متبرع يهودي لرئيس حزب "العمال" البريطاني: ملحد وجاهل
أحد أعضاء الجالية اليهودية في بريطانيا اتهم زعيم حزب "العمال" البريطاني المعارض، بالتقاعس في مواجهة خطاب وسلوك معاد للسامية
هجوم عنيف، شنه أحد أعضاء الجالية اليهودية في بريطانيا ضد زعيم حزب "العمال" البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، حيث اتهمه بالتقاعس في مواجهة خطاب وسلوك معاد للسامية في صفوف حزبه، ووصفه بأنه "جاهل، وملحد، وحقود".
وفي مقال نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بعنوان "جاهل، ملحد، بغيض- ازدراء كوربين لليهود وصمة عار"، قال مايكل فوستر، وهو أحد مرشحي ومانحي حزب "العمال"، إن حزب "العمال يؤيد رؤية للمجتمع تجذب العديد من اليهود البريطانيين. الحزب مهم بالنسبة لهم. وبالنسبة لانتخابات عام 2015، فقد تبرعت أسرتي بـ400 ألف جنيه إسترليني".
وأضاف: "ولكن في أسبوع يواجه فيه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ورطة، لا بد لي من التساؤل حول الغرض الحقيقي لزعيم يدافع عن تصريحات أخيه العنصرية، بدلا من أن ينظر إليه أنصاره على أنه متساهل بأي شكل من الأشكال تجاه إسرائيل"، وتابع: "أنا لست وحدي في القلق إزاء الأمر، وحزب العمال ينبغي أن يقلق بشدة أيضا".
وأشار إلى أنه "في الفترة السابقة للانتخابات العامة في مايو/ آيار الماضي، تبرعت الجالية اليهودية تقريبا بثلث مبلغ 9.7 ملايين استرليني، من تبرعات القطاع الخاص التي تلقاها حزب العمال، وهذا على الرغم من رفض تصويت حزب العمال في البرلمان من أجل الاعتراف بفلسطين"، غير أنه "هذا العام، لم يمنح أي متبرع يهودي بارز جنيها واحدا لحزب العمال الرئيسي".
ولفت إلى أنه "في أواخر عام 1997، صوتت 70% من الجالية البريطانية، لصالح حزب العمال، وفي الوقت الراهن سيصوت أقل من 25%، وذلك لأن الجالية اليهودية، لا يمكن أن تدعم حزبا سياسيا، يظهر في أعلى مستوياته، من خلال تقاعسه أنه يتسامح مع خطاب وسلوك معاد للسامية، بداية من طلاب حزب العمال في جامعة أكسفورد إلى نواب رئيس الحزب في مدينة ووكينغ، الذين يدلون بتصريحات معادية للسامية".
وزاد بقوله: "قبل أن يحاول أي شخص أن يزعم أن بيرس كوربين، شقيق جيريمي، ليس عنصريا بالمناسبة، اقرأوا فقط تغريدته: "الصهاينة لا يمكنهم التعامل مع أي شخص يدعم حقوق فلسطين"، وحاولوا استبدال عبارة "الصهاينة"، و"فلسطين" بـ"السود"، و"جنوب أفريقيا البيضاء".
ورأى أن "الدليل واضح تماما، انظروا لتصريحات جيريمي كوربين الأسبوع الماضي حول معاداة السامية في الحزب: "لن أسميها أزمة"، بالنسبة لي هذا يبين فقط قسوته واحتقاره لتاريخ اليهود في أوروبا.
واعتبر أن اللورد كاري، رئيس أساقفة كانتربري السابق، كان محقا تماما في تحذير جيريمي كوربين، أنه سيكون غير مؤهل للحكم، إذا لم يقض على معاداة السامية في حزب "العمال"، لكن جيريمي كوربين يواصل تجاهل المشكلة- وهذا يصدمني.
ونوه إلى أنه "لم يحاول على الإطلاق تهدئة الجالية اليهودية في بريطانيا التي دعمت حزب العمال روحيا وسياسيا وماليا لأكثر من 100 عام".
ومضى متسائلا: "لماذا كان يتراجع أي من هؤلاء الجهلاء عن هجماتهم ضد أفراد اليهود والجالية اليهودية، عندما كان كوربين لا ينأى بنفسه خلال جميع انتخابات حزب العمال عن اتهامات المنظمات المدعومة التي تدعو إلى تدمير إسرائيل".
وتابع: "لقد احتجت الجالية اليهودية بشكل واضح وفي كثير من الأحيان، وسوف تواصل القيام بذلك، ولكني سوف أؤكد أن جيريمي كوربين لن يفعل شيئا، لأنه ضعيف للغاية في مواجهة ذلك الجناح من الحزب الذي كان يعتمد على دعمه. هؤلاء الناس لديهم رد فعل إِشراط تقليدي لليهود وإسرائيل: ترى يهوديا، ترى مناهضا لفلسطين".
وارتأى "أنهم يخلطون إسرائيل والصهيونية في الغوغائية المفترضة لليهود الكلاسيكيين، وهي شيطان حاقد يسيطر على كل شيء، شيطان ثري، عازم على ارتكاب إبادة جماعية تدريجية ضد الشعب الفلسطيني".
وأوضح أنه يعرض "هذا فقط لفضح الهراء، وفضح دعم جيريمي كوربين الفج، الحاقد والجاهل لهؤلاء الأشخاص. أشخاص مثل شقيقه، ومثل هؤلاء الأعضاء في حزب العمال في ليفربول، الذين ينتقدون زميلتهم النائبة لويز إيلمان لموقفها المفترض ضد الفلسطينيين. وأدلتهم؟ ليست أكثر من هذا: لويز إيلمان يهودية".
وأردف: "من هم مثلنا من الاشتراكيين الملتزمين، والأنصار المخلصين لحزب العمال سوف يحاربون سواء من أجل قضية حزب العمال بشأن العدل والإنصاف في مجتمعنا، لن يهزمنا الجهل والكراهية والرؤية الشمولية الملحدة بالأسود والأبيض للعالم التي يمتلكها الكثير من اليساريين في حزب العمال".
واختتم بالقول: "أما بالنسبة لمعاداة السامية في حزب العمال، فإنها سوف تتراجع، عندما يمتلك الحزب قيادة قوية، وليس قبل ذلك. هذا هو الاختبار الحقيقي لجيريمي كوربين".
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز