خبراء: 3 أسواق بديلة عن أوروبا تنقذ مصر سياحيا.. تعرف عليها
توقعات بانفراجة في أزمة السياحة في مصر اعتمادا على فتح أسواق جديدة في شرق أسيا كأحد الأسواق التي تستهدفها مصر في الفترة المقبلة.
وفد ياباني يضم 230 سائحا قضى 6 أيام بمحافظات القاهرة والأقصر وأسوان في جولات سياحية لزيارة المعالم الأثرية المصرية، الوفد السياحي الذي يضم أصحاب شركات سياحية عالمية غادر مطار القاهرة اليوم بعد انتهاء جولته، غير أن أصداء الزيارة لم تغادر وسط توقعات بانفراجة في أزمة السياحة في مصر اعتمادا على فتح أسواق جديدة في شرق أسيا كأحد الأسواق التي تستهدفها مصر في الفترة المقبلة.
ياسر شعبان، مدير شركة "شين بلانت تورز" المنظمة لجولة الوفد الياباني، قال في تصريحات صحفية، إن برنامج الوفد السياحي الياباني استمر 6 أيام، قضى خلالها 4 أيام لزيارة المعالم السياحية بمحافظتي الأقصر وأسوان.
وأضاف شعبان أن الوفد قضى يومين بالقاهرة زار خلالهما الأهرامات والمتحف المصري والمعالم الأثرية بمصر القديمة وسقارة.
الخطة لترويج السياحة الأسيوية في مصر بدأت مع جولات مكوكية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بدول شرق آسيا "اليابان - الصين - كازاخستان"، وحظيت تلك الزيارات باهتمام كبير من الحكومة المصرية ووزارة السياحة المصرية بهدف زيادة معدلات السياحة الأسيوية إلى المنتجعات السياحية في شرم الشيخ والغردقة والمناطق الأثرية الأخرى بالقاهرة وصعيد مصر، لتعوض فترة الركود السياحي والتراجع الكبير في أعداد السياح، خاصة بعد قرار روسيا بحظر السياحة الروسية ووقف رحلاتها إلى المدن المصرية على خلفية سقوط الطائرة الروسية في سيناء.
وحرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته الأسيوية للعديد من دول آسيا بمناقشة ملف السياحة، وحث الدول على زيادة رحلاتها السياحية إلى المدن والمنتجعات المصرية، لتعويض العجز الذي حدث طيلة الشهور الماضية، وأكدت تقارير وزارة السياحة أن العام الماضي 2015 شهد توافد نحو 23 ألف سائح كازاخستاني إلى مصر، مقارنة بحوالي 18 ألف في عام 2010.
وتوقع رمضان حجاجي، رئيس غرفة شركات السياحة في الأقصر، زيادة معدلات السياحة الأسيوية الى مصر في العام القادم بنسبة 150 إلى 200%، مشيرا إلى أن 140 ألف سائح أسيوي فقط زاروا الأقصر في الموسم السياحي الفائت، وأشاد "حجاجي" باتجاه الدولة إلى تعويض فاقد السياحة الأوروبية عبر فتح أسواق جديدة في آسيا.
وقال "حجاجي" لبوابة العين الإخبارية، إن الموسم المقبل سيشهد رواجًا في حجم السياحة الصينية في مصر؛ حيث من المتوقع أن تكون على القمة متجاوزة أعداد السياح القادمين من أوروبا، غير أن ذلك لن يصبح بديلا دائما عن السياحة القادمة من أوروبا، لاعتبارات المسافة بين أوروبا ومصر التي لا تتجاوز 4 ساعات، بينما تصل إلى 16 ساعة لليابان والهند والصين وأندونيسيا.
وأضاف رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر: السياحة الأسيوية في الغالب سياحة ثقافية ليست ترفيهية، وذلك مؤشر يضمن كثافة توافدها على المناطق الأثرية وعدم انقطاعها، بما يضمن تشغيل العمالة السياحية في تلك الفترة، حتى تستعيد مصر ثقة السائح الأوروبي ليعمل السوقان معا وهو ما سيعود على مصر بفائدة أكبر من الماضي.
