"بوابة العين" تقدم دليلك للعيش في دبي بـ 3000 درهم شهرياً
"بوابة العين" تقدم دليلا للعاملين في دبي للعيش برفاهية والإدخار براتب شهري يبلغ 3000 آلاف درهم
يظن البعض أن الحياة في دبي تتطلب دخلاً شهرياَ مرتفعاً لكي يتمكن الشخص من العيش برفاهية وتحقيق طموحاته المستقبلية، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن هناك فئة كبيرة من العاملين في دبي لا يتجاوز دخلها الشهري الـ 3000 درهم، ومع ذلك يكفيها هذا الراتب المتواضع للعيش والادخار والترفيه أيضا من خلال اتباع سياسية مالية صحيحة ومدروسة.
وأكدت مجموعة من المخططين الماليين لبوابة "العين" الإخبارية أن هناك بعض العادات المالية يمكن أن تساعد الأشخاص محدودي الدخل، على استغلال الموارد المالية المتوفرة لديهم بشكل متزن، إلا أنها تتطلب التزاما حقيقيا وستستغرق وقتا من التطبيق لكي تصبح عادات فعالة تؤتي ثمارها.
خطوات أولية
ويرى الخبير المالي، سامر الساعدي، أن الخطوة الأولى لعمل خطة مالية صحيحة براتب متواضع يجب أن تبدأ بخطة "تتبع الانفاق" والتي تتمثل بتدوين كل الأموال المنفقة فعلياً لتحديد البنود التي تستحوذ على النصيب الأكبر من الميزانية الشخصية.
ويضيف الساعدي أن الخطوة الثانية تكون بتحديد أولويات الإنفاق في كل شهر، كإيجار المنزل، أو القسط الشهري، ومصاريف المواصلات، وما إلى ذلك، بالإضافة إلى الحرص على تقليل المبالغ التي تدفع على الأشياء الفرعية التي يمكن الاستغناء عنها قدر الإمكان.
وينصح الخبير المالي الذين يحرصون على التوفير بشكل فعال بالتخلي عن البطاقة الائتمانية أثناء عملية التسوق حيث تدفع صاحبها إلى صرف كثير من المال دون أن يشعر وفقا لما أثبتته دراسة حديثة.
الإيجارات والطعام
وبالرغم من ارتفاع تكلفة الإيجارات بشكل عام في الإمارات، إلا أن هناك العديد من الخيارات المتوفرة للتوفير بالإيجارات للشخص الذي يبلغ دخله الشهري 3000 درهم، والتي تتمثل بـ "السكن المشترك" والذي يتكون من غرفة واحد يسكنها أربعة أشخاص في الغالب، وتكون بمنطقة بعيدة عن مركز المدينة وتتراوح تكلفة الإيجار فيها ما بين الـ 500 والـ 700 درهم شهريا للشخص الواحد.
ويتميز السكن المشترك بأنه يجمع أشخاصاً من فئة عمرية متقاربة، وغالبا من بلد واحد، وبالتالي تشتد الصداقة بينهم، وهو ما يجعلهم يشعرون بأنهم أكثر راحة من غيرهم، كما أن تشابه العادات، تسهم في جعل السكن أكثر راحة وأقل كلفة.
ويعتبر السكن المشترك فرصة ذهبية أيضاً لتوفير الكثير من المال الذي كان يمكن صرفه في المطاعم، حيث يمكن الاشتراك في مصاريف الطعام وإعدادها بالسكن والتي لن تتجاوز في هذه الحالة الـ 600 درهم، إذا تم استغلال العروض التي تقدمها المراكز التجارية على السلع الغذائية، ويمكن أيضا تخصيص يوم أو اثنين في الأسبوع لتناول الطعام في الخارج بالمطاعم ذات التكلفة المنخفضة والتي تنتشر بشكل كبير في المناطق القريبة من المشاريع التي تكون قيد الأنشاء على أطراف المدينة بالتحديد أو قريبة من سكن العمال الوافدين، حيث تتراوح تكلفة الوجبة هناك من 10 إلى 17 درهما للشخص.
