رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال: "سيتعيَّن على دولة إسرائيل في نهاية المطاف أن تحمي نفسها بجدار عازل ضد هؤلاء الأوباش".
هناك حالة عامة من العداء في تعامل المجتمع الإسرائيلي مع الفلسطينيين تنعكس في صورة زيادة معدلات الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، وأيضا زيادة معدلات تأييد هذه الجرائم، ما يمكن وصفه بمنطق الجريمة والإفلات من العقاب في إسرائيل.
إن هذه النظرة تجاه الفلسطينيين ليست وليدة اللحظة، وإنما يعود تاريخها إلى بدايات ظهور الدولة العبرية.
كما أنه ليس الحادث الأول من نوعه الذي يقتل فيه جنود إسرائيليون فلسطينيين، إذ أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون قيام الجندي الإسرائيلي بقتل عبدالفتاح يسري الشريف (21 عاماً)، وهو جريح بدعوى أنه إرهابي لا يستحق الحياة! كما عبَّر 94% من المتطرفين اليهود عن تأييدهم لمرسوم أصدره كبير حاخامات إسرائيل، يتزاك يوسف، حض فيه على قتل الفلسطينيين، كما أيده 52% من العلمانيين في إسرائيل.
بل إن الأمر وصل إلى تأييد المجتمع الإسرائيلي عمليات الإعدام أيضاً، وهذا الأمر يبرز ثقافة الإفلات من العقاب التي سادت في إسرائيل، لا سيما في أوساط الجيش الإسرائيلي. وترتبط هذه الثقافة بالانتماء السياسي والمعتقد الديني للإسرائيليين.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال: "سيتعيَّن على دولة إسرائيل في نهاية المطاف أن تحمي نفسها بجدار عازل ضد هؤلاء الأوباش". فكيف يكون الفلسطينيون هم الأوباش، وقد لقي حوالي 2251 فلسطينيا حتفهم -بينهم 1462 مدنياً من بينهم 551 طفلاً وفق تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة- بينما لم يُقتل سوى 6 مدنيين إسرائيليين، و60 جندياً في الحرب الأخيرة على غزة عام 2014؟
لكن الأمر لا علاقة له بعدد من سقطوا قتلى، أو بنوايا الفلسطينيين المزعومة لقتل الإسرائيليين، وإنما بوجهة نظر إسرائيلية شديدة العنصرية والتطرف.
إن الغالبية العظمى من تلك الحوادث مرت دون عقاب، وتقول إحدى مجموعات حقوق الإنسان إن حوالي 94% من التحقيقات التي أجراها جيش الدفاع الإسرائيلي حول تلك الحوادث انتهت دون توجيه اتهام إلى أي طرف. وحتى الحالات التي وجهت فيها اتهامات انتهت إلى توقيع عقوبة مخففة للغاية. مؤكدًا أنه لا أحد بمنأى عن العنصرية الإسرائيلية. فحتى أطقم الإسعاف والأطباء تعرضوا لهجمات وُثق منها على الأقل 56 حادثاً ضد عربات الإسعاف و116 حادثاً ضد أطباء أثناء عملهم.
وتعزى هذه النظرة إلى اعتقاد الإسرائيليين أنهم نخبة تعيش بين الهمج، وهم غير مدركين لحقيقة خطأ أفعالهم، إذ أظهر استطلاع للرأي أُجري مؤخراً أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون فكرة طرد الفلسطينيين العرب، مسلميهم ومسيحييهم، من أرض أجدادهم.
ويبدو أن سياسة الإفلات من العقاب لن تتوقف، إلا بتدخل دولي يحاسب إسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينيين، وإلا تطور الأمر ليصل إلى حد الإبادة الجماعية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة