الطلاق قبل "ليلة الدخلة".. أرقام تؤرق الأردنيين
بينت إحصائيات حديثة، وجود نسبة كبيرة من حالات الطلاق التي تتم قبل ليلة الدخلة، بشكل بات يدق ناقوس الخطر في الأردن.. كم بلغت؟ وما الحل؟
يصل الشاب والفتاة إلى عمر الزواج، دون أن يطلعا على بناء هذه المؤسسة بشكل مختلف، ولا يدركان أن الزواج علاقة تتصف بالديمومة وينتج عنها أجيال ستؤثر دون شك في بناء الأمم، وما يحدث في الحقيقة يختلف جذريًا عن الغاية والقيمة من هذه العلاقة.
تقول دعاء أبو سكتة، البالغة من العمر 21 عامًا: "تزوجت منذ 6 أشهر، وقبل الزواج أقنعني خطيبي بأهمية الالتحاق بدورة تثقيفية تبين أهمية الزواج وأمور أخرى مهمة، وبالفعل التحقنا سويًا في الدورة ذاتها واستفدنا كثيرًا لما تناوله المختصون بالأسرة وأيضًا مختصون من مجالات متعددة".
تضيف "أعترف أنني وصلت لعمر الزواج، وعائلتي لم تثقفني بأهمية الخطوة التي سأقبل عليها وأيضًا خطورتها، فهي محطة مفصلية بحياتي ولا يجوز الإقبال عليها دون تحضيرات مادية ونفسية، ورغم أن لي خمس أخوات ومعظمهن متزوجات، إلا أنني لم أجد أيا منهن تنصحني كيف أتصرف عند الانضمام لعائلة أخرى مختلفة عن عائلتي تمامًا بالعادات والتقاليد، وكيف أنظم علاقتي بزوجي والكثير من التساؤلات التي كانت تشغلني في فترة الخطبة".
ويقول خليل محمد، وهو زوج دعاء ويبلغ من العمر 25 عامًا: "التحقت أنا ودعاء بالدورة التي تتناول الزواج والأسرة الناجحة، واستمعنا إلى أمور في غاية الأهمية، فبعد الزواج تختلف العلاقة بشكل جذري بين الرجل والمرأة، فالرجل يصبح لديه التزامات ومسؤولية اتجاه منزله وزوجته، وسيجد الأمر صعبًا في البداية، وكذلك المرأة. وفي كل بداية زواج يواجهون مشاكل ولا بد من إيجاد آلية لحلها وعدم التعثر بها".
يضيف "من أهم المواضيع التي تم تناولها خلال الدورة، واستفدنا منها كيفية حل المشكلات الأسرية، والتعامل مع المصاعب التي تواجه كل زوجين بداية حياتهما، أيضًا يتم تثقيف الرجل بطبيعة المرأة المختلفة عنه والظروف الصحية التي تمر بها وتأثير ذلك على علاقتهما، بالإضافة حقوق الزوج والزوجة، والجماع بين الزوجين وأهمية الخصوصية في العلاقة الزوجية وعدم تدخل الأهل بها".
الخطبة مرحلة مصيرية
مدير جمعية العفاف الخيرية، مفيد سرحان يقول: " تبين الإحصائيات أن أعلى نسب الطلاق تقع في الفترة الأولى من الخطبة أي ما قبل الدخول، وتزيد هذه النسب على 40% من مجموع حالات الطلاق التي وقعت في عام 2014، وبلغ عددها ما يزيد على 8 آلاف حالة بحسب دائرة قاضي القضاة، وأشارت الدراسات التي أعدتها الجمعية مؤخرًا أن من أهم أسباب الطلاق قبل ليلة الدخلة، وفي السنوات الثلاث الأولى من الزواج هو سوء الاختيار لدى الجنسين، ما يؤكد أهمية توعية وتثقيف المقبلين على الزواج من خلال برنامج "إعداد وتأهيل المقبلين على الزواج" الذي يتضمن عقد دورات تتضمن الجوانب الاجتماعية والشرعية والقانونية والصحية لمشروع الزواج".