المواصلات
و أكدت دراسة عالمية أعدتها شركة "سايمون- كوشر اند بارتنرز" العام الماضي، أن دبي تعتبر من أفضل مدن العالم في تقديم خدمات وسائل المواصلات والتي تتسم بالجودة العالية والمتانة والأمان والسرعة والرفاهية والنظافة، بالإضافة إلى الدقة في المواعيد والتكلفة المنخفضة.
وهذه الميزات التي تقدمها حكومة دبي تساهم بشكل كبير في تقليل مصروفات الأشخاص محدودي الدخل، ويعتبر مترو دبي من أهم وسائل النقل حيث يسير إلى محطات متنوعة بأسعار معقولة للغاية وتبدأ من 1.80. درهم لكل رحلة.
وبحسب المخطط المالي محمد محيسن فإن الاعتماد على المترو بشكل تام يساهم في توفير العديد من النفقات الشهرية، حيث لن تتجاوز قيمة استعمال المترو الـ 500 درهم شهريا، وبالتالي يعد خيارا مثاليا للأشخاص الذين يتقاضون 3000 درهم شهرياً.
كما أن الحافلات التي تنتشر محطاتها في العديد من الأماكن الرئيسية والفرعية في دبي تعتبر خيارات جيدا للتنقل وسعر التذكرة فيها أقل من سعر تذكرة المترو، إلا أن المترو أفضل كونه أسرع للتنقل.
الادخار
ويشير المخطط المالي محمد محيسن إلى أن الكثير من الناس يفشلون في توفير المال لعدة أسباب أهمها الافتقار إلى الانضباط المالي، بالإضافة إلى تنامي النزعة الاستهلاكية، حيث يسعى الكثيرون إلى الحفاظ على نمط حياة معين، مما يؤدي إلى عدم قدرتهم على التوفير بل ويقع البعض منهم ضحية للديون.
ويقول "ما يفعله أغلب الناس بمجرد وصول رواتبهم إلى البنك هو سداد جميع الفواتير (الإيجار والمرافق والخدمات…) والخروج لتناول الطعام و الذهاب إلى السينما، وفي نهاية الشهر يدركون أنه بقي معهم القليل من المال الذي يمكن توفيره، وبعبارة أخرى لا يحددون أولوياتهم بالشكل الصحيح، فهم يعيشون يومهم دون التفكير بالغد".
ويؤكد محيسن على ضرورة أن يأخذ الناس مسألة التوفير بشكل جدي، وهناك طريقة فعالة ومؤكدة لتحقيق ذلك، عبر تخصيص جزء من الراتب الشهري للادخار بمجرد الحصول عليه، فبدلاً من أن تترك مسألة الادخار إلى أن تنهي جميع التزاماتك المالية، يجب أن تضعها في قمة أولوياتك، وبهذه الطريقة ستتمكن من توفير مبلغ جيد من المال للمستقبل.
الترفيه
في نهاية الأسبوع يحيث يمكن الاستمتاع بقضاء العطلة في الحدائق العامة والتي يكون الدخول إليها مجانياً، أو في الممشى على الجي بي آر والذي يعد مكانا رائعا لقضاء يوم العطلة فيه على الشاطىء من دون مقابل مادي.
ويمكن أيضا زيارة السينما مرتين في الشهر كنوع من التغيير مع تناول وجبة خفيفة.
توزيع
ويرى محيسن أن تقسيم الـ 3000 درهم وفقا لدراسات سابقة تكون على أفضل صورة بالشكل التالي وتكون مراعية لكل احتياجات الشخص الأساسية والفرعية وهي على النحو التالي:
600 درهم سكن مشترك
600 درهم للطعام
500 درهم مواصلات
400 درهم متفرقات (ملابس، مواد تنظيف، احتياجات خاصة..الخ)
700 درهم ادرخار
200 درهم ترفيه
المجموع = 3000 درهم