دعوات دولية للتحرك ضد تصعيد إسرائيل سياسة الهدم والاستيطان
الأمم المتحدة تدعو الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل، والمجموعة العربية بمجلس الأمن تدفع تجاه إدانة الاستيطان
دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى فلسطين، روبرت بايبر، اليوم الجمعة، الاتحاد الأوروبي لزيادة الضغط السياسي على إسرائيل؛ بسبب تسريعها وتيرة أعمال الهدم في الضفة الغربية، في وقت جدد فيه الفلسطينيون مساعيهم لدفع مجلس الأمن الدولي إلى إدانة المستوطنات الإسرائيلية.
ووجه "بايبر" وهو مساعد للأمين العام للأمم المتحدة ومدير الشؤون الإنسانية للأراضي الفلسطينية، دعوته لمسؤولين من الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الجمعة، مطالبًا إياهم بالرد في القضية التي تتعارض مع القانون الدولي وتؤثر بشكل متزايد على مشاريع الإغاثة التي يرعاها الاتحاد.
وأضاف بايبر "دخلنا مرحلة جديدة ومزعجة للغاية فيما يتعلق بالمواجهة بين القانون الإنساني الدولي والاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية"، مؤكدًا أن "وتيرة الهدم تجاوزت كل ما سجل سابقًا ونحن ما زلنا في الشهر الرابع من العام، نشعر بقلق بالغ بشأن ما يحمله لنا ما تبقى من العام".
ونفذت السلطات الإسرائيلية أكثر من 540 عملية هدم ومصادرة في الضفة الغربية المحتلة حتى الآن في 2016، وهو ما يعادل أو يتجاوز إجمالي عمليات الهدم خلال عام 2015 بالكامل، وهو ما يشدد الضغط على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك.
وبرر الجيش الإسرائيلي تنفيذه لهذا الكم من عمليات الهدم في الأراضي المحتلة بأن تلك المباني غير قانونية، إما لأنها بنيت دون تصريح أو في منطقة عسكرية مغلقة أو في منطقة إطلاق نار أو تنتهك قيودًا أخرى لها صلة بالتخطيط.
وذكر بايبر أنه تم تدمير نحو 140 مشروع إغاثة من مانحين، بينها استثمارات للاتحاد الأوروبي قيمتها أكثر من 200 ألف يورو، بينما فقد نحو 600 شخص منازلهم وفقد نحو 2000 آخرين مصادر رزقهم.
وشكك بايبر في تبرير الجيش الإسرائيلي لعمليات الهدم قائلًا: إن إسرائيل لا تمنح الفلسطينيين هناك فرصة حقيقية للحصول على تصاريح للبناء، مؤكدًا أنه "ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يفكر في إستراتيجيته وكيف سيرد... لا يمكن ترك هذا الموضوع دون التعامل معه.. هذا استفزاز".
وقال بايبر إنه رغم بذل الكثير من المساعي الدبلوماسية خلف الأبواب المغلقة، إلا أن هناك ضرورة للمزيد من التصريحات العلنية بشأن هذه المسألة، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي يستطيع أيضًا أن يوفد دبلوماسيين للمواقع المتأثرة ليبعث برسالة سياسية لإسرائيل.
وأشار بايبر إلى أن إسرائيل تطرد الفلسطينيين من بعض مناطق الضفة الغربية في الوقت الذي يظهر فيه مزيد من المستوطنات الإسرائيلية هناك رغم أن بناءها على الأرض المحتلة مخالف للقانون، مؤكدًا أن هناك احتياجًا أيضًا "للحديث عن كيفية السعي للحصول على تعويض مالي من القوة المحتلة".
ومن جانبه، أعلن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، اليوم الجمعة، أن الفلسطينيين عازمون على بذل مساعٍ جديدة لإصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وقال "منصور" إن المجموعة العربية في الأمم المتحدة ناقشت مشروع قرار في هذا الإطار، مؤكدًا أنه ما دام المجتمع الدولي يعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية، فإنه "من مسؤولية مجلس الأمن التحرك لوقف النشاطات الاستيطانية، لافتًا إلى أنه "لا بد من أن يترجم ذلك الاستنكار بتحرك معين" من قبل المجلس.
aXA6IDMuMTM5LjY3LjIyOCA= جزيرة ام اند امز