يضيف سرحان "التحق في هذا البرنامج المئات من الشباب والشابات، بما يشير إلى أن المجتمع بدأ يعرف بأهمية التوعية في فترة الخطبة، وأنها مرحلة مصيرية يجب دراستها ومن خلالها يتم تحديد مستقبل العلاقة بين الخطيبين. وأيضًا يتم توعية المقبلين من خلال توعيتهم بالأمور القانونية المتعلقة بعقد الزواج.
وأيضًا كيفية التعاطي مع المشكلات الزوجية وحلها، والعلاقة مع الجنس الآخر وغيرها من الموضوعات التي تسهم في توعية المقبلين على الزواج، ومساعدتهم في بناء الأسرة واستمراريتها لتحقق الأهداف المرجوة منها.
الطلاق وآثاره
الأخصائية الاجتماعية، رانية الحاج علي، تبين أن هناك عدة أسباب للطلاق، ومن أهمها عدم توعية الأهل للشباب المقلبين على الزواج بأهمية هذه المرحلة واختلافها عن الخطبة لما فيها من مسؤوليات تلاحق الزوج والزوجة، وهذا ينعكس بدوره على سلوكهم داخل الأسرة. وتقول: "السنوات الثلاث الأولى في الزواج من أهم السنوات التي تعمل على تأسيس بناء أسري بشكله الصحيح أو المضطرب، وينتج عن هذا البناء الأستمرارية أو عدمها، لهذا يجب أن يكونوا ملمين بطبيعة المشاكلات ستواجههم وخاصة إن كان هناك فارق عمري بين الزوجين، أو كان الاثنان صغيرين بالعمر وليس لديهما خبرة كافية بالواقع وصعوباته".
وتضيف "تدمير أسرة يعني على المدى البعيد تدمير مجتمع بأكمله، فالطلاق الذي يحدث لا يترك آثاره السلبية فقط على الطرفين، بل على الأسرتين، وإن كان لديهم طفل أو طفلة سيكون الضحية مهما بلغ حجم الإهتمام به، فلا يوجد طرف في هذا العالم يستطيع تعويض الطفل عن أبيه وأمه والجو الأسري الذي كان من المفترض أن ينشأ به".
أسباب الطلاق
بحسب دراسة أعدتها دائرة الإفتاء العام رصدت فيها الأسباب التي أدت إلى الطلاق خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من عام 2014 شملت (2315) حالة طلاق؛ اذ جاء في المرتبة الأولى 365 حالة طلاق بسبب تهديد الزوج لزوجته. وجاء في المرتبة الثانية عدم التسامح وإظهار اللطف والمودة بين الزوجين 335 حالة. واحتل تدخل الأهل المرتبة الثالثة بواقع 315 حالة. والمرتبة الرابعة عدم الالتزام الديني 258 حالة، وفي المرتبة الخامسة جاء عدم استماع كل من الزوجين للأخر 235 حالة، بما يشير إلى مدى الجفوة والقطيعة التي تعيشها بعض الأسر، فنجد زوجًا يستمع لكل الناس إلا لزوجته، وهي تستمع لكل الناس إلا لزوجها. في المرتبة السادسة جاء عدم تحمل المسؤولية تجاه البيت والأولاد 167 حالة. وجاءت الإمكانيات المادية لتحتل المرتبة السابعة بواقع 154 حالة طلاق.
أما في المرتبة الثامنة فجاءت الغيرة وعدم الثقة بين الزوجين 106 حالات.
وبحسب الدراسة، فإن 175 حالة فضل الزوج عدم كتابة السبب الحقيقي للطلاق، وقد تنوعت أسباب الطلاق لكن من الأسباب اللافتة وجود 57 حالة بسبب الخيانة الزوجية، و15 حالة بسبب وسائل الاتصال الحديثة؛ "كالموبايل والإنترنت والتليفزيون".
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA== جزيرة ام اند امز