الاحتلال يزعم اكتشاف نفق هجومي كبير يصل للمستوطنات
مصادر أمنية فلسطينية أكدت أن النفق استخدم من قبل المقاومة الفلسطينية في حرب 2014.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، عن اكتشاف نفق هجومي كبير جنوب قطاع غزة، ويصل إلى إحدى المستوطنات المتاخمة للحدود، لكن مصادر أمنية فلسطينية أكدت أن النفق استخدم من قبل المقاومة الفلسطينية في حرب 2014.
وسمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر تفاصيل الكشف عن نفق قبل أيام تابع للجناح العسكري لحركة حماس (كتائب الشهيد عز الدين القسام)، وهو نفق هجومي تم حفره بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وأشارت إلى أنه تم العثور على النفق من خلال الوسائل التكنولوجية المتطورة التي بحوزة الجيش.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، أنه تم الكشف عن النفق الطويل عبر وسائل تكنولوجية جديدة يصل مداها لـ150 متر داخل حدود إسرائيل، وتم الكشف عنها بين منطقة حوليت وكرم أبو سالم في المنطقة التي أسر فيها الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط في يونيو /حزيران 2006.
ووفقًا لضابط في جيش الاحتلال لا زالت قوات الجيش تبحث عن أنفاق في منطقة كيسوفيم، وقد حضر عملية الكشف عن النفق قائد هيئة الأركان العسكرية وقائد المنطقة الجنوبية وجميع قادة الجيش.
وذكر الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن "قوة إسرائيلية اكتشفت قبل أيام وفي جهد ميداني واستخباري نفق هجومي اخترق الأراضي الإسرائيلية جنوب قطاع غزة، حيث تم السيطرة على النفق، وتأمين المستوطنات المحاذية لقطاع غزة".
وذكر أدرعي على صفحته بموقع "فيس بوك"، أن حركة حماس هي من تقف خلف هذا النفق، الذي تم حفره لتنفيذ عمليات أهداف إسرائيلية. وأشار إلى أن الجيش سيواصل عمله في هذا الجانب لـ "إحباط أي عمليات تخطط المقاومة الفلسطينية لتنفيذه".
من جهتها أوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن النفق يمتد نحو 30 مترًا داخل الحدود الإسرائيلية، وأن قوات الاحتلال قامت بهدمه بعد تفجير أجزاء منه.
إسرائيل أعطت اكتشاف النفق أهمية كبيرة، إذ تفقد النفق عدد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين منذ ساعات صباح اليوم، وتقاطرت وسائل الإعلام الإسرائيلية للمنطقة للبحث في دلالات اكتشاف النفق، وتداعياته على المنطقة.
عدد من كبار المسؤولين السياسيين، ويقف على رأسهم وزراء اليمين المتطرف اعتبروا اكتشاف النفق، مبررًا لحرب جديدة على قطاع غزة لردع المقاومة الفلسطينية.
فقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشية يعلون بأنه كان على اطلاع على سر كشف النفق جنوبي قطاع غزة قائلًا: " الكشف عن النفق التابع لحماس هو إنجاز كبير لقوات الجيش، وقد جاء نتيجة للجهود الجبارة التي بذلتها إسرائيل خلال السنوات الماضية (..) فنحن نكرس جهودًا كبيرة وتكنولوجية واستخباراتية وعسكرية للكشف عن أنفاق قطاع غزة.
وتابع يعلون في تصريحات نقلها موقع صحيفة معاريف الإلكتروني، سنواصل جهودنا للكشف عن الأنفاق في مغلف غزة فوجهتنا ليست للتصعيد، ولكن إن حاولت حماس التحدي وتشويش حياة سكان (مستوطني) غلاف غزة سنوجه لها ضربة قوية جدًّا، داعيًا سكان الكيبوتسات الاستيطانية العيش حياة طبيعية .
وقال وزير التعليم الإسرائيلي ورئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت، إن حفر النفق والكشف عنه داخل الأراضي المحتلة يعتبر خرقًا للسيادة الإسرائيلية (..) وهذا مبرر لنا للقيام بعملية عسكرية، على حد زعمه.
وتابع بينت في تصريح نشره موقع (واللاه) الإخباري الإسرائيلي، منذ الحرب الأخيرة في 2014 لم يتم ردع حماس لتواصل تعاظم قوتها مجددًا، فكما حذرت فإن حماس تهدف لمفاجئتنا بعملية تسلل كبيرة لداخل إسرائيل من أجل خطف وقتل إسرائيليين؛ لذا من واجب إسرائيل منح الأمن الإسرائيليين في الجنوب ومنع نوايا حماس بأي ثمن كان.
في المقابل، أكد مصدر أمني فلسطيني كبير، أن النفق الذي أعلن عن العثور عليه اليوم، هو نفق قديم وتم استخدامه خلال العدوان الأخير على القطاع.
وأشار المصدر الأمني في تصريح بثه عبر موقع "المجد الأمني" القريب من الأمن في غزة، إلى أن "الاحتلال يحاول تسجيل إنجاز بالكشف عن نفق قديم لاستمرار الدعم الأمريكي لمشروع مكافحة الأنفاق بعد فشله مؤخرًا".
وبرأي الخبير في الشؤون الإسرائيلي علاء ريماوي، فإن النفق على حدود غزة، يعبر عن حجم عمل مقاوم متقدم، لمسه المستوطنون بأنفسهم طوال أشهر مضت، لكنه أشار إلى أن الإعلان عن اكتشاف النفق اليوم "لا يعني بالضرورة أنه نفق حديث".
وأضاف الريماوي لبوابة "العين"، هناك عدة أنفاق للمقاومة استخدمت خلال حرب 2014، وبقيت على حالها دون تطوير من جانب المقاومة، ودون متابعة من أجهزة الأمن الإسرائيلي، في إطار صراع استخباراتي بين الطرفين حول تلك الأنفاق.
واستبعد الخبير الفلسطيني أن يكون النفق حديث النشأة، أو قيد العمل والتطوير، لافتاً إلى أن الإعلان اليوم جاء لطمأنة الإسرائيليين بعدما بلغ الخوف مبلغه في أوساط المستوطنين القاطنين في المستوطنات المتاخمة لحدود غزة.