فضيحة فولسفاغن تكلفها 16.2 مليار يورو
فضيحة فولسفاغن للسيارات ستكلفها مبالغ طائلة، نظرا لقيمة التعويضات التي ستدفعها لزبائنها في الولايات المتحدة وأوربا
يتوقع أن تكلف فضيحة الغش في محركات السيارات للصانع الألماني فولسفاغن، ما يعادل 16.2 مليار يورو، بعد إعلانه التوصل إلى اتفاق مبدئي لتعويض المتضررين بأمريكا في انتظار بقية مناطق العالم.
خصصت الشركة الألمانية في ميزانيتها لسنة 2015، مبلغ 16.2 مليار يورو من أجل التعامل مع فضيحة الغش في محركات السيارات. وجاء الاتفاق بين مسيري فولفاغن ومحافظي الحسابات على تخصيص هذا المبلغ بالنظر إلى الأضرار الكبيرة التي ستتحملها الشركة مع الزبائن.
وكانت الشركة قد أعلنت عن توصلها لاتفاق مبدئي مع الزبائن المتضررين في الولايات المتحدة الأمريكية لدفع مبلغ 5000 دولار لكل واحد، وهو ما يعني أن قيمة التعويض فقط ستكون في حدود 3 مليارات دولار، دون احتساب تكاليف سحب السيارات وإعادة تجهيزها.
وقد أضيف مبلغ 10 مليارات يورو إلى مخصصات المخاطر في الميزانية بعد أن كان بقيمة 6.7 مليار يورو. وبهذا المبلغ، تكون فولسفاغن قد تكبدت خسائر صافية بقيمة 1.58 مليار يورو في سنة 2015 بعد أن كانت حققت أرباحا بـ10.48 مليار يورو سنة 2014.
ولولا الفضيحة المكتشفة، كانت فولسفاغن متجهة إلى تحقيق نتائج إيجابية كعادتها في سنة 2015، بدليل وصول رقم أعمالها إلى 213.3 مليار يورو بارتفاع قدره 5.4 % عن سنة 2014.
وقررت الشركة بناء على ذلك، منح أرباح رمزية لمساهميها، إذ ستكون بقيمة 0.11 يورو عن كل سهم بعد أن كانت 4.8 يورو سنة 2014، وهو تراجع بنسبة 98%.
ويحتفظ مسيرو المؤسسة بتوقعات حذرة للعام 2016، حيث يحتمل أن يتراجع رقم الأعمال بنسبة 5 بالمائة، لأسباب تتعلق باضطراب مناخ الأعمال وتوقعات الصرف، فضلا عن استمرار تداعيات فضيحة الغش في المحركات.
وكان الصانع الألماني العملاق لصناعة السيارات، قد أقرّ في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، بوضع برنامج معلوماتي في محركات الديزل لنحو 11 مليونا من سياراته للغش في اختبارات مكافحة التلوث، وذلك بعد اكتشاف الفضيحة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وشكلت هذه الفضيحة صدمة مدوية للألمان الذين يعتبرون فولسفاغن مفخرة وطنية، في بلد يمثل فيه قطاع صناعة السيارات 20% من الصادرات و14% من إجمالي الناتج الداخلي، ويبلغ عدد موظفي الصانع الأول في ألمانيا 600 ألف في العالم وينتج 12 نوعا من الشاحنات والسيارات.
وبلغت فولسفاغن -التي تعني بالألمانية سيارة الشعب- مرتبة متقدمة عالميا، حيث سوقت العام الماضي 9.93 مليون سيارة وكادت أن تتجاوز تويوتا اليابانية، لولا أن الفضيحة أطاحت بها من المرتبة الأولى في الثلث الأخير من سنة 2015.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز