشركة، سابقين وحاليين، وهو ما دفع منظمة العمل الدولية لانتقاد معاملة الشركة مع المضيفات في هذه المسألة.