بينما كان المبعوث الدولي يتحدث، أمس، عن تقدم في مفاوضات السلام، واصل الحوثيون، فجر الأحد، خروقاتهم للهدنة، بما يؤدي إلى نسف المفاوضات.
وضعت الخروقات التي شهدتها الهدنة في اليمن، فجر اليوم الأحد، مسمارًا في نعش المفاوضات اليمنية التي تشهدها الكويت.
وبينما صرح المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء أمس السبت، أن "هناك مؤشرات إيجابية للتوصل لاتفاق سياسي في اليمن"، نسفت سلسة من الخروقات، فجر يوم الأحد، هذا التصريح تمامًا.
أبرز هذه الخروقات، كان اقتحام مقر لواء العمالقة الإستراتيجي بمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء.
وفي رد فعل سريع على اقتحام اللواء، وصف عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ورئيس الوفد الحكومي في مفاوضات الكويت، هذا التطور بأنه "ينسف مشاورات السلام في الكويت".
وقال "المخلافي" -في تغريده على حسابه في "تويتر"-: "جريمة الهجوم على لواء العمالقة في عمران ينسف مشاورات السلام في الكويت"، وأضاف "صبرنا وتحملنا من أجل إعادة السلام إلى بلدنا وشعبنا، وسنتخذ الموقف المناسب ردًا على جريمة الحوثي في معسكر العمالقة بعمران من أجل شعبنا وبلادنا".
وقالت مصادر في وفد الحكومة -لبوابة "العين" الإخبارية-: "إن الوفد الممثل للحكومة في مفاوضات الكويت سيبلغ المبعوث الأممي، اليوم الأحد، أن المشاورات انتهت وأنه سيعلق جلساته ومشاركاته في أي جلسات قادمة".
خروقات بكل الجبهات
ولم تكن جريمة الهجوم على لواء العمالقة هي الوحيدة في إطار خروقات المليشيات للهدنة؛ حيث شن المتمردون هجومًا عنيفًا على مواقع الجيش والمقاومة الجنوبية في منطقة عقبة ثرة بمديرية مكيراس محافظة البيضاء على الحدود مع محافظة أبين جنوب اليمن في محاولة منهم لاقتحام المحافظة بعد خمسة أيام من حشد تعزيزاتهم المتواصلة إلى معسكرات الحرس الجمهوري في المنطقة.
وقال مدير عام مديرية مكيراس، عبد الله سمنة الشهري -في تصريح خاص لبوابة "العين" الإخبارية-: "إن المتمردين حشدوا تعزيزات كبيرة إلى مكيراس ومديرية الصومعة المجاورة، في محاولة منهم لإشغال الجيش الوطني والمقاومة المسنودين بقوات التحالف عن حربها ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة جنوب اليمن".
وشدد على أن الانتصار الكبير الذي حققته قوات التحالف والجيش والمقاومة ضد القاعدة في حضرموت ومناطق أخرى جنوب اليمن، كان ضربة موجعة للحوثي وصالح، في إشارة منه إلى ارتباط تنظيم القاعدة بالرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح وأن التنظيم ينفذ مخططات صالح جنوب اليمن.
وأضاف "الشهري" أن "من بين تعزيزات المتمردين أربع منصات صواريخ كاتوشا ومدافع بي 10 وعدد كبير من المسلحين وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة".
وفي السياق ذاته، واصل المتمردون قصفهم العنيف على مواقع الجيش والمقاومة في محافظة تعز والضالع ولحج وشرق العاصمة صنعاء لليوم الواحد والعشرين على التوالي.
وقالت مصادر ميدانية ومراقبون محليون -لبوابة "العين" الإخبارية- إن "المليشيات واصلت تفجير منازل المعارضين لها في محافظة تعز؛ حيث فجرت 6 منازل خلال 3 أيام فقط، وشنت، فجر اليوم الأحد، قصفًا عنيفًا على معسكر اللواء 35 مدرع غرب تعز بالتزامن مع وصول تعزيزات جديدة لها إلى محيط اللواء في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه".
وتصدت قوات المقاومة والجيش لهجوم عنيف شنته مليشيات الحوثي وصالح في الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد في محافظة لحج جنوب اليمن، في محاولة منها للتقدم في جبهة كرش "إحدى مناطق مديرية القبيطة بالمحافظة".
وقال المتحدث باسم جبهة كرش: "إن المقاومة تمكنت من صد الهجوم وقتْل 8 من عناصر المليشيات، فيما أصيب عنصران من المقاومة".
وفي جبهات فرضة نهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء، تصدت قوات الجيش والمقاومة لهجوم عنيف ومباغت شنته المليشيات على مواقع الشرعية واندلعت مواجهات عنيفة بين الجانبين وما زالت مستمرة وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
الحل العسكري
ومن جانبه، أعرب المجلس العسكري للمقاومة الشعبية في صنعاء، عن استعدادهم لدحر مليشيات الحوثي وصالح وحسم المعركة عسكريًا، في حال فشلت المفاوضات في الكويت.
وعبر المجلس، في بيان أصدره مساء أمس السبت، عن استنكاره لما وصفها بالمواقف المتراخية للمجتمع الدولي المتغاضي عن اختراقات مليشيات الحوثي وصالح للهدنة بشكل مستمر، مطالبًا المجتمع الدولي بموقف أكثر وضوحًا حيال تلك المليشيات، مشككًا في جديتها في التعاطي الإيجابي مع أية خطوات سلمية.
وشدد المجلس -في بيانه- على "أن المليشيات لا تفهم إلا لغة القوة وأنهم في مقاومة صنعاء مستعدون وعلى جاهزية كاملة للتعامل العسكري مع تلك المليشيات ودحرها إذا لم تؤدِ تلك المباحثات لتطبيق القرارات الدولية".
وحمل المجلس المليشيات المسؤولية الكاملة عن انهيار الهدنة في حال استمرت في خروقاتها، مؤكدًا أنه لن يقف مكتوف الأيدي حيال تلك الخروقات المستمرة.
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg جزيرة ام اند امز