خطاب السيسي.. أسئلة وإجابات
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجيب في لقاء جمعه مع 107 من ممثلي فئات الشعب عن أسئلة تشغل الرأي العام في بلاده
لم يكن لقاء مغلقًا يجمع بين رئيس وأكثر من 100 ممثل عن فئات الشعب، لكنه حديث مذاع على الهواء مباشرة، ليجيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فيه على أسئلة أثارها المصريون طوال الشهور الماضية، تتعلق بأزمات وحالات جدل تشغل الرأي العام في مصر، وفيما يلي أبرز تلك الأسئلة والإجابات التي رصدتها بوابة "العين".
كان اعتراف مصر بأحقية جزيرتي "تيران" و"صنافير"، في مقدمة الملفات، التي توقع المراقبون وعدد من رؤساء الصحف أن يتطرق لها السيسي، الذي آثر أن يبدأ بها حديثه، قائلًا: لا نبيع أرضنا لأحد.. ولا نأخذ أرض أحد.
التأكيد الذي حمل توضيحًا للمصريين بشأن اتفاقية ترسيم الحدود، والذي تضمنت الجزيرتين، كرره الرئيس المصري من قبل أن يطرحه أي من الحضور، قائلًا: "سأجيبكم عما تريدون السؤال عنه.. لم نفرط في حق لنا وأعطينا الناس (يقصد السعودية) حقهم.. مصر لم تفرط أبدًا في ذرة رمل من حقوقها".
وفي شرح تجاوز الـ 45 دقيقة، قال السيسي "لم نخرج عن القرار الجمهوري في تعيين الحدود والذي صدر عام 1990، بناء على مطالبات السعودية بشأن أهمية استعادة الجزيرتين، وتم إخطار الأمم المتحدة وقتها. وكل البيانات وكل الوثائق تؤكد تبعية الجزيرتين للسعودية".
وردًا على سؤال تداوله عدد من الإعلاميين الفترة الماضية، ووجهوا فيه انتقادات للسيسي بشأن عدم الإعلان مسبقًا عن مسألة الجزيرتين قبل توقيع اتفاقية ترسيم الحدود مع الرياض، أجاب قائلا "لو كنت تكلمت عن الجزر وشرحت للناس ما الذي سيحدث، لتم تناول الموضوع وكانت طريقتنا في التعامل معه ستؤذينا وتضعف موقفنا".
وتابع السيسي رؤيته قائلا "كان هناك مراسلات ومكاتبات تتعلق بهذا الشأن بين البلدين ولم تكن تطرح حتى لا تؤذي الرأي العام في القاهرة والرياض، كما أنه كانت هناك ظروف سياسية أو أمنية مسؤولة في الحفاظ على هذه الجزر من أن تسقط في يد أي معتدٍ، فمعاهدة السلام لها حيثيات وأمور كثيرة مرتبطة بها".
وفي حسم للجدل، قال السيسي إن "البرلمان سيناقش هذه الاتفاقية.. وله أن يمررها أو لا يمررها".
اللقاء الذي لم تعلن الرئاسة عن أنه سيذاع مباشرة على الهواء، أجاب فيه السيسي عن ملف مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، حيث رأى أن الأزمة هي من صنع المصريين، مفسًرا ذلك بقوله: "بمجرد الإعلان عن مقتل هذا الشاب كان هناك من بيننا من يقول إنها الأجهزة الأمنية.. نحن من صنعنا ذلك بأنفسنا (في إشارة للأزمة)".
وكان السيسي يرد بذلك على اتهامات تم تداولها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تتهم الشرطة بالمسؤولية عن مقتل ريجيني بعد تعذيبه، وهو ما نفته وزارة الداخلية مرارا.
وأوضح السيسي أن "وزارة الداخلية ليست من تدير الملف، بل جميعنا، ونحن نتناول قضية ريجيني بمنتهى الشفافية ونرحب بمشاركة أطراف أخرى في التحقيقات".
وقال "هناك من استغل القضية لخدمة أهداف جماعات الشر. ولا يمكن أن تكون شبكات التواصل الاجتماعي مصادر الأخبار، احذروا منها.. هي مؤشر فقط".
ولم يغفل السيسي خلال حديثه، الإشارة إلى المربع الذي تقف فيه مصر في علاقتها مع روما، موضحًا: لدينا علاقات طبية مع إيطاليا، ولا ننسى أنها من أولى الدول التي دعمتنا عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
الملف الثالث، والذي يهم المصريين بصورة حياتية، ويتعلق بأسعار السلع الأساسية، وعد السيسي بألا يكون هناك تصعيد في أسعار السلع الأساسية مهما حصل للدولار، لافتًا إلى أن الجيش والحكومة مسؤولان عن ذلك.
ورسم السيسي خلال اللقاء الثوابت التي تعتمد عليها الدولة المصرية في ملف العلاقات الخارجية، فأوجزها في أربع نقاط قائلا "نحافظ على القيم والمبادي التي ليس فيها انتهازية.. ونحافظ على اعتدال وتوازن القرار المصري.. ولا نفرط في حقوقنا أو في ذرة منها، ولكن أيضا عدم المساس بحقوق الآخرين... ونصبر على إيذاء الآخرين لنا ونعطيهم الفرصة لمراجعة مواقفهم".
أما ملف حقوق الإنسان، والذي يثير انتقادات بين حين وآخر، علق عليه السيسي: نحاول التوازن بين الإجراءات الأمنية وحقوق الإنسان.. وخلال الشهور الماضية قمنا بالإفراج عن 4 دفعات ومستعدين أن نفعل ذلك مرة تانية وثالثة ونراجع المواقف والقوائم والسجون ونطلق سراح كل من هو بريء.
ورغم الحديث الذي اتسم بالآنية في متابعة الأزمات التي تشهدها البلاد، لكنه لم ينس تساؤلا لطالما طرح منذ 3 يوليو/تموز 2013، والذي يتعلق بإمكانية إعادة دمج جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية، ليجيب عنه السيسي بشكل حاسم: ما تم تقديمه لهم في بيان 3 يوليو/تموز 2013، أتصور لا يستطيعون الحصول عليه بعد ذلك، كان سيكون هناك دورة جديدة للعملية السياسية لنا جميعًا.. وهو ما لن يتم تقديمه مجددًا.. وفي عصر يوم 3 يوليو/تموز 2013 لم يقبلوا، وكان التحرك من جانبنا".
ولم يغفل السيسي أن يوجه رسالته للشباب وللمصريين، بعد انتهاء حديثه، فكانت الأولى مطالبته للشباب بخوض انتخابات المحليات لمواجهة المشاكل والسلبيات، في رد واضح على من يتحدثون عن فساد المحليات، أما رسالته الثانية فكانت للمصريين، لتحمل معها إجابة عن أسئلة قد تُثار مستقبًلا، بقوله: "لم اخذلكم ولن أتخلى عنكم.. ولم أشك لحظة في إخلاصكم.. عاملوني بالمثل وعاملوا الدولة بالمثل".
aXA6IDMuMjMxLjIxOS4xNzgg
جزيرة ام اند امز