تفجير فلسطيني حافلة إسرائيلية في القدس المحتلة، الإثنين الماضي يربك خيارات نتنياهو للرد على العملية.
فتح إعلان المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) عن اعتقال خلية فلسطينية تقف وراء عملية تفجير حافلة إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، الإثنين الماضي، الباب حول احتمالات الرد الإسرائيلي على عودة عمليات التفجير إلى الشارع من جديد.
تبني حركة حماس منفذ العملية الشهيد عبد الحميد سرور (19 عامًا) دون تبني العملية زاد من إرباك المشهد على الجانب الإسرائيلي طوال يومين، قبل أن يسمح جهاز الشاباك الإسرائيلي بنشر خبر اعتقال خلية تابعة لحماس من مدينة بيت لحم، تقف وراء التخطيط لتنفيذ عملية تفجير الحافلة.
الشاباك، ادعى، مساء الخميس، أن التحقيقات الأولية أفادت بوجود خلية تابعة لحماس ينضم إليها أبو سرور خططت لتنفيذ عملية الحافلة بالقدس. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المعتقلين شاركوا في التخطيط لعملية تفجير الحافلة وإخراجها إلى حيز التنفيذ، وقد أصيب خلال العملية 22 إسرائيليًّا بجراح أحدهم جراحه بالغة و7 جراحهم متوسطة.
العملية فتحت الباب التوقعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، حول شكل الرد الإسرائيلي ومستواه على تلك العملية التي جاءت بعد سنوات من وقف الفلسطينيين ذلك النوع من العمليات التي ضربت لنحو عقد من الزمن شوارع إسرائيل، وضربت كذلك الإجراءات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية لتضع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مأزق الحسابات وخيارات الرد.
وتساءل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي عن كيفية ردة الفعل الإسرائيلية في حال كانت قيادة حماس والخارج متورطة في العملية، مبيِّنًا أن "تورطها" يعني ضرورة العمل باتخاذ إجراءات ضد المسؤولين عن ذلك الهجوم، "وهذا يعني الدخول في تصعيد عسكري على جبهة غزة، وهو ما لا يرغب به الطرفان"، حسب الموقع القريب من الجهات الأمنية الإسرائيلية.
نتنياهو رفع درجة تهديداته للفلسطينيين بعد عملية التفجير التي جاءت بعد ساعات قليلة من كشف أجهزته الأمنية والعسكرية عن نفق هجومي استراتيجي يخترق حدود غزة مئات الأمتار باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
واعتبر الكاتب السياسي جبريل عودة، أن تهديدات تكررت كثيرًا خلال انتفاضة القدس، كما أن التهديد بالرد ليس بالجديد، وإجراءاته العدوانية لم تتوقف منذ أشهر، كل ذلك لم يوقف الانتفاضة.
وتوقع عودة، أن يزداد القمع والعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بعد عملية القدس، لكنه لا يتوقع أن يذهب القمع إلى مستويات بالغة القسوة.
ويشاطر الخبير في الشؤون الإسرائيلية د. مأمون أبو عامر، عودة الرأي بأن عملية التفجير الأولى رغم تهديدات كبار المسؤولين الإسرائيليين لن تؤدي إلى ردود إسرائيلية بعيدة المدى.
وقال أبو عامر، لربما يضاعف الاحتلال إجراءاته بالضفة الغربية وخصوصًا في القدس المحتلة التي تشهد إجراءات أمنية غير مسبوقة منذ عملية التفجير، مشيرًا إلى أن الإجراءات ستبقى في إطار عمليات اعتقال للفلسطينيين وتسريع عمليات هدم منازل منفذي العمليات الفلسطينية وغيرها من الإجراءات الميدانية المفعلة منذ أشهر.
وبحسب المحلل السياسي طلال عوكل، فإن المرجح بعد العملية أن تلجأ إسرائيل إلى إجراءات عقابية شديدة، تلك الإجراءات سيقابلها الفلسطينيون بمواجهات وعمليات نشطة.
وتوقع عوكل أن تلجأ سلطات الاحتلال لشن تحريض واسع على الفلسطينيين، فضلًا عن تشديد الإجراءات التي تنغص عليهم حياتهم، ما يؤدي إلى إشعال جمرات الانتفاضة.
لكنه استبعد قيام إسرائيل بعدوان جديد على قطاع غزة، وذلك لأنه لا تتوفر لإسرائيل أهداف كبيرة تستحق أن تشن عدوانًا آخر قد تنجح فيه المقاومة في أسر جنود إسرائيليين، وتؤثر سلبًا على قدرة إسرائيل على الردع.
وهو ما يذهب إليه أبو عامر أيضًا، مستبعدًا أن تقدم إسرائيل على تنفيذ اعتداءات كبيرة من قبيل قتل مسؤولين بارزين في قوى المقاومة الفلسطينية، أو القيام بعدوان على قطاع غزة، وذلك لتعقيد الحسابات الداخلية والخارجية الإسرائيلي.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز