«دبي وتراثنا الحي».. كرنفالية كبرى للاحتفاء بموروث الأجداد
تقدم هيئة دبي للثقافة والفنون خلال المهرجان نشاطات ثقافية وفنية عدة انطلقت في الـ 17 من الشهر الجاري وتستمر على مدار أسبوع كامل
لعشاق الموروث الشعبي والفلكلوري، احتفاءً بيوم التراث العالمي الموافق 18 من أبريل من كل عام، تفتح قرية التراث في منطقة الشندغة التاريخية أبوابها، حيث يقام مهرجان «دبي.. وتراثنا الحي».
هذا العام تقدم هيئة دبي للثقافة والفنون الجهة المنظمة للحدث نشاطات ثقافية وفنية عدة انطلقت في الـ 17 من الشهر الجاري وتستمر على مدار أسبوع كامل حتى الـ 23 من الشهر نفسه.
يستقطب المهرجان هذا العام ما يزيد على 50 مهنة عرفها الإماراتي قديمًا، حيث تنوعت البيئات المحلية بين بحرية وبدوية وحضرية وجبلية وهو ما أثرى نشاطات وحرف حياة قاطني تلك الأرض.
هذا التنوع انعكس في جنبات المهرجان المختلفة، فبالإضافة إلى بعض العروض الفلكلورية الحية والمسابقات الترفيهية المستوحاة من التراث، كان هناك بعض المحاضرات والجلسات المعنية بمضامين التراث.
صالح الحمادي، مدير إدارة قرية التراث التابعة "لدبي للثقافة"، قال لـ «العين»: "نحن هنا من أجل إحياء موروثنا الشعبي الأصيل، ونقله للأجيال الجديدة، لقد كانت حياة الأجداد غنية بالأنشطة الحياتية مما شكل مهنا وحرفًا تنوعت بتنوع البيئة، وهنا نحاول إحياء هذه الأنشطة وتعريف الصغار بها، بالإضافة إلى تعريف الآخر بتراثنا القديم والذي يشكل خصوصية تتمثل في أصالة هذا البلد، فعلى سبيل المثل سعينا لتعليم اللغة المحلية من خلال مشاركة معهد الرمسة المعني بتقديم جلسات يومية لتعلم اللهجة الإماراتية الأصيلة".
في السياق، وإيمانًا من هيئة "دبي للثقافة" بأن هذا المحفل التراثي يتمحور حول بناء جسور بين الأمس والغد، من خلال تشييد روابط مستمرة توصل الحاضر بالمستقبل، إيمانًا بأن لا غد أجمل بدون ماض أصيل متأصل في ذاكرة الأجيال، حضر "السوق الشعبي" للتعريف بعدد كبير من الحرف من خلال تقديم عروض حية للزوار مكنتهم من التعرف إلى تفاصيل دقيقة عن الحياة في الماضي، فحضرت حرف كصباغة الملابس وصياغة الحلي والخياطة، وغيرها من صناعة الكحل والنعال التقليدي وطرق "الوسم" المتمثلة في الكي بالنار، بالإضافة لبعض الورش الحية المقدمة للجمهور عن كيفية صنع العرائس التقليدية للبنات والألواح الجبسية المستخدمة في العمارة.
أيضًا، انعكست حياة الأجداد بشكل جلي في أنشطة المهرجان من خلال تمثيل البيئات المختلفة للإمارات، فحضرت مهن البحر كصناعة الألياخ والدوباية والشاشة والأحبال وفلق المحار، في حين تجسدت البيئة الصحراوية في يوميات من حياة المرأة البدوية من خلال تمثيل لصناعات ومنتجات مختلفة كاستخراج السمن وعمل الجامي واليقط والغزل، أما البيئة الجبلية الزراعية فقد تمثلت ببعض الأنشطة كطحن الحبوب، وصناعة الفخاريات والخزفيات والدبس.
وجاء المسرح كذلك ليعبر عن بعد مختلف من حياة الأجداد، من خلال تقديم بعض الرقصات الشعبية المعروفة والأهازيج التي كانت تردد في رحلات البر والبحر؛ فقدمت الخشبة عروض "اليولة" و"العيالة" و"السامري"، جنبًا إلى جنب مع فقرات الشعر والغناء، لتتحول رحلة الزائر إلى قرية التراث بالمنطقة التاريخية إلى "كبسولة زمنية" ينتقل من خلالها المشاهد إلى حقبة مضت حيث كان الموروث أسلوب حياة.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg
جزيرة ام اند امز