عالمة آثار مصرية تحذر الوزارة من بيع أرض أثرية للاستثمار
مديرة أحد أماكن الحفر الأثرية بمنطقة مارينا العلمين في مصر تحذر من أن بيع الأرض لأي مستثمر سيهدم المشروع الأثري بكامل اكتشافاته القيمة.
صرحت فهيمة النحاس مديرة عام الحفائر والبحث العلمي بمنطقة آثار مارينا العلمين في مصر، بأنه تم توقيف عملها في المنطقة الأثرية رغم الاكتشافات المهمة التي حققتها، وذلك لصالح أحد رجال الأعمال ومشروعه السياحي في منطقة مارينا السياحية في مصر.
وأرسلت النحاس تقريرًا علميًّا إلى المسؤولين في وزارة الآثار المصرية، حصلت بوابة "العين" الإخبارية على نسخة منه، وتفيد فيه بوجود اكتشافات أثرية مهمة في منطقة مارينا، مطالبة باستكمال أعمال الحفر لاكتشاف المزيد من الآثار الموجودة، ومحذرة من خطورة إقامة أي مشاريع سياحية أو أي أعمال حفر غير يدوية تؤدي إلى انهيار المقبرة المكتشفة وضياع الأمل في اكتشاف المقبرة الجديدة المحتمل اكتشافها.
وأشارت النحاس في تقريرها إلى أن الكشف عن هذا الموقع جاء مصادفة أثناء عمل الجرافات تمهيدًا لإنشاء أول قرية سياحية عام 1985، والتي دمرت جزءًا كبيرًا من المدينة الأثرية ومينائها، أما المساحة المتبقية فقد تم الاحتفاظ بها بالقرار رقم 1743 سنة 2000 من الحكومة المصرية.
وعن أعمال الحفر في المنطقة وبدايتها، قال التقرير: "بدأت البعثة المصرية البولندية اكتشاف العناصر الأثرية بالموقع، وأظهرت مقابر منحوتة في الصخر من عدة طرز معمارية، كما عثر على منشآت ضخمة بالقرب من الميناء، وكنيسة ذات 3 أجنحة تتجه من الشرق للغرب والعديد من المنازل وكذلك منطقة الأجورا أو السوق والمحلات التجارية".
وأضاف التقرير أن المرحلة الثانية من أعمال الحفر بالموقع كانت في عام 2014 حيث أظهر العمل مجموعة من العناصر الأثرية عبارة عن مجموعة من العناصر المعمارية، وذلك قبل أن يبدأ العمل مرة أخرى 2015 حيث تم فتح بعض المجسات على بعضها، كما ظهرت عملة معدنية ولوحظ وجود مقبرة إلى الاتجاه الغربي قليلًا يظهر منها نحو 6 درجات لسلم وأيضًا يظهر جزء من سقف مقبى.
وحذرت النحاس من أن استمرار العمل ربما يظهر مقبرة أخرى على نفس الاتجاه؛ حيث إن المقبرة منحوتة في الهضبة الصخرية نفسها، ولكن أي حفر غير يدوي بهذا الجزء من المؤكد أنه سيؤدي إلى انهيار هذه المقبرة، مثلما حدث في الجزء الغربي والذي تسبب في انهيار السقف على باقي أجزاء المقبرة.
ومن جانبه، قال أسامة كرار المنسق العام للجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار المصرية، إنه "بعد فقدان المصريين لأرض العبد بالإسكندرية على أيدي المسؤولين عن الآثار بالإسكندرية، ها نحن نحاول إنقاذ أرض جديدة في مارينا من المسؤولين أنفسهم الذين يجب أن يتم التحقيق معهم في كل هذه المخالفات".