حوار تلفزيوني انتهى بإطلاق النار.. يعكس عمق تصدع الائتلاف الشيعي بالعراق

تحول حوار تلفزيوني بين قياديين بالائتلاف الشيعي الحاكم بالعراق إلى شجار تخلله إطلاق نار، الأمر الذي يعكس عمق التصدع داخل الائتلاف

تصاعد الشجار بين النائب عن دولة القانون كاظم الصيادي، والمتحدث باسم ائتلاف المواطن التابع للمجلس الإسلامي الأعلى بليغ أبو كلل، داخل قناة تلفزيونية في بغداد، ووصل إلى إطلاق النار من قبل حماية الأول، فيما هدد الثاني برفع دعوى قضائية، في حادثة تشير إلى عمق التصدع الحاصل داخل الائتلاف الحكومي الشيعي الذي تتشكل منه أغلب أركان الحكومة العراقية.

وكان رئيس كتلة دولة القانون علي الأديب قد قال في وقت سابق: إن ما حصل بين الصيادي وبليغ أبو كلل تصرف مدان، ولا يمكن القبول بطريقة الحوار بطريقة إطلاق النار بين الشركاء، في إشارة إلى أن أبو كلل يمثل كتلة (المواطن) وهي شريكة لدولة القانون داخل الائتلاف الوطني الشيعي.

وحصلت "العين" على تصريح من النائب حيدر المولى عن دولة القانون، الذي قال: إن الاختلاف السياسي موجود بين الكتلتين لكنه لا يصل إلى إطلاق العيارات النارية، وأوضح أن كتلته ستعقد اجتماعا الأسبوع المقبل من اأجل دراسة جوانب الحادثة والاطلاع على تفاصيلها واتخاذ قرارات بشأنها.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض لـ"العين": إن الشجار الذي حصل هو جزء من التشنج الحاصل بين الكتل الشيعية خاصة كتلة دولة القانون (التي ينتمي إليها النائب الصيادي) لأنهم يتهمون المجلس الإسلامي الأعلى (الذي ينتمي إليه بليغ أبو كلل) يتهمونهم بأنهم وراء خروج المالكي من السلطة، ومن ثم فهو أمر يدل على بوادر انشقاق داخل التحالف الوطني (الشيعي) ويرى أنه لن يصمد طويلا بسبب غياب المشروع السياسي والرؤية الحقيقية للوضع العراقي.

وأشار الأبيض إلى أن هذا التحالف سبق أن هدد بسحب الثقة عن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، ولذلك فإن العبادي يفكر بالتخلص من هؤلاء الشركاء عبر تحالفات جديدة مع المجلس الإسلامي الأعلى والتيار الصدري وجزء منه مع السنة عبر تحالفهم الأخير، وجزء آخر مع الأكراد.

يذكر أن النائب الصيادي تعرض في مايو/آيار الماضي للضرب إثر خلاف مع نواب عن التيار الصدري لاعتراضه على آلية التصويت لمنح ثقة لوزيرين من التيار الذي يتزعمه مقتدى الصدر.

فيما هددت النائبة عن دولة القانون حنان الفتلاوي في مايو/آيار الماضي، أيضا بمقاضاة المتحدث باسم المجلس الأعلى بليغ أبو كلل، إثر ما تعرضت له من إساءة بالسب والتشهير، من قبل أبو كلل عبر برنامج تلفزيوني