الحكومة الليبية تدعو لتأجيل مهاجمة "داعش" في سرت
المجلس الرئاسي قال إنه يرحب بالتحركات لمحاربة "داعش"، لكنه حذر من أن هجوما غير منسق قد يؤدي لحرب أهلية
دعت الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، الجماعات المسلحة إلى عدم القيام بأي حملات على مدينة سرت الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، لحين إنشاء قيادة عسكرية موحدة.
وقال المجلس الرئاسي، الذي يقود حكومة الوفاق الوطني في بيان أمس الخميس، إنه يرحب بالتحركات من الجماعات المختلفة والقوات المسلحة لمحاربة "داعش" في سرت، لكنه حذر من أن هجوما غير منسق قد يؤدي لحرب أهلية.
وأضاف أنه في غياب التنسيق والقيادة الموحدة، يعبر المجلس عن قلقه من أن المعركة في سرت ضد "داعش"، ستكون مواجهة بين تلك الجماعات المسلحة، وأن مثل هذا الصراع سيكون في مصلحة "داعش".
وحسب البيان، فإن المجلس بالتالي بصفته القائد الأعلى للجيش، يطلب من كل القوات والجماعات المسلحة الليبية الانتظار لحين تعيين قيادة مشتركة لعملية سرت.
يأتي ذلك وسط إشارات إلى أن فصائل من شرق وغرب ليبيا ربما تستعد للتقدم نحو سرت، على الرغم من أنه تم الإعلان أكثر من مرة عن عمليات مشابهة في الأشهر القليلة الماضية دون تنفيذها.
ويسيطر "داعش" على سرت منذ 2015، واستغل صراعًا بين تحالفين فضفاضين من الفصائل المسلحة، دعم كل منهما حكومتين متنافستين في ليبيا ليستولي على شريط طوله 250 كيلومترا من الساحل حول المدينة الواقعة على البحر المتوسط بين قاعدتي قوة الشرق والغرب.
وتأمل الدول الغربية في أن تتمكن حكومة الوحدة الوطنية، التي وصلت إلى طرابلس الشهر الماضي من إقناع الجماعات المسلحة الليبية بالتعاون ضد التنظيم المتشدد.
وفي بيان مسجل في وقت لاحق أمس، قال فايز السراج رئيس المجلس، ورئيس الوزراء بحكومة الوفاق الوطني، إن وزراءه بدأوا تنسيق الترتيبات الأمنية مع الجيش "للبدء بتحرير سرت"، ويتطلعون إلى إنشاء غرفة عمليات وطنية مشتركة.
وأشار إلى أن تنظيم "داعش" سيجري استئصاله "بأيد ليبية وليس عن طريق تدخل أجنبي".
ومنذ 2014، انقسمت ليبيا بين حكومتين متنافستين وبرلمانين في طرابلس وفي الشرق، ودعمت الحكومتين جماعات مسلحة من مقاتلي المعارضة السابقين.
وترسخ حكومة الوفاق نفسها بالتدريج في العاصمة لتحل محل الإدارة التي أعلنت من جانب واحد في العاصمة، لكنها لم تتمكن من الحصول على تصديق مجلس النواب، وهو البرلمان الموجود في الشرق، وسط معارضة من حلفاء قائد قوات الشرق خليفة حفتر.
ويخشى حلفاء حفتر من أن الحكومة الجديدة لن تتمكن من توفير الحماية للجيش، وعارضوا بندا يعطي الحكومة سلطة التعيينات العسكرية.
وحقق الجيش في الشرق مكاسب ملحوظة على الأرض في مواجهة المسلحين ومعارضين آخرين في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، وقال الجيش أمس الخميس إنه على أتم الاستعداد لمعركة سرت وينتظر الأوامر من حفتر.
وظهرت تقارير وصور على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، تظهر كتائب من مدينة مصراتة في الغرب وهي تحتشد لعملية في سرت أيضا.
ولم يتسن الوصول على الفور لأفراد من غرفة العمليات العسكرية في مصراتة لتأكيد تلك التقارير لكن قادة من المدينة أكدوا من قبل أنهم يعتزمون شن الهجوم.
وتتسم كتائب مصراتة بالقوة العسكرية، منذ لعبت دورا بارزا في الحملة التي دعمها حلف شمال الأطلسي للإطاحة بمعمر القذافي في 2011، وتخلت فصائل من مصراتة عن العمليات البرية ضد "داعش" في سرت العام الماضي، لكنها واصلت تنفيذ ضربات جوية على المدينة.
ونفى مسؤولون عسكريون في شرق ليبيا وجود أي تنسيق مع القوات في مصراتة بشأن هجوم جديد على سرت.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg جزيرة ام اند امز