غضب بالشارع اليمني بعد هروب المتمردين من مائدة التفاوض
كل الدلائل تشير إلى أن الانقلابيين وصالح غير جادين للدخول بأي مفاوضات وأن رؤية الانقلابيين للمفاوضات ليس أكثر من التخلص من العقوبات
تسود حالة من الغضب والإحباط الشارع اليمني بعد فشل انعقاد مفاوضات الكويت، بين الحكومة والمتمردين، والتي كان ينتظر أن تضع حدًّا للحرب، برعاية الأمم المتحدة.
وجاء الإحباط بعد هروب وفد الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح من المفاوضات بعدم الحضور إلى الكويت، وإعلان موقف جديد مخالف لما تم الإتفاق عليه مسبقًا مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ .
وفي أول تعليق للناطق الرسمي ورئيس وفد الانقلابين محمد عبدالسلام قال: "لدينا تحفظات على إحاطة ولد الشيخ أمام مجلس الأمن .. ولن نذهب إلى الكويت للتسليم والاستسلام، ولن نوافق على تمكين الطرف الآخر من الوصول إلى السلطة ليحكمنا خلال الفترة الانتقالية".
تصريحات عبدالسلام تعني دخول الانقلابيين في تصعيد مع الأمم المتحدة والمجتمع الإقليمي والدولي نتيجة استمرار عمليات المرواغة السياسية والتهرب من التزاماتهم تجاه مخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن والتفاهمات التي تمت مع الأمم المتحدة من أجل التحضير لمفاوضات الكويت.
لكن مراقبين اعتبروا ما حدث من عدم مشاركة يرجع إلى تصلب المخلوع علي صالح؛ لأنه يعتبر مشاركة الحوثيين بمثابة عزل سياسي له من المشهد ولجناحه السياسي بحزب الموتمر الشعبي العام .
وبعد إشارات فشل مفاوضات الكويت عادت الأصابع للزناد من جديد في العديد من جبهات القتال بعد أن كانت لجان إطلاق النار قد باشرت عملها ووقعت اتفاقات للهدنة بين أطراف النزاع في تعز والجوف وحجة وغيرها من المدن .
ورغم عملية وقف إطلاق النار الهش، الذي تعرض لأكثر من خرق خلال فترة الاتفاق، إلا أن الأمل كان مازال مأمول لدى غالبية اليمنيين بأن تكون مفاوضات الكويت بداية لدخول البلاد إلى طريق السلام.
ومع فشل المفاوضات تقول المؤشرات الميدانية، إن معارك طاحنة يتم الإعداد لها وهو ماقد يعمل على خلط الأوراق ويجعل أي حديث عن بدء مفاوضات يحتاج لجولة ترتيب جديدة تعيد الأمور إلى نقطة الصفر .
كل الدلائل تشير إلى أن الانقلابيين وصالح غير جادين للدخول بأي مفاوضات وأن رؤية الانقلابيين للمفاوضات ليس أكثر من التخلص من العقوبات الأممية وإلغاء جميع الاتفاقات السابقة والبدء بلعبة جديدة تعطيهم الوقت الكافي للتموضع والبدء بجولة حرب ضد معارضيهم.
ويبدو الآن بوضوح أن الانقلابيين، الذين أبدو استعدادهم للذهاب للكويت في وقت مبكّر، استغلوا فترة وقف إطلاق النار للقيام بحملات اعتقالات ومداهمات ضد معارضيهم كما مارست التنكيل بخصومهم السياسيين ولم تتوقف عمليات الاختطاف والسجن والتعذيب ضد مئات اليمنيين الذين يساقون كل يوم إلى السجون .
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjEwOSA= جزيرة ام اند امز