السقوط أمام إشبيلية.. نقطة تحوّل في مسيرة برشلونة
لا تقاس الأمور دائمًا في عالم الكرة بظاهرها، فأحيانًا قد تكون خسارة الفريق سببًا في تغير نتائجه بشكل كامل نحو الأفضل.
لم يتخيل أحد من أنصار برشلونة أن خسارة فريقه المحبب أمام إشبيلية في الدوري الإسباني مطلع أكتوبر كانت بمثابة قبلة للحياة، أعادت الروح والهيبة للنادي الكتالوني، بخلاف ما اعتقده البعض حينها بأن مستوى الفريق بات على شفير الانحدار، وأن خسارته بهدفين لواحد أمام الفريق الأندلسي، كانت بمثابة رصاصة في قلب معزوفته الكروية.
ولكن ما حدث على أرض الواقع كان معاكسًا تمامًا لما تخيله كثيرون، خاصة أنصار الغريم التقليدي ريال مدريد، الذين بدأ كثير منهم بالاحتفال لسقوط "العدو الأزلي"، فظهر برشلونة بصورة بهية منذ تلك الخسارة، التي مني بها على ملعب "رامون سانشيز بيزخوان"، وأعاد لاعبوه التأكيد أنهم عازمون على تكرار سيناريو الموسم الماضي الحافل بالألقاب.
انطلق برشلونة وصال وجال بعد هذه الخسارة، سواء على صعيد الدوري الإسباني الذي يدافع عن درعه، أو في دوري أبطال أوروبا الذي يحمل لقبه، فحقق بعدها فوزًا كبيرًا في الدوري على رايو فاليكانو، بخمسة أهداف لاثنين على ملعب "كامب نو".
اتجه بعدها ليخوض مباراة في الأراضي البيلاروسية الباردة، والتي عانى كثيرًا من ملاعبها التي يجتاحها الصقيع، ولكنه حقق انتصارًا بكل ثقة على باتي بوريسوف بهدفين نظيفين، ليعود بكل ثقة إلى البطولة المحلية، ويحصد النقاط الكاملة من مباراته مع إيبار، بعد فوزه بثلاثة أهداف لواحد.
وعاد مجددًا للفوز في الدوري الإسباني على حساب خيتافي بهدفين نظيفين، ليتجه مرة أخرى لأجواء البطولة الأوروبية، وينجح بمواصلة تقديم أدائه القوي، ويحقق انتصارًا بثلاثية نظيفة على الفريق البيلاروسي من جديد.
وبات واضحًا من نتائج الفريق الكتالوني أن أداءه الدفاعي في تحسن كبير وملحوظ، حيث حافظ على نظافة شباكه في مباراته أمام فياريال، والتي حقق فيها أيضًا انتصارًا ثلاثيًا آخر.
وفرة الأهداف التي أحرزها برشلونة، مع ندرة تلك التي ولجت مرماه في اللقاءات السابقة، جعلت أنصار وعشاق الفريق يمتلكون ثقة كبيرة في مواجهة الغريم ريال مدريد، وحتى إن كانت على ملعب "سنتياغو برنابيو".
الانتصار في مباراة "الكلاسيكو" الإسباني، والذي يحظى بمتابعة وأهمية كبيرة بين مشجعي الفريقين، وفي العالم أجمع كان بالطبع الأهم، لما يحمل من صخب ومتابعة حثيثة من كافة وسائل الإعلام العالمية والمحلية على حد سواء، إضافة للعداء والكراهية التاريخية بين الناديين.
وكانت الأرقام والمؤشرات السابقة خير دليل على أن النادي الكتالوني ستكون له الكلمة العليا في اللقاء، فحقق برشلونة فوزًا كاسحًا على مضيفه "الملكي" بأربعة أهداف نظيفة، وكان كل منها يحكي قصة وحكاية إبداع، وحافظ على نظافة شباكه للمباراة الرابعة على التوالي على صعيد الدوري المحلي وبطولة أبطال أوروبا، ليعلن تربعه على عرش صدارة "الليغا" وبفارق ست نقاط عن الملكي الذي انحدر للمركز الثالث، وأربعة نقاط عن أتلتيكو مدريد الذي ارتقى للوصافة.