وقال "حجاجي" إنه لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة معدلات السياح من المغرب والجزائر وتونس في مصر، خاصة الجزائريين باعتبار أن دخل الفرد الجزائري مرتفع، وهو أمر جيد يزيد من الرواج المصري في كل الاتجاهات.
تجدر الإشارة إلى أن عائدات السياحة المصرية في أوضاعها المعتادة كانت تسهم بنسبة 11% من إجمالي الناتج المحلي في مصر، باعتبارها على رأس مصادر العملة الأجنبية، وتسبب تدهور قطاع السياحة في تراجع قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، إضافة إلى نقص الصادرات وتذبذب إيرادات قناة السويس وتراجع تحويلات المصريين في الخارج عبر البنوك المصرية.
وتراجعت عائدات السياحة المصرية من نحو 14 مليار دولار عام 2010، إلى نحو 6 مليارات دولار فقط عام 2015 قبيل حادث الطائرة الروسية بشرم الشيخ وتعليق الرحلات إلى المدينة الأشهر سياحيا بمصر، ولم تتمكن السلطات المصرية من إحصاء الخسائر بدقة في قطاع السياحة، غير أن وزير السياحة السابق "هشام زعزوع" قال إن 300 مليون دولار شهريا تفقدها مدينة شرم الشيخ في حال استمرار تعليق الرحلات إليها.
وأرجع علي غنيم، عضو اتحاد الغرف السياحية ورئيس غرفة السلع السياحية، تراجع عائدات السياحة في مصر إلى القرار السياسي لأمريكا وأوروبا بترقيع مصر اقتصاديا عبر ممارسة نوع من الدعاية المضادة ضد مصر سياحيا وإظهارها في إطار الدولة المتشددة دينيا والمهترئة أمنيا على عكس واقعنا الأمني وديننا الإسلامي الوسطي، ومن هنا وجب محاربة الفكر بالفكر لإظهار الصورة الحقيقية لبلادنا.
وكشف "غنيم" عن أن اعتماد مصر على السياحة الأوروبية كان بنسبة 80 إلى 85%، وهو ما أحدث تلك الهزة العنيفة للاقتصاد السياحي في مصر، بيد أن تعويض تلك النسبة أمر سهل، إذا اعتمدنا على فتح أسواق جديدة واعتنينا بالكيف وليس الكم، فعلى سبيل المثال 4 ملايين سائح سنويا من بلاد مثل الهند التي يبلغ عدد أثريائها 2000 مليون، أو من أمريكا اللاتينية أفضل من 20 مليون سائح سنويا من أوروبا، ناهيك عن أن السياحة الشاطئية قد تعود بالخسائر على الدولة المصرية لاحتكار الشركات الكبرى للفنادق والشواطئ، في الوقت الذي ينتفع فيه السائح بدعم على تذكرة الطيران والإقامة وغيرها.
وعن الحلول للأزمة، قال غنيم: إن الحل يكمن في فتح أسواق جديدة بأمريكا الجنوبية والهند والشرق الأقصى. وثانيا توجيه الدعاية إلى هذه المناطق وبذل ربع المجهود المبذول لتنشيط السياحة في أوروبا بهذه الأسواق الثلاثة. وثالثا قرار حكومي بتدشين رحلات طيران مباشرة من هذه الدول إلى مصر، وهو ما اتبعته تركيا والإمارات وقطر مسبقا ونجحت في جذب السائحين إليها وإلى مصر في وقت سابق.
وقال غنيم إنه من وقت تنفيذ هذه الخطة، لن تستغرق تبعاتها ونتائجها أكثر من شهر، وستصبح بديلا قويا للسياحة الأوروبية التي طالما اعتمدنا عليها بنسبة أكبر من اللازم، مشيرا إلى أنه كانت له تجربته الشخصية الناجحة كأول مروج للسياحة المصرية في إسبانيا وأمريكا اللاتينية.
ولا تزال مصر حتى الآن تنشد الخروج من أزمتها الاقتصادية عبر استعادة السياحة، من خلال الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، ومبادرات الخبراء والمهتمين بالشأن السياحي، التي ترمي جميعها إلى الاتجاه لأسواق آسيا وأمريكا اللاتينية.