صورة نشرها رئيس الوزراء الفرنسي، على حسابه على "تويتر"، تفجر بركان غضب لدى أنصار الرئيس بوتفليقة؛ بسبب اعتبارها مسيئة للأخير.
أثارت صورة نشرها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بدا فيها في حالة عياء شديد، غضبًا عارمًا لدى أنصار بوتفليقة الذين اتهموا المسؤول الفرنسي بمحاولة الإساءة إلى شخص الرئيس، بعد فشل زيارته إلى الجزائر في تحقيق ما كان يصبو إليه من صفقات.
وفي بيان مشترك نادر، أدان الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنتدى رؤساء المؤسسات ما اعتبراه "تلاعبًا وتشويهًا مقصودًا ضد مؤسسة الرئاسة بعد نشر الوزير الأول الفرنسي صورة على حسابه على تويتر تظهر الرئيس بوتفليقة في حالة عياء شديد".
وعبرت المنظمتان الأكبر على الإطلاق في جانب النقابات ورؤساء المؤسسات، في بيان مشترك نادر لهما، عن "سخطهما من هذه الاعتداءات اتجاه بلدنا ومؤسساته الجمهورية"، وأوضحتا أنهما "لا يمكن أن يلتزما الصمت بخصوص هذه الهجمات العنيفة ضد السيادة الوطنية".
وأبرز البيان أن "العمال والعاملات ورؤساء المؤسسات العمومية والخاصة لا يمكنهم القبول بدروس من المستعمر القديم أو تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد".
ويأتي هذا الموقف منسجمًا مع ما ذكره الناطق الرسمي باسم جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون، في تصريحاته الصحفية التي ذكر فيها وجود "نية خبيثة" لدى الوزير الأول الفرنسي من وراء نشر الصورة "لأنها مسيئة للرئيس بوتفليقة وتهدف للضغط على الجزائر من أجل مراجعة مواقفها".
من جانبها، ذكرت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، المحسوب على اليسار، بأن الصورة كانت فعلًا "انتقاميًا وجريمة لأنها إساءة لشخص مريض، ومخالفة لكل الأعراف الديبلوماسية".
وحذرت "حنون" التي تتخذ مواقف حذرة كلما تعلق الأمر بالريس بوتفليقة، من "تبرير هذا الاستفزاز الفرنسي" لدى بعض أقطاب المعارضة في الجزائر، وقالت إن الرئيس بوتفليقة "إذا كان مريضًا فهذا أمر ينبغي أن نعالجه كجزائريين بيننا".
واعتبرت "حنون" في تجمع لحزبها اليوم، أن السبب وراء نشر تلك الصورة، فشل فالس "في افتكاك ما كان يريده لإنقاذ شركات بلاده التي تواجه الإفلاس". وتساءلت "ماذا يريدون من وراء ذلك؟ هل يحضرون رئيسًا على مقاسهم على شاكلة جلبي في العراق أو قرضاي في أفغانستان؟".
وكان الوزير الأول الفرنسي قد زار الجزائر، الأسبوع الماضي، للتوقيع على اتفاقيات اقتصادية، لكن منع صحفيين فرنسيين كان مقررًا أن يرافقوه خلف حالة استياء وغضب لدى الإعلام الفرنسي الذي ركز في تغطيته على الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة.