أعاد المعرض التراثي "إرث الماضي والحاضر" بمقتنياته الفلسطينيين إلى زمان الآباء والأجداد الأول.
أعاد المعرض التراثي "إرث الماضي والحاضر" بمقتنياته الفلسطينيين إلى زمان الآباء والأجداد الأول، حيث انتشرت بين جنبات المعرض مكونات الهوية والتراث الفلسطيني، بدءًا من الملبس والمأكل وطريقة العيش وليس انتهاءً بالعادات والتقاليد التي أجادتها فرق فنية شابة.
ويجسد المعرض الذي أحيته الهيئة الفلسطينية للثقافة والفنون والتراث في إطار فعالياتها التي دشنتها مساء أمس الاثنين في مدينة غزة لإحياء يوم التراث العالمي، حياة الفلسطينيين القديمة، وتطور تلك الحياة جيلاً بعد جيل.
ينتصب بيت الشعر بكل أدواته القديمة على مدخل المعرض القائم فوق أرض السرايا وسط غزة، فيهيأ لك أنك تعيش حياة الأجداد قبل نحو قرن من الزمان، فهنا ملابس الرجال الكبار والنساء، وهناك ملابس الفتية والبنات، هنا كوب شاي، وفنجان قهوة.
لم ينس أحمد جوهر الذي ورث الاهتمام ببيوت الشعر من والده وأجداده، أن يجلب ملابس الجمال وما يلزم لرحلة سفر الفلسطينيين من أدوات تعينهم على وعورة الطرق الطويلة.
يبرز اعتزاز أحمد (44 عاما) الكبير بميراثه الذي ورثه عن الآباء والأجداد، ويقول "هذا الميراث التراثي قيمة تاريخية غالية " ويضيف إنها تؤكد هويتنا العربية الأصيلة المرتبطة بعشائر البدو المتصلة في عدة دولة مجاورة.
مقابل بيت الشعر، لم ينس اللاجئون الفلسطينيون أن يستعيدوا عذابات وآلام اللجوء من بيوتهم التي شردوا منعا قسراً عام 1948، فكانت حاضرة رحلة الهجرة الطويلة، ومحطاتها الثقيلة على مليون فلسطيني تركوا الديار فراراً من الموت الذي فرضته العصابات الصهيونية يومذاك.
تستقبلك ثلاث خيام عند المدخل الغربي للمعرض تأخذك إلى تفاصيل حياة اللجوء من القرى والبلدات الفلسطينية إلى غزة والضفة وسوريا ولبنان والأردن؛ فتفتح آلام المسن محمد انشاصي (77 عاما) الذي حملته المجازر الدموية الصهيونية بحق أهله إلى ترك الأرض والديار والتوجه مع جمع غفير من أهالي مدينة يافا إلى غزة.
"الخيمة تمثل شاهد حية ودليل على حجم الجرائم الدموية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين" يشدد انشاصي، ويضيف " في هذا العرض الكبير تاريخ ننقله لأبنائنا كي لا ينسوا أن لنا أرضا مغتصبة".
ويتضمن المعرض زوايا الملابس الفلسطينية المطرزة، وحقائب اليد النسائية القديمة، ومجسمات قبة الصخرة، ومفاتيح العودة، وأنواع شتى من المأكولات القديمة، ومقتنيات الطهي، فضلاً عن كتب السير والتاريخ التي تروي تاريخ الشعب الفلسطيني.
فعاليات إحياء يوم التراث العالمي دشنت في الثامن عشر من ابريل لتختتم في الخامس عشر من مايو المقبل بفعالية كبيرة أمام مقر اليونسكو بغزة، يؤكد من خلالها الفلسطينيون على حقهم بتراثهم الوطني.
المشرف على فعاليات إحياء يوم التراث العالمي د. جمال سالم، أكد أن الفعاليات التراثية جاءت في يوم التراث العالمي بهدف الدعوة لحماية التراث الإسلامي والفلسطيني، وتعزيز الوعي بالقضية الوطنية.
وشدد سالم في كلمة خلال افتتاح مراسم فعاليات يوم التراث العالمي، على ضرورة التمسك بالتراث، وبذل الجهود لإحياء مثل هذه المناسبات الوطنية والشعبية، لتأكيد أصالة الشعب الفلسطيني وعراقته.
وبحسب المتحدث باسم فعاليات إحياء يوم التراث ياسر الأغا، فإن الهدف من المعرض إظهار مدى تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه رغم ما أصابه وأصابها من ظلم.
ويقول الأغا لبوابة "العين"، إن المعرض التراثي كان باكورة فعاليات إحياء يوم التراث، وذلك ليعبر عن تاريخ القضية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي سرقتها بالتزييف والتزوير.
ولفت إلى أن الفعاليات التراثية تستهدف الجيل الفلسطيني الناشئ لترسيخ مفهوم العودة للأرض والديار في وعيهم من خلال عرض ملامح حياة الآباء والأجداد.