السيسي: لم نفرط في ذرة رمل مصرية وأعطينا للآخرين حقهم
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يؤكد أن بلاده لا تبيع أرضها لأحد، ولا تعتدي على أرض أحد
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، إن بلاده لا تبيع أرضها لأحد، ولا تعتدي على أرض أحد.
وجاء حديث السيسي، في تلميح واضح عن الجدل المثار حول أحقية الرياض في جزيرتي "تيران" و"صنافير"، التي استرجعتهما المملكة العربية السعودية، ضمن اتفاقية ترسيم الحدود التي وقّعتها القاهرة مع الرياض الأسبوع الماضي.
وأضاف الرئيس السيسي في كلمته خلال لقاء مع ممثلين عن قوى مصرية مختلفة، تحت عنوان "لقاء الأسرة المصرية" بالقصر الرئاسي اليوم: لا نبيع أرضنا لأحد.. ولا نأخذ أرض أحد، وهذا أمر يجب أن نتوقف أمامه جميعًا.
وقال السيسي: "في ظروفنا الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، يمكن أن تخطر أفكار شريرة على ذهن كثير من السياسيين، ومنها مثلًا القفز على بلد آخر لنأخذ خيرها".
وأضاف "وكان من الممكن في ظل الظروف، التي كانت ومازالت سانحة، أن نعتدي على دولة أخرى.. خاصة بعد ذبح 21 مصريًّا على يد داعش، لكننا أبدًا لا يمكن أن نعتدي على أشقائنا ونستبيح أرضهم".
وفي 17 فبراير/شباط 2015، أعلن تنظيم داعش ذبح 21 مسيحيًّا مصريًّا في ليبيا.
وفي حديثه عن الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، قال السيسي "ساعدنا الرئيس الأسبق، وكانت كل جهودنا موجهة لحماية البلد وصون أراضيها.. كنا نقدم له تقارير تقدير موقف، تتضمن التحديات التي تواجه البلاد، وكان قرارنا ألا نقوم بهدّ البلاد بأيدينا، ولن نفعل، فذهبنا له مرة واثنين وثلاثة وأخبرناه أنه هذا هو الموقف، وهذا رأينا فيه".
وملمحًا عن موقف الدولة من ملف الإخوان، قال السيسي: "ما تم تقديمه لهم في بيان 3 يوليو/تموز 2013، أتصور لا يستطيعون الحصول عليه بعد ذلك، موضحًا: كان سيكون هناك دورة جديدة للعملية السياسية لنا جميعًا.. وهو ما لن يتم تقديمه مجددًا.. وفي عصر يوم 3 يوليو لم يقبلوا وكان التحرك من جانبنا"، في إشارة لعزل مرسي.
وقال الرئيس السيسي "الموضوع لم ينته بعد، ومصر الدولة الوحيدة حتى الآن التي لم يقدر عليها أحد بفضل تماسك ووحدة الشعب ثم الجيش".
وأضاف "لم نفرط في حقٍ لنا وأعطينا الناس حقهم.. مصر لم تفرط أبدًا في ذرة رمل من حقوقها.. لم نخرج عن القرار الجمهوري في تعيين الحدود والذي صدر عام 1990، بناء على مطالبات من السعودية على أهمية استعادة الجزيرتين، وتم إخطار الأمم المتحدة وقتها".
وفسًر الرئيس المصري عدم طرح مسألة الجزيرتين على الشعب قبيل توقيع اتفاقية ترسيم الحدود قائلا "لو كنت تكلمت عن الجزر وشرحت للناس ما الذي سيحدث، كان تناول الموضوع وطريقتنا في التعامل معه ستؤذينا، وتضعف موقفنا.. فتعاملكم مثًلا مع ملف سد النهضة لم يكن في مصلحتنا، فكان تقدير الموقف السياسي طرح الموضوع عندما ينتهي".
ولفت السيسي إلى أنه كان هناك مراسلات ومكاتبات تتعلق بهذا الشأن بين البلدين ولم تكن تطرح حتى لا تؤذي الرأي العام في البلدين، كما أنه كان هناك ظروف سياسية أو أمنية مسؤولة في الحفاظ على هذه الجزر من أن تسقط في يد أي معتد، فمعاهدة السلام لها حيثيات وأمور كثيرة مرتبطة بها.
وخلص السيسي إلى أن قضية الجزيرتين ستطرح على البرلمان الذي سيشكل لجانًا للوقوف على كافة التفاصيل، مشددًا على أن كل البيانات وكل الوثائق تؤكد تبعية الجزيرتين للسعودية.
وأوضح الرئيس المصري أن الهدف من إثارة الجدل "عزْل الدولة المصرية واستكمال حصارها، عندما تطرح تحدث مشكلة كبيرة مع أشقائنا، وتؤثر على الكيان العربي عند الذهاب للعراق ولليمن وسوريا وليبيا".
وبشأن ملف مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، قال السيسي "بمجرد أن تم الإعلان عن مقتل هذا الشاب هناك من قال بيننا إنها الأجهزة الأمنية.. نحن من صنعنا ذلك بأنفسنا".
وأضاف الرئيس المصري "ليست وزارة الداخلية من تدير الملف بل نحن جميعا.. ونتناول قضية ريجيني بمنتهى الشفافية ونرحب بمشاركة أطراف أخرى في التحقيقات.. وهناك من استغل القضية لخدمة أهداف جماعات الشر".
ولفت السيسي إلى أنه هناك علاقات طبية مع إيطاليا، مذكرًا بدعمها عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
وحذر السيسي وسائل الإعلام المحلية من أن "تكون شبكات التواصل الاجتماعي مصادر الأخبار التي يقومون بنشرها، قائلًا: شبكات التواصل الاجتماعي مؤشر فقط".
وتناول الرئيس المصري ملف حقوق الإنسان في مصر، بقوله " نحاول التوازن بين الإجراءات الأمنية وحقوق الإنسان.. وخلال الشهور الماضية قمنا بالإفراج عن 4 دفعات، ولدينا استعداد أن نفعل ذلك مرة تانية وثالثة ونراجع المواقف والقوائم والسجون ونطلق سراح كل من هو بريء".
وبالحديث عن العلاقات الخارجية المصرية، قال السيسي إن "سياستنا الخارجية تتسم بالاعتدال والتوازن وعلاقات مع كل الدول".
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز