عمرو موسى بمؤتمر الأزهر: لا تتعاملوا مع زيارة القدس ببساطة
الجلسة الثانية لمؤتمر الأزهر لنصرة القدس تضمنت آراء مختلفة حول مسألة عودة زيارة العرب والمسلمين للقدس.
دعا عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق
، الفلسطينيين للاصطفاف سويا لتفعيل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي كلمته خلال ترؤسه الجلسة الثانية من فعاليات ثاني أيام مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المنعقد في القاهرة، قال موسى إن اصطفاف الفلسطينيين سويا سيتبعه اصطفاف العرب.
وحول خروج أصوات خلال المؤتمر، بعضها من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تطالب العرب والمسلمين بزيارة القدس، قال موسى إن هذه الدعوة تتطلب بحثا ودراسة، ولا يصح أن تؤخذ ببساطة.
وكان الأزهر الشريف والكنيسة المصرية اتخذوا في القرن الماضي خطوة بالامتناع عن زيارة القدس، حتى للحجاج المسيحيين في مصر، حتى لا تعطي الزيارة صك اعتراف لإسرائيل باحتلالها للقدس، كون الزيارة تتطلب تأشيرات إسرائيلية.
وجاء رأي الأمين العام الأسبق للجامعة العربية متماشيا مع رأي الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، الذي قال خلال كلمته في الجلسة الأولى إنه بالنسبة لزيارة القدس، يحيط بها سلبيات وإيجابيات، وهي ليست مسألة دينية، بل سياسية؛ لأنه دينيا فإن المسجد الأقصى من المساجد التي يستحب شد الرحال إليها، ولكن الحديث يدور الآن حول مسألة زيارته وهو تحت الاحتلال.
وعلى هذا طالب وكيل الأزهر بالتروي، بحيث لا يتم الحث على المنع ولا على الزيارة، حتى تتجلى المصلحة من الزيارة، مع مراعاة أخذ رأي المقدسيين في هذا الأمر.
كما دعا لتوفير ضمانات لعدم اختلاط الزائرين بالصهاينة والموساد، والبحث عما إذا كانت إسرائيل ستقابل ذلك بمطالب فتح الباب لزيارة الإسرائيليين للدول العربية.
ولكن من جانبه أيد الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري الأسبق، وعضو مجلس حكماء المسلمين، الأصوات الأخرى المطالبة بشد الرحال إلى القدس، قال إنه وسط ما تتعرض له القدس الآن فإن أمر الزيارة "بات ملحا".
واعتبر أن رفض زيارة القدس في الوقت الحالي بات شعارات "تفتقد للمنطق"، مستعرضا ما اعتبرها أسسا دينية تعضد رأيه في زيارة القدس، ومنها الدعوة النبوية بالحث على شد الرحال للأقصى، وكذلك بأن ذهاب المسلمين لأداء العمرة في مكة قبل فتحها في الزمن النبوي لم يكن يشكل اعترافا بالأصنام التي كانت ما زالت هناك.
وينظم الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، بحضور 86 دولة وشخصيات تمثل الديانات السماوية الثلاثة، بهدف حشد رأي عالمي ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ولإحياء الوعي بقضية القدس في وجدان الشعوب.