العامري لـ"العين": "الشارقة القارئي للطفل" رؤية بدأت قبل 45 عاما
تحاور "العين" أحمد بن ركاض العامري رئيس "هيئة الشارقة للكتاب"المنظمة لـ"مهرجان الشارقة القارئي للطفل".
في حضرة الكلمة المقروءة تتجلى كل ألوان الفكر والتنوير، فيخرج تارة على شاكلة علوم حسابية وأخرى رياضية، أو قد ينساب أدبا في نصوص فنية إبداعية.. هنا نقف عند نماذج خاصة من الكتابة حيث القارئ برعم أخضر صغير خصص له مهرجان قرائي يحتفي فيه بالمعرفة، "بوابة العين" ومع انطلاق النسخة الثامنة من "مهرجان الشارقة القارئي للطفل" تحاور أحمد بن ركاض العامري "رئيس هيئة الشارقة للكتاب" الجهة المنظمة للحدث للوقوف على مراميه وجديده.
•في البداية لو تطلعنا على جديد الدورة المنعقدة الحالية من مهرجان الشارقة القرائي للطفل..
هذه الدورة ترجمة لرؤية انطلقت قبل 45 عاما حينما تقلد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة زمام أمور الإمارة، ومذ ذلك الوقت وهو يدعو إلى بناء الإنسان والفكر والثقافة، لتأتي توجيهات قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة لتعزيز دور القراءة من خلال إطلاق هذا المهرجان القرائي المتميز.
في الدورة الثامنة المنعقدة حاليا يواكب المهرجان المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بأن يتحول عام 2016 عاما للقراءة، وإيمانا منا أن سنة لن تكفينا للقراءة، فإننا نعول على خلق طفل قارئ من خلال توفير البيئة الملائمة، فنحن نرمي إلى بناء جيلا عارف لمستقبل أفضل.
لقد قمنا بإطلاق عدد كبير من الأنشطة الثقافية والفكرية ربت على 1500 فعالية، تنوعت في تصنيفاتها، لتواكب مختلف أنواع العلوم والآداب والفنون واللغات... وقد سعينا إلى تواجد مجموعة كبيرة من كتاب وأدباء ومفكرين من مختلف أنحاء العالم ليقدموا ما لديهم للوقوف على آخر مستجدات ما وصلت إليه كتب الأطفال والرسائل التربوية المقدمة إلى صغارنا، فعلى سبيل المثل نستضيف هذا العام "بابا ياسين" و"ماما نجوى" اللذين قدما برامج تهتم بثقافة للطفل للتعرف على كيف كانت البرامج التوجيهية سابقا وكيف نطور الآن أساليبنا من جلاء بناء طفل اليوم...
بالإضافة إلى شخصيات أجنبية بارزة في عالم الطفل وفنونه.
كذلك نقدم هذا العام عروضا مسرحية ملهمة للطفل، حيث يصادف يوم الجمعة 23 من إبريل يوم الكتاب العالمي، ليمر في ذات اليوم 400 عام على رحيل الكاتب العالمي ويليام شكسبير، وهو ما جعلنا نستحضر أبرز كتابات هذا الأديب العالمي من خلال تقديم مسرحيات تخلد فكره كمسرحي ساهم في بناء الإنسان والقيم النبيلة.
نستضيف أيضا معرض رسوم كتب الأطفال المصاحب للمهرجان، والذي يطمح إلى الإرتقاء بكتاب الطفل والوصول به إلى العالمية، حيث يشارك أكثر من 1300 فنان من 39 دولة لتقديم إبداعاتهم الفنية من أجل دعم كتاب الطفل بكل متطلبات النجاح اللازمة لجذب هذا القارء الصغير.
• 130 دار نشر تشارك هذه الدورة، ما هي أهم المعايير والمحددات التي وضعتموها لاختيار تلك الدور في ظل إقبال الناشرين على المعرض؟
لقد تم تصنيف وانتقاء الدور المشاركة بكل عناية، وكان المعيار الأهم جودة المضمون الإبداعي والفكري وطريقة التقديم المتمثلة في شكل وجودة الكتاب وطريقة إخراجه، حيث ركزنا على خامات الكتب والأساليب النوعية في تقديم المحتوى الهادف للأطفال، فنحن معرض كتاب ومهرجان تخصصي.
في معرض الشارقة العام للكتاب نفتح باب المشاركة للجميع وقد زاد عدد دور نشر كتب الأطفال في إحدى الدورات السابقة عن 250 دارا، لكننا هنا في هذا المعرض نبحث عما يرتقي بعقل أطفالنا وكذلك يجذب انتباههم، حيث تقدم لنا 400 دار نشر، تم اختيار أميز ما فيهم لتركيزنا على النوع لا الكم.
• تحدثت عن جودة خام الكتاب وشكله وهو ما يجعله أكثر كلفة، فماذا عن سعره في ظل هذا المعطى؟
نحن مهرجان للقراءة قبل أن نكون معرضا للكتاب، لذا هناك لجنة للرقابة على أسعار الكتب في المعرض لضمان تقديمها بسعر جيد وملائم، لكن أيضا يحب أن لا ننسى أن العالم العربي يمر في مرحلة تضخم تجاري تؤثر بشكل كبير على قطاع النشر عامة وكتب الأطفال خاصة، بالإضافة إلى عدد من المشاكل زادت من النفقات، فمثلا كانت الكتب تشحن من لبنان برا، لكن بعد أحداث سوريا يتم الشحن بحرا وجوا وهو ما يزيد التكلفة، كذلك سوريا التي أصبح عدد كبير من كتابها يطبعون خارج سوريا وهو ما يضيف إلى تكلفة الكتاب، ناهيك عن تكاليف الحياة الباهظة وغيرها من المعطيات التي أدت إلى ارتفاع أسعار الكتب في المحيط العربي خاصة والعالم عامة.
• في عصر الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات أين الكتاب الرقمي في حضرة مهرجان كتاب الطفل؟
من أميز ما استحدثته هيئة الشارقة للكتاب هذا العام إطلاق أول كتاب عربي إنجليزي بطريقة الواقع الافتراضي، حيث يقدم الكتاب فكرة "وطنيتنا" الرامية لتدعيم الهوية بالإضافة إلى تخلد ذكرى الأب المؤسس المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
لكن بشكل عام الكتاب الرقمي يتواجد بشكل مواز في المعرض مع الكتاب الورقي وله حضوره، كذلك توجد مبادرة "لغتي" للتعليم الرقمي التي أطلقها صاحب السمو حاكم الشارقة الهادفة إلى دعم وتعزيز تقديم المعرفة بطريقة رقمية إلى الجيل القادم، بالإضافة إلى عدد من الدور لديها بعض الكتب الرقمية، لكن يظل الكتاب الرقمي في عالمنا العربي متواضعا ولا يرتقي إلى المستوى الذي نطمح إليه، ويعود هذا الأمر إلى عدم وجود منصات مميزة تدعم الكتاب الرقمي في المنطقة حتى الآن.
• عهدنا صاحب السمو حاكم الشارقة يقدم دائما منحا لاقتناء الكتب.. فهل من جديد في هذا الأمر؟
سيتم الإعلان عن تلك التفاصيل خلال زيارة سموه.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDYuMTQxIA== جزيرة ام اند امز