إيران وداعش.. وجهان للإرهاب على مائدة وزراء دفاع الخليج وأمريكا
"تدخلات إيران في المنطقة وسبل مواجهة تنظيم داعش الإرهابى" كان العنوان الأبرز لاجتماع وزراء الدفاع لدول الخليج مع نظيرهم الأمريكي.
"تدخلات إيران في المنطقة وسبل مواجهة تنظيم داعش الإرهابى" كان العنوان الأبرز للاجتماع الذي ضم وزراء الدفاع بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزيانى في قصر الدرعية بالرياض.
وجاء الاجتماع المهم قبل يوم واحد من القمة التي تجمع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما غدا الخميس بالرياض، ليحمل دلالات واضحة حول التوجه الأمريكي للتعاون الأمني والعسكري مع دول الخليج في ملفات التدخلات الإيرانية في اليمن وسوريا وغيرها من دول المنطقة.
الخطر الإيراني
في تأكيد معلن للتدخل الإيراني بالمنطقة، وعزم أمريكا على المشاركة في مجابهته، أعلن الزياني عن اتفاق لدول التعاون مع الولايات المتحدة على تسيير دوريات مشتركة لمنع أي شحنات أسلحة إيرانية من الوصول إلى اليمن، وذلك فى مؤتمر صحفي مع وزير الدفاع الأمريكي عقب الاجتماع.
مسؤولون أمريكيون أكدوا لوكالة رويترز، كذلك، أن الرئيس الأمريكي ووزير دفاعه يسعيان لطمأنة دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات وعمان، على أن مصالحها لا تزال تتفق مع مصالح واشنطن، وأن الولايات المتحدة ستواصل ضمان أمنها.
وتسعى أمريكا لتحقيق ذلك عبر سبل من بينها مساعدة دول الخليج العربية على زيادة قدراتها الإلكترونية والبحرية وقدرات العمليات الخاصة التي يرى مسؤولو الدفاع الأمريكيون أنها أكثر فعالية في التصدي لإيران مقارنة بإنفاقها السخي المعهود على القوة الجوية.
ويتفق البيت الأبيض ودول الخليج العربية على أن طهران تلعب دورا يؤدي إلى زعزعة الاستقرار.
داعش ومواجهته
اجتماع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر مع نظرائه الخليجيين جاء أيضا محمَّلا بالأمل في الحصول على تعهدات من الحلفاء الخليجيين بالمساعدة في تمويل إعادة إعمار مناطق في العراق دمرتها محاربة داعش.
وتعوّل الولايات المتحدة على دور أكبر للخليج في حل الأزمات المستعصية بالعراق واليمن وسوريا، حيث إرهاب داعش والتنظيمات المسلحة المتطرفة يتنامى، بينما الخليج يقطع خطوات واسعة نحو تثبيت موقعه كقوة فاعلة عسكريا وسياسيا، في ظل النجاحات المتواصلة للتحالف العربى في اليمن، والتدريبات العسكرية المشتركة الكبرى التي احتضنتها السعودية، والمنضوية تحت التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وأبرزها مناورة "رعد الشمال" في منتصف فبراير/شباط الماضى.
وأمام استمرار تنظيم داعش وغيره من الجماعات المسلحة المتطرفة مثل القاعدة كخطر يهدد مستقبل أي تسوية سياسية بسوريا، ويستنزف موارد العراق، ويقتطع مساحات من اليمن، تجلى دور دول التعاون الخليجي كسند أساسي في أي جهد دولي، لا سيما أمريكي، لإحلال السلام والقضاء على الإرهاب بهذه الدول، فضلا عن المساهمة بجهود إعادة بناء ما دمرته الحروب والمعارك على مدار السنوات الـ 5 الماضية.
التزامات متبادلة
ولي ولي العهد السعودى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أكد أن الاجتماع يعقد في ظل تحديات كبيرة تواجه العالم والمنطقة وأهمها الإرهاب والدول غير المستقرة والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، مبينا أن الاجتماع ركز على العمل لمجابهة هذه التحديات من خلال الشراكة التي تجمع دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية، وهي شراكة طويلة وعريقة .
وقال: "اليوم يجب أن نعمل بشكل جدي لمجابهة هذه التحديات، مؤكدا أنه فقط بالعمل سويا سوف نجتاز كل العقبات التي تواجهنا".
وبدوره، عبّر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر عن الرغبة المشتركة لمزيد من التعاون في مكافحة الإرهاب والسعي لاستقرار وأمن المنطقة .
ومن جهته، أكد الأمين العام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أهمية التعاون الدفاعي بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية في ظل الظروف والتحديات الأمنية التي تعيشها المنطقة، بما فيها مخاطر الإرهاب والتدخلات الإيرانية المستمرة لزعزعة أمن واستقرار المنطقة ورعاية التنظيمات الإهاربية وتمويلها.
وأكد الزياني أن دول مجلس التعاون الخليجي ستظل محافظة على التزاماتها ومسؤلياتها الدولية لمواجهة التحديات والأزمات التي تهدد استقرار المنطقة .
وجاء بيان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قبل الاجتماع ليؤكد الالتزام الخليجي الأمريكي المشترك بهذا الصدد، إذ أوضح أن الاجتماع تناول سبل التعاون إزاء الأنشطة الإيرانية المثيرة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وسبل مكافحة الجماعات المتطرفة مثل تنظيم "داعش".
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg
جزيرة ام اند امز