أكراد سوريا .. 6 أشهر على الطريق إلى الفيدرالية
وفي الوقت الذي تتعثر فيه المحادثات الرامية لإنهاء الصراع تظهر حقائق على الأرض في منطقة من البلاد يعرفها الأكراد باسم روج أفا
يهدف أكراد سوريا وحلفاؤهم إلى استكمال خططهم لإقامة اتحاد سياسي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال سوريا، خلال 6 أشهر، مواصلين بذلك العمل في تنفيذ الخطة رغم اعتراضات حكومات أجنبية تخشى تفكك سوريا.
وفي الوقت الذي تتعثر فيه المحادثات الرامية لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ 5 سنوات بدأت هذه الخطط تتبلور بعيدًا عن الجهود الدبلوماسية التي ترعاها الأمم المتحدة لتخلق حقائق على الأرض في منطقة من البلاد يعرفها الأكراد باسم روج أفا في اللغة الكردية.
لكن هدف الوصول إلى إدارة فيدرالية يقول المسؤولون الأكراد، إنها ستتيح لغيرهم من الجماعات العرقية الحكم الذاتي والتمتع بالحقوق يواجه مقاونة لا سيما من الولايات المتحدة التي تدعم الميليشيا الكردية الرئيسية عسكريًّا.
وقالت هداية يوسف، المسؤولة الكردية التي تقود المساعي الرامية لإنشاء الحكومة الجديدة، إن الوقت قد حان لكي يقدم الغرب دعمه الكامل لخطة تقول، إنها لا تهدف إلى انفصال الأكراد بل إلى المساعدة في تسوية الأزمة السورية.
وقالت لرويترز في مقابلة: "لا نتوقع من الأطراف المعادية أن يؤيدوا هذا المشروع، ولكن على الأمل من دول الغرب والدول التي عاشت تجربة اتحادات وفيدراليات بأنهم سوف يقدمون المساعدة ليتطور هذا مشروع."
وقد برزت الجماعات الكردية كبعض من أفضل الجماعات تنظيمًا في سوريا منذ تفجر الصراع عام 2011.
واستطاعت وحدات حماية الشعب وهي الفصيل الكردي المسلح الرئيسي اقتطاع ثلاث مناطق في شمال سوريا، حيث تأسست بالفعل حكومات إقليمية، وتتوقع هداية أن تتوسع الحكومة الفيدرالية الجديدة لتشمل ما يخسره تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق.
ووحدات حماية الشعب شريك أساسي للولايات المتحدة في حملتها على الدولة الإسلامية في سوريا وتشكل عماد تحالف قوى سوريا الديمقراطية الذي يحارب التنظيم المتشدد في مناطق واسعة من شمال البلاد.
لكن ذلك لم يترجم إلى دعم سياسي من جانب الولايات المتحدة التي تؤثر في تشكيل سياساتها مخاوف تركيا من أن يغذي تزايد النفوذ الكردي في سوريا الاتجاه الانفصالي بين الأقلية الكردية التركية.
وعندما صوَّت ممثلو الشمال الخاضع لسيطرة الأكراد الشهر الماضي بالموافقة على إقامة النظام الاتحادي الديمقراطي روج أفا أكدت واشنطن من جديد معارضتها لإقامة "مناطق تتمتع بحكم شبه ذاتي داخل سوريا".
من ناحية أخرى لم يدع حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الحزب الرئيسي للأكراد السوريين للمشاركة في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بما يتفق مع رغبات تركيا.
وقالت هداية (43 عامًا) إن قرار إنشاء حكومة اتحادية يرجع في جانب كبير منه إلى اتساع نطاق الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها من الدولة الإسلامية بما تشمل من مدن عربية.
وأضافت "الآن بعد تحرير الكثير من المناطق تطلب (الأمر) أن نذهب إلى نظام أوسع وأشمل (يستوعب) جميع التطورات التي تحدث في المنطقة وأيضًا للقبلية والحقوق لجميع المكونات الموجودة في المنطقة لأن يمثلوا ذاتهم لأن يشكلوا إدارتهم الذاتية."
* السجن في سبيل القضية الكردية
سجنت هداية عامين في دمشق قبل بدء الحرب بتهمة الانضمام لعضوية منظمة سرية تهدف لتفتيت سوريا أما اليوم، فهي ترفض إي إشارة إلى أن الأكراد يسعون لتطبيق خطة انفصالية حتى مع تزايد قوتهم.
وواجه الأكراد أكبر مجموعة عرقية بعد العرب في سوريا تمييزًا ممنهجًا من جانب الدولة حتى تفجرت الانتفاضة عام 2011. وتوجد أيضًا أقليات كردية في كل من إيران والعراق.
وتشارك هداية في رئاسة مجلس من 151 عضوًا يضم أكرادًا وعربًا وتركمانًا وأشوريين وغيرهم من الجماعات التي ستعتمد دستورًا جديدًا يعرف باسم "العقد الاجتماعي". وسيبدأ صياغة هذا الدستور بعد لقاءات تشاورية على المستوى المجتمعي.
وقد عقدت لقاءات من هذا النوع في مدينة الشدادي التي تم الاستيلاء عليها في الآونة الأخيرة من الدولة الإسلامية ومدينة صرين الواقعة شرقي نهر الفرات في محافظة حلب، والتي تم الاستيلاء عليها من الجهاديين في العام الماضي.
وقالت هداية: "كل اللقاءات إلى الآن هي إيجابية."
وأضافت أنه رغم عدم الاتفاق حتى الآن على التفاصيل فسيكون للحكومة الجديدة مجلس تشريعي لم يتحدد مقره بعد، كما أن الدستور سيحدد أيضًا طبيعة العلاقة بين الاتحاد الفيدرالي والحكومة الديمقراطية المستقبلية في سوريا.
وقالت هداية: "بعد المصادقة على العقد الاجتماعي لنظام الفيدرالية سوف يتم تنظيم الانتخابات العامة في مناطق الفيدرالية الديمقراطية، وبذلك سيتم تشكيل المجلس الذي يتم انتخابه من قبل الشعب."
ويرفض الرئيس السوري بشار الأسد وجماعات المعارضة التي تقاتل لإسقاطه ما ترى أنه اتجاه انفصالي لدى الأكراد، وقالت حكومة الأسد، إن التصويت الشهر الماضي على السعي لحكم ذاتي ليس له أي قيمة قانونية؛ لأنه لا يمثل رغبة السوريين كلهم.
وقالت هداية، إن الاستعدادات خلال الأشهر الستة المقبلة ستشمل دبلوماسية عامة في الخارج لشرح الخطة، وأضافت "سوف نجاهد بكل جهدنا أن نكون جاهزين" خلال 6 أشهر.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg
جزيرة ام اند امز